جمع الفلسطينيون في مساجد الضفة الغربية المحتلة تبرّعات خاصة بالمتضرّرين من الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية فجر الإثنين الماضي، وذلك بعد صلاة الجمعة اليوم، وبعد أداء صلاة الغائب على أرواح ضحايا هذا الزلزال وكذلك أرواح الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي. وقد أتى ذلك بالتزامن مع إطلاق وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حملة "أغيثوهم" لدعم منكوبي الزلزال في الجنوب التركي والشمال السوري.
وقدّم المصلّون الأموال في المساجد، فيما تبرّع عدد منهم بمصاغ ذهبي، بعدما أطلقت وزارة الأوقاف حملة "أغيثوهم" من المساجد اليوم، علماً أنّها سوف تتواصل عبر حسابات مصرفية. كذلك من المتوقّع أن تُجمع تبرّعات في المساجد، يوم الجمعة المقبل، من جديد.
من جهة أخرى، تركّزت خطب اليوم الجمعة على الزلزال وحملة جمع التبرّعات والإغاثة، إذ عمّمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية موضوع الخطبة على الأئمة أمس الخميس.
وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية حاتم البكري لـ"العربي الجديد" بعد خطبة الجمعة في مسجد جمال عبد الناصر (مسجد البيرة الكبير) في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، إنّ "الأموال التي جُمعت سوف تُرسَل كلها عبر القنوات الدبلوماسية الفلسطينية، لشراء الاحتياجات الضرورية"، موضحاً أنّ ثمّة "تواصلاً مع سفراء فلسطين واتفاقاً معهم على أن تكون الأولوية لشراء الخيام والفرش للمساعدة في إيواء المتضرّرين في ظلّ الأوضاع العصيبة".
أضاف البكري أنّ "الشعب الفلسطيني يدرك المعاناة والمأساة التي وقعت في سورية وتركيا، خصوصاً أنّه أصيب من جرّاء الاحتلال بالمأساة والحصار، ويشعر مع الشعوب الأخرى في أيّ مصيبة" تحلّ بها.
وشدّد البكري على أنّ "الفلسطينيين يردّون الجميل للشعبَين السوري والتركي اللذَين وقفا إلى جانبهم في الدعم والإسناد"، وشرح أنّ "الحملة شعبية، وقد انطلقت بتوجيهات من المستوى السياسي، وأخذت وزارة الأوقاف على عاتقها القيام بهذا الدور".
وحثّ الوزير البكري الفلسطينيين على الانخراط في الحملة، مؤكداً أنّ "الأموال سوف تصل إلى مستحقّيها". يُذكر أنّ ثمّة تساؤلات تُطرح على مواقع التواصل الاجتماعي حول الثقة بوصول المساعدات إلى وجهتها. وفي هذا الإطار قال البكري إنّ "الوزارة قامت سابقاً بحملات مشابهة للفلسطينيين الذين هُجّروا من سورية إلى تركيا، ولضحايا فيضانات باكستان، بالإضافة إلى حملات تبرّع لقطاع غزة على أثر الحروب الإسرائيلية عليه، وكلّ ما جُمع وصل كاملاً إلى مستحقّيه". وتابع البكري أنّ "ثمّة أشخاصاً يتحدثّون بهذه الطريقة، ونحن لا نعقّب ولا نعلّق على ذلك. ونقول إنّ علينا أن نكون دائماً رأس حربة وأن نكون سبّاقين لتقديم الدعم والمساندة لإخواننا في البلدَين. وأتمنّى أن تكون الثقة كبيرة. والتجربة هي برهان".
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية قد أعلنت، أمس الخميس، عن إطلاق الحملة بعد صلاة الجمعة اليوم في المساجد، وكذلك عبر الحسابات المصرفية للوزارة وصندوق الزكاة الفلسطيني. وأعلنت أيضاً أنّها سوف تتبرّع بمبلغ 100 ألف دولار أميركي لهذه الحملة، وأنّها شكلت لجنة لترتيب إيصال التبرّعات من خلال سفارتَي دولة فلسطين في سورية وتركيا.
تجدر الإشارة إلى أنّ الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي أرسلت، صباح أمس الخميس، فريقاً فلسطينياً يُقدَّر بـ 73 شخصاً، يضمّ أفراداً ومهندسين من جهاز الدفاع المدني الفلسطيني وطواقم صحية من وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطينيي، من رام الله وسط الضفة الغربية إلى سورية وكذلك إلى تركيا للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ والإغاثة.