في إطار عمليات إنقاذ مهاجرين غير نظاميين تنفّذها سفينة "جيو بارنتس" التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، أعلنت المنظمة أنّ ثمّة 314 ناجياً على متن السفينة ينتظرون تخصيص ميناء آمن لإنزالهم، علماً أنّ هؤلاء أُنقذوا من وسط البحر الأبيض المتوسط في ستّ عمليات مختلفة.
وأوضحت المنظمة، بحسب ما نقلت عنها وكالة أنباء آكي الإيطالية، أنّ من بين المهاجرين غير النظاميين الذين أُنقذوا "نحو سبعين قاصراً، أصغرهم يبلغ من العمر ثلاثة أشهر فقط"، ولفتت إلى أنّ "ناجين كثيرين هم في ظروف صحية ونفسية غير مستقرّة ويحتاجون إلى تلقّي المساعدة"، مضيفة أنّه "في الأيام الأخيرة، كان من الضروري تنفيذ إجلاء طبي عاجل لمهاجر عانى من نوبات متكرّرة".
وتابعت المنظمة أنّ سفينتها "أرسلت طلبات مساعدة إلى كلّ من مالطا وإيطاليا، مطالبةً مرّة أخرى بملاذ آمن"، وقد كشفت أنّ "ثمّة ناجين أمضوا نحو أربعة أيام في عرض البحر في خطر، من دون مياه وطعام قبل أن يُصار إلى إنقاذهم"، وشدّدت على "وجوب تقديم ردّ إيجابي الآن، إذ لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر بعد الآن".
There are currently +70 minors on board of the #GeoBarents. They have already been through tragedies that no child should ever face. Despite everything, they still see the world in colors. Their hope is our strength. When will @Viminale assign us a port of safety? pic.twitter.com/bxeMAdXR2u
— MSF Sea (@MSF_Sea) July 11, 2022
تجدر الإشارة إلى أنّ عاماً كاملاً انقضى منذ البدء بعمليات البحث والإنقاذ في وسط البحر الأبيض المتوسط على متن سفينة "جيو بارنتس" التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود. وقد تمكّنت هذه العمليات من إنقاذ 3.138 شخصاً فيما أُجريت على متنها 6.536 استشارة طبية قبل إنزال الذين أُنقذوا في أماكن آمنة في أوروبا.
وتفيد بيانات المنظمة بأنّه بين عامَي 2017 و2021، بلغ عدد الأشخاص الذين لقوا مصرعهم أو فُقدوا في وسط البحر الأبيض المتوسط نحو 8.500 شخص في حين أُعيد نحو 95.000 شخص قسراً إلى ليبيا، بما في ذلك 32.425 شخصاً في عام 2021 وحده. وقد أكّدت المنظمة أنّ الناجين يواجهون في ليبيا معاملة مهينة، من قبيل الابتزاز والتعذيب أو حتى الموت في بعض الأحيان.
وفي هذا الإطار، يقول رئيس بعثة عمليات البحث والإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود خوان ماتياس جيل إنّ "الدول الأوروبية التي فشلت في توفير ما يكفي من عمليات البحث والإنقاذ الاستباقية وعمدت إلى تمويل خفر السواحل الليبي، عزّزت بلا شك عمليات الإعادة القسرية إلى ليبيا، حيث لا يخفى الاعتقال وسوء المعاملة".
وشدّد خوان ماتياس جيل على أنّ "عمل أطباء بلا حدود في وسط البحر الأبيض المتوسط هو نتيجة مباشرة لعدم رغبة الدول الأوروبية في قيادة عمليات البحث والإنقاذ الاستباقية في البحر الأبيض المتوسط".
(العربي الجديد)