أهالي منطقة التل السورية بلا مياه

14 ابريل 2023
أزمة المياه في سورية متجددة (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

يعيش أهالي منطقة التّل بريف دمشق أزمة في تأمين المياه المقطوعة منذ حوالي أسبوع عن منازلهم لعدة أسباب، في مقدمتها الفساد وانقطاع الكهرباء، إضافة لإجراءات حكومة النظام السوري التعسفية بهذا الخصوص.

الناشط محمد رنكوسي، من أبناء المنطقة، تحدّث لـ"العربي الجديد"، عن أزمة المياه في المنطقة التي تعتبر غنية بالمياه الجوفية، وقال: "منطقة التل من كبرى مناطق ريف دمشق بعد منطقة دوما، وعدد السكان فيها تجاوز 114 ألفاً عام 2004، وفي الوقت الحالي عدد السكان يصل لأضعاف هذا الرقم، غير أن المشكلة الأساسية ليست عدم توفر المياه، بل في استخراجها، المضخات المثبتة على الآبار بحاجة إلى كهرباء لتشغيلها، والكهرباء لا تتوفر أكثر من ساعة خلال اليوم، وأغلب محطات الضخ غير مزودة بالخط الذهبي، وهو خط حوله النظام للشركات الخاصة، تدفع مقابله الملايين".

وأضاف رنكوسي: "هذا الخط رغم أهميته للمياه فإن النظام لا يستثمره لضخ المياه، حيث اشترى الأهالي مولدات على نفقتهم الخاصة لضخ المياه، لكن بعد فترة أصبحوا عاجزين عن توفير الوقود، وحتى النظام لم يساعدهم في توفيره، وهذا الأمر تسبب بتوقف المضخات وتقليل أوقات عملها، أيضا زيادة عدد السكان في المنطقة أثرت على البنى التحتية".

ولفت رنكوسي إلى أن أبرز المشاكل في الوقت الحالي فساد مؤسسات المياه، فهناك بعض المناطق تدفع لمشرفي المياه ليتم الضخ لها، وهذا أيضا عبء إضافي على الأهالي. 

محمد نجها، الذي يقيم في المنطقة، اشتكى من مشكلة المياه، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن أزمة المياه في المنطقة بدأت فعليا بالتزامن مع أزمة الكهرباء، فخلال 24 ساعة تصلهم الكهرباء النظامية ساعة واحدة في أحسن تقدير، وهذه الساعة لا تتوافق مع ساعات ضخ المياه، وبالتالي يحرم السكان من تعبئة المياه.

وأضاف: "نحن نعتمد على تعبئة الخزانات التي توجد على أسطح منازلنا لاستخدام المياه منها بشكل رئيسي حتى منذ ما قبل الثورة لكن المياه لا تتوفر بشكل دائم، لكن في الوقت الحالي ازداد الوضع سوءاً وضخ المياه أصبح نادرا وقد يكون مرة واحدة في الأسبوع، نطالب بأن يكون هناك توافق بين ساعات وصل الكهرباء وساعات ضخ المياه كي لا نبقى محرومين من المياه".

موقع موال للنظام نقل في تقرير له، أمس الخميس، شكاوى من سكان المنطقة بخصوص أزمة المياه، إذ أكد السكان أن انقطاع المياه زاد الأعباء عليهم، وثمن الصهريج تجاوز 35 ألف ليرة سورية (4.59 دولارات)، حيث تجبر العوائل على شراء الصهريج مرتين في الأسبوع. وأشار الموقع إلى أن المعنيين أوضحوا أن عدم وجود تغذية كهربائية هو السبب، لافتا إلى أن خطوط الكهرباء المغذية لمضخات المياه معفاة من التقنين".

يذكر أن منطقة التل بريف دمشق تضم كلا من ناحية التل وناحية رنكوس وناحية صيدنايا، والمنطقة تقع بمحاذاة سلسلة جبال القلمون الغربي.

المساهمون