أونروا: 9 فلسطينيين من أصل 10 نزحوا قسرياً في غزة

26 يوليو 2024
من الصور التي نشرتها وكالة أونروا مبيّنة هول أزمة النزوح في قطاع غزة، 22 يوليو 2024 (إكس)
+ الخط -

تفيد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنّ 9 فلسطينيين من أصل 10 نزحوا قسراً في قطاع غزة المحاصر، في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة. وبينما يبدو النزوح القسري المتواصل من أبرز الأزمات التي يعانيها أهالي غزة، ولا سيّما أنّهم اختبروه مرّات عدّة في أقلّ من عشرة أشهر، ما زالت المخاوف من تفشّي شلل الأطفال في القطاع، المنكوب على كلّ الصعد، تؤرّق المعنيين.

وتمضي وكالة أونروا، في الآونة الأخيرة، في تكثيف تسليط الضوء على نزوج الفلسطينيين قسرياً في القطاع المحاصر والمستهدف، ولا سيّما أنّ ما يعيشه هؤلاء من نزوح قسري وتشرّد بلا هوادة لليوم الـ294 من العدوان المستمرّ، يفوق قدرة المرء على التخيّل. وتتكرّر الصور وتسجيلات الفيديو الواردة من مختلف مناطق قطاع غزة، التي تُظهر عائلات بأكملها وقد حملت بعض متاع في أكياس من النايلون أو حقائب مدرسية أو غيرها وهي تفرّ من حيّ إلى آخر أو من منطقة إلى أخرى في القطاع المستهدف بآلة الحرب الإسرائيلية، وقد أجبرها الاحتلال على ذلك من خلال أوامر عسكرية مباشرة أو من خلال قصفها من الجوّ والبرّ أو من خلال مطاردتها برصاص قنّاصته أو من خلال تجويعها.

وتبحث تلك العائلات عن ملجأ حيثما يكون الأمر ممكناً، بحسب ما تؤكد وكالة أونروا في تدوينة نشرتها اليوم على موقع إكس، وتعدّد "المدارس المكتظة، والمباني المدمّرة، والخيام التي نُصبت عشوائياً على الرمال أو وسط أكوام من النفايات". وإذ توضح وكالة أونروا أنّه "لا مكان آمناً بين تلك المذكورة"، تؤكد أنّه "لم يعد لدى الناس أيّ مكان يقصدونه"، وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

شلل الأطفال يتربّص بصغار غزة

في سياق منفصل، إنّما هو في الواقع متّصل لجهة المأساة الإنسانية، نشر المفوّض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني تدوينة على موقع إكس جاء فيها: "والآن شلل الأطفال..."، كأنّه يقول ضمنياً "هذا ما كان ينقص الفلسطينيين في قطاع غزة" أو "يُضاف هذا المرض إلى قائمة طويلة من العناصر الذي تزيد من بؤس الفلسطينيين في قطاع غزة". وإذ يشير لازاريني إلى أنّ منظمة الصحة العالمية أفادت بأنّ ستّ عيّنات من فيروس شلل الأطفال من النمط 2 رُصدت في أنحاء من قطاع غزة يبدو ممتناً، إذ إنّ "أيّ إصابات (بمرض شلل الأطفال) لم تُسجَّل بعد، لحسن الحظ".

ويصف لازاريني رصد فيروس شلل الأطفال بأنّه "واحد من المستجدّات الخطرة في رحلة البؤس التي لا تنتهي" في قطاع غزة. ويعيد ظهور شلل الأطفال إلى النظام الصحي المنهار، والنقص في المياه النظيفة ومواد النظافة الشخصية، وإلى الملاجئ المكتظة والصرف الصحي المتهالك.

ويوضح المفوّض العام لوكالة أونروا أنّه في ظلّ الحرب، انخفضت معدلات تحصين الأطفال من مستويات كانت تُصنَّف شبه عالمية، لأنّ الفلسطينيين يتنقّلون باستمرار ويهربون من مناطق القتال ويبحثون عن الأمان. يُذكر هنا أنّ الحصار المشدّد الذي فرضته سلطات الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حتى اليوم، ومنع إدخال مستلزمات صحية وطبية كثيرة سبّبا عدم وصول اللقاحات اللازمة إلى كلّ مستحقّيها من الأطفال. ويقول لازاريني إنّ "من الممكن السيطرة على تفشّي شلل الأطفال في قطاع غزة، من خلال حملات التحصين التي تصل إلى كلّ طفل حيثما وُجد"، شارحاً أنّ "وقفاً لإطلاق النار وزيادة في تدفّق اللقاحات من شأنهما أن يسمحا بذلك". وأكد لازاريني: "نحن، وكالة أونروا، ملتزمون بالقيام بذلك بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية".

المساهمون