كشفت شركة "أسترازينيكا" للصناعات الدوائية، أمس الإثنين، عن بيانات المرحلة الثالثة من تجاربها السريرية لعقار "إنهرتو" (ENHERTU) التي أظهرت أنّه يساعد المصابات بنوع محدّد من سرطان الثدي، سرطان الثدي الإيجابي، على البقاء على قيد الحياة لفترة أطول.
وقد تَبيّن أنّ "إنهرتو" (تراستوزوماب ديروكستكان) الذي تتشارك في تطويره "أسترازينيكا" البريطانية-السويدية متعدّدة الجنسيات وشركة "دايتشي سانكيو" اليابانية العالمية للصناعات الدوائية، والذي يحسّن بشكل كبير معدّلات حياة النساء المصابات بسرطان الثدي الإيجابي النقيلي أو المنتشر (المرحلة الرابعة من سرطان الثدي التي يمتدّ في خلالها إلى مناطق أخرى من الجسم) الذي يعطي تشخيصُه نتيجةً إيجابية لبروتين يُسمّى "مُستقبِل عامل نمو البشرة 2 لدى البشر" أو "هير 2" (HER 2).
تجدر الإشارة إلى أنّ بروتين "هير 2" يحفّز نموّ الخلايا السرطانية من خلال تعزيز نموّ مستقبلات "تيروزين كينايز" على سطح عدد من أنواع الأورام، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان المعدة وسرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم، وهو واحد من مؤشّرات حيوية عديدة تظهر في أورام سرطان الثدي.
يُذكر أنّ نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية التي تأتي تحت اسم "دستني-برست 04" (DESTINY-Breast04) تقدّم آفاقاً واعدة على صعيد تصنيف المرض وعلاجه.
ويُعَدّ عقار "إنهرتو" الأحدث بين جيل من العقارات التي تهاجم بروتين "هير 2"، إذ أثبت تفوّقه على العلاج الكيميائي في علاج المصابات بسرطان الثدي الإيجابي النقيلي. لكنّ العلاج الكيميائي ما زال في الوقت الحالي الخيار الوحيد لكلّ المصابين بأورام إيجابية.
في سياق متصل، أفادت نائبة الرئيس التنفيذي لقسم بحث وتطوير علم الأورام لدى "أسترازينيكا" سوزان غالبرايث، بأنّه في إمكان المعطيات غير المسبوقة اليوم للتجارب الخاصة بالمصابات بسرطان الثدي الإيجابي النقيلي، أن تُسهم في إحداث نقلة نوعية على صعيد تصنيف سرطان الثدي وعلاجه. فالعلاج الموجّه الخاص بـ"هير 2" لم يُظهر من قبل إفادة للمصابات بسرطان الثدي الإيجابي النقيلي.
وأكّدت غالبرايث في خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد أمس الإثنين، أنّ هذه هي المرّة الأولى على الإطلاق التي ينجح فيها علاج يستهدف بروتين "هير 2" بتحقيق نتائج مفيدة لمريضات سرطان الثدي الإيجابي النقيلي.
أضافت غالبرايث: "نحن على ثقة بأنّ النتائج الخاصة بإنهرتو تُعَدّ خطوة هائلة إلى الأمام في إمكانها المساهمة في تعزيز قدرتنا على استهداف النطاق الكامل من بروتين هير 2، الأمر الذي يؤكّد الحاجة إلى تغيير الطريقة التي نصنّف بها سرطان الثدي وعلاجه".
من جهته، قال رئيس قسم البحث والتطوير في شركة "دايتشي سانكيو" الدوائية كين تاكيشيتا في المؤتمر الصحافي نفسه إنّ عقار إنهرتو يواصل إعادة تعريف علاج السرطانات الذي يستهدف بروتين "هير 2".
ورأى تاكيشيتا أنّ التجارب السريرية الأخيرة هي الاختبار الأوّل على الإطلاق للمرحلة الثالثة من العلاج الموجّه الخاص بالمصابات بسرطان الثدي الإيجابي النقيلي، الذي يُظهر فائدة ذات دلالة إحصائياً وذات مغزى سريرياً في ما يتعلّق بالبقاء على قيد الحياة من دون تفاقم المرض بشكل عام مقارنة بالعلاج المعياري.
وتابع تاكيشيتا: "نتطلّع إلى مشاركة النتائج التفصيلية لهذه التجارب مع المجتمع الطبي، وبدء المناقشات مع الهيئات التنظيمية على مستوى العالم، بهدف تقديم إنهرتو للمصابات بسرطان الثدي الإيجابي النقيلي".
وقد وافقت أكثر من 40 دولة على استخدام عقار "إنهرتو" (5.4 مليغرام/ كيلوغرام)، لعلاج المريضات البالغات المصابات بسرطان الثدي الإيجابي غير القابل للاكتشاف أو النقيلي، واللواتي تلقّينَ بروتوكولَين أو أكثر من البروتوكولات المتّبعة المضادة لبروتين "هير 2"، وذلك استناداً إلى النتائج المشجّعة التي أظهرتها التجارب السريرية الأخيرة التي قامت بها "أسترازينيكا" و"دايتشي سانكيو".
كذلك يُختبَر "إنهرتو" في برنامج تطوير سريري شامل لتقييم الفعالية والسلامة في علاج سرطان الثدي وسرطان المعدة وسرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم المرتبطة ببروتين "هير 2".
وعند التحدّث عن سرطان الثدي، يُحكى عموماً عن الإناث، لكنّ ثمّة ذكوراً يُصابون كذلك به إنّما بنسبة تقلّ عن واحد في المائة من مجمل الإصابات بهذا النوع من السرطان. إنّما يُعَدّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعاً، وهو أحد الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالسرطان في كلّ أنحاء العالم. وقد شُخّصت أكثر من مليونَي إصابة بسرطان الثدي في عام 2020، وسُجّل نحو 685 ألف وفاة على مستوى العالم.