أسرى فلسطينيون في "حوارة" و"عتصيون" يهددون بالإضراب عن الطعام

26 مايو 2021
دعماً للأسرى الفلسطينيين (عباس مومني/ فرانس برس)
+ الخط -

 

هدّد أسرى فلسطينيون بالإضراب عن الطعام في معتقلَين إسرائيليَّين هما مركز توقيف حوارة المقام جنوبي نابلس في شمال الضفة الغربية وفي مركز توقيف عتصيون المقام جنوبي بيت لحم في جنوب الضفة الغربية، وذلك على خلفية الظروف الإنسانية الصعبة والقاسية التي يعيشونها فيهما والتي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي عليهم.

وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها، بأنّ الأسرى القابعين في مركز توقيف حوارة والبالغ عددهم 14 أسيراً، يعانون أوضاعاً حياتية قاسية جداً. وعلى خلفية ظروف الاعتقال السيئة، فإنّهم يهددون بخوض إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية واستمرار إدارة سجون الاحتلال بانتهاك أبسط حقوقهم الإنسانية. وأشارت الهيئة إلى أنّ مركز توقيف حوارة يفتقر إلى أدنى مقوّمات الحياة، كما أنّ إدارة المعتقل لا توفّر للمعتقلين المنظفات والأغطية والملابس، ولا تسمح لهم بإدخال الملابس عن طريق عائلاتهم، بالإضافة إلى أنّها تتعمّد تجاهل أمراضهم وآلامهم ولا تقدّم لهم أيّ علاج لأوضاعهم الصحية الصعبة.

وناشد الأسرى عبر محامي الهيئة، المؤسسات الحقوقية والقانونية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ضرورة إجراء زيارات عاجلة للوقوف على الأوضاع الصحية واللاإنسانية التي يتعرّضون إليها في المعتقل، ومحاسبة سلطات الاحتلال على ما ترتكبه من انتهاكات في حقّهم.

وقد رصدت الهيئة حالة مرضية في مركز توقيف حوارة، تعود إلى الأسير محمود الأسعد من بلدة  كفل حارس في محافظة سلفيت والذي اعتُقل أخيراً. وهو يعاني وضعاً صحياً صعباً، بسبب تورّمات في الوجه والعنق والكتفَين وفخده الأيسر. كذلك هو يشكو من اضطرابات في الغدّة الدرقية، وهو في حاجة ماسة إلى نقله للمستشفى وعرضه على طبيب متخصص لتشخيص حالته بطريقة سليمة، لا سيّما أنّ حالته الصحية تتراجع يوماً بعد آخر. يأتي ذلك في حين لا تكترث إدارة المعتقل له وتماطل بتحويله ونقله لتلقي العلاج اللازم.

في السياق نفسه، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها، بأنّ الأسرى في مركز توقيف عتصيون البالغ عددهم 43 أسيراً، هددوا إدارة السجن بالإضراب عن الطعام تنديداً بظروف الاعتقال الصعبة ومعاملة السجانين المهينة. ولفتت الهيئة إلى أنّ التهديد بهذه الخطوة يأتي على خلفية اعتداء السجّانين على المعتقلين وإهانتهم والصراخ عليهم وتعمّد تقديم طعام سيّئ لهم كماً ونوعاً. وأوضحت الهيئة أنّ ثمّة أسرى تعرّضوا للضرب والتنكيل أثناء الاعتقال والاقتياد إلى المعتقل بشكل وحشي وهمجي، في حين تمّ تصوير بعضهم أثناء ضربهم ونشر الصور من قبل جنود الاحتلال عبر تطبيق "تيك توك". ولفتت الهيئة إلى أنّ الأسرى بمعظمهم، قدّموا إفادات تشير إلى تحطيم وتخريب في منازلهم خلال عمليات الاعتقال والاقتحام، مع ترويع السكان لا سيّما الأطفال بواسطة الكلاب البوليسية.

من جهة أخرى، يواصل الأسير الغضنفر أبو عطوان (28 عاماً) من بلدة دورا جنوبي الخليل، إضرابه المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداريّ، لليوم الثاني والعشرين على التوالي في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد نادي الأسير الفلسطيني في بيان صحافي بأنّ "إدارة سجون الاحتلال نقلت الأسير أبو عطوان إلى زنازين سجن أوهليكدار أخيراً، حيث تتعمّد عزل الأسير في معركته لثنيه عن الاستمرار فيها، وفي محاولة للضغط عليه. وهي أوّل الإجراءات التنكيلية التي تفرضها على الأسير عقب إعلانه للإضراب". يُذكر أنّ أبو عطوان معتقل منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وقد أصدر الاحتلال بحقّه أمرَي اعتقال إداريّ مدّة كل واحد منهما ستّة شهور، مع العلم أنّه أسير سابق تعرّض للاعتقال مرات عدّة بدءاً من عام 2013. وهو كان قد خاض في السابق، في عام 2019، إضراباً عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري حينها.

ويأتي إضراب أبو عطوان في ظل التصعيد الخطير الذي تنتهجه سلطات الاحتلال بشأن سياسة الاعتقال الإداري، لا سيّما مع تصاعد حدّة المواجهة أخيراً. فقد صدرت منذ تاريخ الأوّل من مايو/ أيار الجاري  وحتى العشرين منه 155 أمر اعتقال إداري، منها أوامر تجديد ومنها أوامر جديدة، ليرتفع عدد الأسرى الإداريين إلى نحو 500 أسير إداري.

تجدر الإشارة إلى أنّه منذ مطلع العام الجاري، نفّذت مجموعة من الأسرى إضرابات فردية لمواجهة سياسة الاعتقال الإداريّ، انتهى جُلّها بتحديد سقف الاعتقال الإداري لهم. من جهته، يواصل الأسير خالد مخامرة (26 عاماً) من يطا جنوبي الخليل، إضرابه عن الطعام لليوم الثاني عشر على التوالي، رفضاً لاستمرار عزله في زنازين سجن هداريم، واستمرار إدارة السجون في فرض جملة من الإجراءات التنكيلية في حقّه، منها حرمانه من "الكانتينا" (بقالة السجن) وعزله المتكرر في الزنازين. وذكر نادي الأسير أنّ مخامرة محكوم بالسجن المؤبد أربع مرات، بالإضافة إلى 60 عاماً.

المساهمون