أمل في علاج لمرض ألزهايمر

19 سبتمبر 2021
نتائج واعدة قد تشكل تقدماً بارزاً (شين زونكيو/ Getty)
+ الخط -

لا يزال من المبكر جداً إبداء أمل مفرط. إلا أن مشروع دواء لمكافحة مرض ألزهايمر سجل نتائج واعدة قد تشكل تقدماً بارزاً وسط تعثر الجهود المبذولة منذ نحو عشرين عاماً بحثاً عن علاج لهذا المرض.

وأعلنت رئيسة الشركة الناشئة "إيه سي إيميون"، التي تطور علاجاً للألزهايمر بالاشتراك مع فرع لمجموعة الأدوية العملاقة السويسرية "روش"، أن "هذه النتائج مشجعة بصورة خاصة، وتمثل سابقة على أكثر من صعيد".

وتعمل المجموعتان على تقييم فعالية ما توصلت إليه أبحاثهما، بعدما أعلنتا نهاية أغسطس/ آب الماضي عن نتائج أولية إيجابية ما زال يتعين نشرها بالتفصيل ومراجعتها بشكل مستقل.

وإن كان الإعلان مثيراً للاهتمام، فلأن الجزيئة "سيمورينماب" موضع الأبحاث تتبع خيطاً قلّما تم تقصيه في سياق البحث عن علاج لمرض ألزهايمر، وهو مجال تتعاقب فيه المحاولات الفاشلة منذ نحو عشرين عاماً.

ويتركز عمل هذه الجزيئة على القضاء على لويحات تشكلها بعض البروتينات المعروفة بـ"أميلويد بيتا" في دماغ المصابين، وهي واحد من العاملين الأساسيين لمرض ألزهايمر، إذ تضغط على الخلايا العصبية.

لكن هذا الخيط من الأبحاث قلما أعطى نتائج حتى الآن، باستثناء علاج توصلت إليه شركة بايوجين المتخصصة في معالجة الأمراض العصبية، وأذنت به السلطات الصحية الأميركية هذه السنة من غير أن يكون هناك إجماع حول فائدته العلاجية.

ويتركز اهتمام العديد من المختبرات منذ سنوات عدة على معالجة العامل الثاني المسبب لمرض ألزهايمر، وهو السلوك الشاذ لبروتينات أخرى تعرف ببروتينات "تاو" موجودة في الخلايا العصبية، حيث تتكتل لدى مرضى ألزهايمر إلى أن تؤدي إلى موت الخلية.

وأعطي هذا العلاج لمدة عام تقريباً لمصابين في حالة متقدمة نسبياً من مرض ألزهايمر. وفي نهاية المرحلة، أفادت المجموعتان بأن تراجع القدرات الإدراكية لدى الذين تلقوا العلاج كان أقل بالنصف تقريبا من الذين تلقوا دواء وهمياً.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن مثل هذه النتيجة الإيجابية لمشروع علاج يستهدف بروتينة "تاو"، بعد سلسلة من التجارب الفاشلة، من ضمنها مشروع آخر لمجموعة بايوجين هذه السنة.

لكن عالم البيولوجيا العصبية لوك بويه، والمتخصص بالأمراض المرتبطة ببروتينات "تاو"، قال إنه "من الواجب لزوم حذر شديد. من الواضح أن هناك رغبة في إصدار إعلان طنان ولو أنه قد يكون هناك حقاً أمر إيجابي".

يضيف أن الأبحاث ما زالت مجرّد تجربة مبكرة في المرحلة الثانية، ولا تشمل سوى عدد محدود من المرضى. ولتأكيد مفاعيل العلاج، ينبغي الانتقال إلى المرحلة الثالثة مع احتمال إجراء الاختبار على آلاف الأشخاص.

ويبرر بويه تحفظه قائلاً إن "العديد من المشاريع التي تركزت على بروتينات "أميلويد بيتا" أعطت نتائج جيدة في المرحلة الثانية، قبل أن تخيب الآمال في المرحلة التالية".

لكن السبب الأساسي لتحفظه هو أن نتائج عقار "سيمورينماب" تبقى متباينة. فـ"الاختبارات الإدراكية أفضل لدى المرضى الذين تلقوا الدواء، لكن هناك تفاوت في ما يتعلق بالسلوك في الحياة الحقيقية، أو ما يعرف بتدهور القدرات الوظيفية".

ولخصت عالمة البيولوجيا العصبية فلورنس كلافاغيرا الوضع بالقول: "هذا واعد، وبصراحة إيجابي، لكنه لم يصل إلى مستوى العلاج".

وفي ما يتعلق بكيفية تفسير هذا التباين في النتائج، ذكرت كلافاغيرا أن تراجع القدرات الوظيفية يستغرق وقتاً حتى تظهر مفاعيله، مشيرة إلى أنه "قد يتم إحداث فرق بعد بضعة أشهر على ضوء تواصل التجارب للعلاج".

لكن ليس هناك في الوقت الحاضر ما يؤكد على ذلك. وحتى لو أثبت علاج "سيمورينماب" فاعليته، من غير الواقعي أن نأمل بظهور علاج عجائبي يشفي بمفرده المصابين بألزهايمر.

وحذرت كلافاغيرا من أنه "ينبغي مستقبلاً المزاوجة بين المقاربتين، علاج مضاد لتاو وعلاج مضاد لبيتا"، مضيفة: "في جميع حالات الإصابة بألزهايمر، نجد البروتينتين المسببتين للمرض".

(فرانس برس)

المساهمون