أزمة المياه في مخيمات الشمال السوري.. معاناة إنسانية متفاقمة

01 يوليو 2024
مخيمات الشمال السوري ، 1 يوليو 2024 (عدنان الإمام/العربي الجديد)
+ الخط -

تعاني آلاف الأسر النازحة في مخيمات الشمال السوري من أزمة إنسانية حادة نتيجة انعدام المياه الصالحة للشرب والاستخدام اليومي، وذلك بسبب توقف دعم المنظمات الإنسانية عن إمداد هذه العائلات في شمال غرب سورية بالمياه، في الوقت الذي يعاني فيه أفرادها من البطالة وعدم القدرة على توفير المياه، إذ إن توفير المياه بات تحديًا كبيرًا لهذه العائلات يؤثر في كافة جوانب حياتهم اليومية، وقد يكون سببًا مباشرًا في تفشي الأمراض والأوبئة.

مخيمات الشمال السوري.. أزمات لا تنتهي

مروان الجدوع، المقيم في مخيم الأشرفية ضمن منطقة عفرين بريف حلب، قال لـ"العربي الجديد": "أقيم في المخيم منذ ست سنوات. نعاني كثيرًا بسبب المياه، كنا نتلقى دعما لكنه توقف"، مشيرا إلى ارتفاع سعر المياه في مخيمات الشمال السوري حيث يبلغ سعر الخزان سعة 2000 ليتر 100 ليرة، ويحتاج وعائلته إلى خزانيين أسبوعيا، قائلا: "لا يوجد عمل، المأساة التي نعيشها بسبب المياه كبيرة، الزرع مات هنا، نريد أن نشرب الماء ونريد الحصول على ماء للغسيل، نحن في الخيمة نستخدم المياه لتبريد أنفسنا وأطفالنا"، موضحا ان أطفاله دخلوا المشفى خلال 15 يوماً مرتين بسبب ارتفاع درجة الحرارة داخل الخيمة التي أصبحت "لا تُحتمل".

الصورة
مخيمات الشمال السوري ، 1 يوليو 2024 (عدنان الإمام/العربي الجديد)

أما النازح محمد خراطة فيصف لـ"العربي الجديد" الوضع في المخيم قائلا: "نحن موجودون في 15 خيمة بلا خدمات مياه أو ترحيل قمامة أو جُور فنية، وحاليًا نحن غير قادرين على شراء الماء، والمياه التي نستعملها غير صالحة للشرب".
بدوره، يقول علا عليوي، مسؤول إحدى الكتل في المخيم لـ"العربي الجديد": "في شمال غرب سورية، في مخيمات عفرين، قطعت المنظمات المياه بسبب قلة الدعم، وترحيل القمامة. الناس يعانون كثيرًا بسبب هذا الأمر. الناس يقطعون مسافة ثلاثة كيلومترات لملء المياه. الصهريج اليوم بسعر 240 ليرة، بعض الأهالي ليس لديها ثمن ربطة خبز. والعائلات لا تستطيع الاستغناء عن المياه"، مطالبا المنظمات الإنسانية بأن تتضامن وتدعم سكان المخيمات، حيث "يوجد في ريف عفرين أكثر من 130 مخيما قطعت عنها المياه. في أحد المخيمات يوجد خزان مياه لـ540 عائلة، وهناك مخيمات أيضًا لمتضرري الزلزال".

الصورة
مخيمات الشمال السوري ، 1 يوليو 2024 (عدنان الإمام/العربي الجديد)

أما الدكتور فداء مرادني، مدير مكتب منظمة بهار في سورية، فقد لفت إلى وجود أزمة مياه حقيقية في مخيمات شمال غرب سورية، وقال لـ"العربي الجديد": "يعاني الأهالي نتيجة تقليص الدعم لهذا العام، تحديدًا في قطاع الصرف الصحي". مؤكدا أن "عدم توفر مياه الشرب ومياه النظافة العامة ينذر بكارثة من انتشار أمراض وأوبئة ومشاكل يمكن أن تحدث على المدى المتوسط نتيجة الظروف التي نعيشها". موجها رسالة للداعمين الدوليين والأمم المتحدة بضرورة إعادة النظر في الدعم المقدم لمنظمة شمال غرب سورية. وقال:"هذه المنطقة عانت من النزوح والتهجير وصولا إلى صراعات الحرب المستمرة وفترة كورونا والزلزال، وتقليص الدعم ينذر بكارثة حقيقية على الأهالي".

الصورة
مخيمات الشمال السوري ، 1 يوليو 2024 (عدنان الإمام/العربي الجديد)

أضاف مرادني: "المخيمات التي حرمت من خدمات المياه عددها 140 مخيمًا، وعدد سكانها يفوق 90 ألفًا. بالإضافة إلى الوضع المعيشي المزري من الفقر المادي والبطالة وعدم وجود العمل وعدم القدرة على شراء المياه الصالحة للشرب وانتشار الأوبئة والأمراض"، مضيفا أنه "من خلال التواصل مع الداعمين بشكل مباشر، كنا نقدم الخدمات إلى 208 مخيمات بعدد سكان أكثر من 153 ألف نسمة. حاليًا تقلص العدد إلى 67 مخيمًا، وبالتالي 147 مخيمًا لا تُزود بالمياه".

يذكر أن فريق "منسقو استجابة سورية" ذكر في تقرير، صدر عنه خلال يونيو/ حزيران، أن قرابة 1000 مخيم في شمال غرب سورية تعاني من انعدام المياه بشكل كلي، في حين يعاني 318 مخيمًا من انعدام جزئي للمياه في المنطقة، بينما بلغ عدد المخيمات في المنطقة 1904 مخيمات.

المساهمون