تشهد قرى وبلدات في محافظة السويداء جنوب سورية أزمة في تأمين مياه الشرب منذ أشهر، بسبب سياسة تقنين الكهرباء المتبعة من قبل حكومة النظام السوري في المنطقة. وقال مصطفى الصفدي، أحد سكان منطقة صلخد التابعة إدارياً لمحافظة السويداء لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر من 15 ألف نسمة يعيشون أزمة في تأمين مياه الشرب النظيفة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بسبب الأعطال المتكررة في شبكة الكهرباء، وسياسية التقنين المتبعة في المنطقة، وعدم توفر المحروقات لتشغيل المولدات القادرة على ضخ المياه من الآبار". وأضاف الصفدي أن "القرى والبلدات التي تعاني من نقص المياه يبلغ عددها 15 قرية وبلدة، أكثرها صعوبة هي قيصما، تل اللوز، بهم، طليلين، بوزريق، عرمان، الحريسة، شنيري الهويا، عنز".
وأوضح الصفدي أن "الآبار الجوفية في هذه البلدات والقرى والبالغ عددها سبعاً، لا تكفي حاجة قرية واحدة من تلك القرى، إذ إن قدرتها الإنتاجية لا تتجاوز الـ150 متراً مكعباً، يومياً" موضحاً أن "الشح الكبير، وتعطل الآبار في معظم الأوقات، ونقص المحروقات، وعدم القدرة على استخراج المياه بشكل كبير، تسبب في عدم توفرها في شبكات الضخ، وعدم وصول المياه إلى السكان سوى مرة واحدة شهرياً". من جهته قال يوسف الحلبي (اسم مستعار) يعيش في ريف بلدة صلخد إن "معظم السكان الآن يعتمدون في تأمين مياه الشرب على شرائها من آبار خاصة تعود ملكيتها لمستثمرين، إلا أن هذا الأمر قد أنهكهم بسبب الفقر، والارتفاع المتكرر لأسعار المحروقات". وأشار الحلبي إلى أن "أسعار صهاريج المياه التي تسع 4400 لتر، تصل إلى أكثر من 50 ألف ليرة سورية، وتحتاج العائلة الصغيرة إلى أكثر من 6 صهاريج شهرياً، أي ما يعادل 300 ألف ليرة، وهذا رقم كبير جداً مقارنة بالمدخول الشهري للعوائل".
وتأتي أزمة المياه في محافظة السويداء في ظل الاحتجاجات المتكررة من قبل أهالي المحافظة ضد النظام السوري، على خلفية الأوضاع المعيشية والفقر المنتشر بالمدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام. ويقول ناشطون محليون لـ"العربي الجديد": "تعيش محافظ السويداء أزمة اقتصادية خانقة، ما دعا شباناً ونشطاء إلى تنظيم مظاهرات واعتصامات في وقت سابق، تتعلق بالحياة المعيشية والخدمية التي وصلت إلى مرحلة الشلل، وسط توقعات بانفجار كبير لأصحاب الدخل البسيط الفقراء مع وصول فصل الشتاء وانهيار العملة السورية". لا يختلف وضع محافظة السويداء عن باقي المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام، إذ تشهد تلك المناطق أيضا ارتفاعاً جنونياً بأسعار المواد الأولية للمعيشة، كالخبز والطحين والمواد الغذائية، فيما تسبب انقطاع المحروقات في توقف العديد من المنشآت الخدمية عن العمل وخاصة في مدينة دمشق خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي.