مع زيادة إصابات كورونا في أنحاء أوروبا مجدداً، بدأ عدد من الحكومات إعادة فرض القيود، بما يتراوح بين إغلاق كامل كما حدث في النمسا، إلى إغلاق جزئي في هولندا التي شهدت أعمال شغب، إلى قيود على حركة غير المطعمين في بعض أجزاء ألمانيا وفرنسا، وفي جمهوريتي التشيك وسلوفاكيا.
وتجددت الاحتجاجات في عدد من البلدان التي قررت العودة إلى فرض القيود، وكان أبرزها في مناطق هولندية وفرنسية، ومن المتوقع أن يتجمع آلاف المحتجين في فيينا، السبت، بعد أن أعلنت الحكومة النمساوية إغلاقًا على مستوى البلاد لاحتواء الإصابات المتزايدة.
وتحول احتجاج كبير، مساء الجمعة، إلى مواجهات دموية مع الشرطة في مدينة روتردام الهولندية، حيث فتحت الشرطة النار على متظاهرين، السبت، وأصيب سبعة أشخاص في أعمال شغب اندلعت وسط المدينة خلال احتجاجات ضد قيود كوفيد -19.
وقال عمدة روتردام، أحمد أبو طالب (من أصول مغربية) للصحافيين في الساعات الأولى من صباح السبت، إنه "في عدة مناسبات شعرت الشرطة أنه من الضروري إشهار أسلحتها للدفاع عن نفسها"، فحين أشعل عدة مئات من المتظاهرين النار في سيارات، وأطلقوا الألعاب النارية، ورشقوا الشرطة بالحجارة. "أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين، وأصيب أشخاص".
وأوضح أبو طالب أن عددًا من أفراد الشرطة أصيبوا أيضا في أعمال العنف، واعتُقل العشرات، ومن المتوقع اعتقال المزيد بعد فحص المقاطع المصورة التي التقطتها الكاميرات الأمنية.
وأظهرت صور من مكان الحادث اشتعال النيران في سيارة شرطة واحدة على الأقل، وأخرى اصطدمت دراجة بزجاجها الأمامي. وتمكنت شرطة مكافحة الشغب من استعادة الهدوء بعد منتصف الليل.
وهرعت وحدات الشرطة من جميع أنحاء البلاد إلى روتردام للمساعدة في السيطرة على الوضع ليلة الجمعة. وذكرت وسائل إعلام محلية أن عصابات من مثيري الشغب في مباريات كرة القدم متورطة في أعمال الشغب، وأظهر مقطع مصور متداول شخصا يُطلق الرصاص عليه في روتردام، لكن لم ترد أنباء فورية عما حدث.
وقالت الحكومة إنها تريد سن قانون يسمح للمؤسسات بتقييد النظام الخاص بشهادة كوفيد-19 على الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل أو تعافوا من الفيروس فقط، والذي من شأنه استبعاد الأشخاص الذين جاءت نتيجة اختبارات كورونا لهم سلبية. شهدت البلاد أعدادا قياسية من الإصابات في الأيام الأخيرة، ودخل إغلاق جزئي جديد حيز التنفيذ قبل أسبوع.
وفرضت مقاطعة غوادلوب الفرنسية، الجمعة، إجراء فوريا يستمر حتى 23 نوفمبر/تشرين الثاني، بمنع التجول بين الساعة السادسة مساء والخامسة صباحًا، بعد احتجاجات واسعة وإغلاق طرقات وإحراق مبانٍ ومركبات وإغلاق مدارس رفضًا للشهادة الصحية.
وأوضح محافظ غوادلوب، ألكسندر روشات، أن الإجراء سيبقى نافذا "في ظل الحركات الاجتماعية المستمرة وأعمال التخريب في مقاطعة" ما وراء البحار الفرنسية ، وقال في بيان، إنه اتخذ القرار إدراكا منه "لحرق الممتلكات العامة وإقامة الحواجز على الطرق وإلقاء الحجارة على الشرطة"، مانعًا بيع الوقود في صفائح.
وفي وقت سابق، قررت الحكومة إرسال مائتيْ عنصر شرطة ودرك لدعم قوات الأمن، بينما يتزايد العنف والحصار، وأقيمت حواجز جديدة مساء الجمعة، في باس تير في غوادلوب، سرعان ما أزالتها الشرطة. وأعاد المتظاهرون نصبها. وقالت فرق الإطفاء ومصدر في الشرطة، إن أربعة مبان في المدينة التي تضمّ منازل خشبية عديدة، اشتعلت فيها النيران ليلًا بعد أعمال نهب.
ودعت مجموعة من النقابات والمنظمات المدنية إلى الاحتجاجات قبل خمسة أيام ضد الشهادة الصحية وإلزامية تلقيح الطواقم الطبية، وبعد ليلة من أعمال الشغب، بقيت المدارس مغلقة الجمعة، وعادت الحركة إلى المنطقة ببطء بسبب كثرة الحواجز.
وكانت النمسا أول بلد في غرب أوروبا يعيد فرض الإغلاق الكامل لمكافحة جائحة كوفيد-19، في حين قالت جارتها ألمانيا إنها قد تحذو حذوها، وذكر وزير الصحة الألماني، ينس سبان، أن موجة رابعة من الجائحة تجتاح ألمانيا، مما يدفعها إلى فرض حالة طوارئ وطنية، وحث السكان على الحد من التواصل الاجتماعي، محذرا من أن اللقاحات بمفردها لن تقلل عدد الإصابات.
وسجلت المجر 11289 إصابة جديدة بفيروس كورونا اليوم الجمعة، وهي أعلى حصيلة يومية على الإطلاق، وستجعل التطعيم إجباريا لكافة العاملين في الأطقم الطبية، وستفرض وضع الكمامات في معظم الأماكن المغلقة بدءا من السبت.
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)