أزمة إنسانية في مخيم الركبان: الأطفال محرومون من اللقاحات

17 يوليو 2024
أطفال مخيم الركبان بلا تطعيمات (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- يعاني نازحو مخيم الركبان من انقطاع لقاحات الأطفال منذ سنوات، مما يزيد من مخاوفهم على صحة أبنائهم في ظل حصار النظام السوري وروسيا.
- آخر قافلة مساعدات إنسانية دخلت المخيم كانت في عام 2019، مما أدى إلى وضع مأساوي ونقص حاد في الغذاء والدواء، مع تخلٍ واضح من الأمم المتحدة.
- انتشار أمراض مثل الحصبة واليرقان بين الأطفال دفع الأهالي لمناشدة المنظمات الأممية والمجتمع الدولي للتدخل وفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية.

يتخوف النازحون في مخيم الركبان عند المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق، في ريف محافظة حمص الشرقي، من تأثير انقطاع لقاحات الأطفال على أبنائهم، مبدين مخاوف في هذا الخصوص، كون آخر حملة لقاحات أممية شهدها المخيم منذ سنوات، حيث يعانون كما أطفالهم من واقع صعب في المخيم ضمن الصحراء السورية، مع استمرار حصار قوات النظام وروسيا له.

حصار مخيم الركبان يضاعف معاناة الأهالي

وتعيش العوائل الموجودة حالياً في المخيم تحت ضغط شديد، من ناحية الخشية على صحة أطفالها والمخاوف من فقدان الغذاء، وفق ما أوضحته منسقة منظمة البيت التدمري في المخيم لـ"العربي الجديد"، والتي فضّلت عدم ذكر اسمها لمخاوف أمنية، قائلة إنّ "آخر قافلة مساعدات إنسانية أممية دخلت المخيم في عام 2019، والوضع في الوقت الراهن مأساوي. النظام وروسيا يمنعان الطعام وحليب الأطفال وكل شيء عن المخيم، بالتالي لن يسمحا بدخول لقاحات الأطفال أبداً للمخيم. هناك أيضاً تخلٍ من الأمم المتحدة عن النازحين في المخيم بشكل واضح".

وأضافت: "كافة النازحين في المخيم يعيشون حالة من الخوف. أمس غادرت عدة عوائل المخيم، كان حديث المغادرين نموت في مناطق النظام ولا نموت جوعاً هنا داخل المخيم. عجز الكثير من العوائل عن تأمين الغذاء والدواء لم يترك أمامها أي خيار آخر".

وكان الأطفال في مخيم الركبان يحصلون على اللقاحات أيضاً في النقطة الطبية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" والواقعة ضمن الأراضي الأردنية على بعد حوالي 10 كيلومترات من المخيم، إلا أن النقطة الطبية توقفت في عام 2020، بعد تفشي فيروس كورونا، الأمر الذي أثر بدوره على المرضى من نساء وأطفال ورجال، وزاد من معاناة السكان في المخيم بشكل كبير، ولم تفلح مناشدات النازحين في المخيم بإعادة تفعيل عمل النقطة الطبية إلى الوقت الحالي. 

وذكرت شبكة حصار المحلية التي تدار من داخل المخيم، أن عدم تلقي الأطفال للقاحات تسبب بانتشار أمراض منها الحصبة واليرقان، مضيفة أن مقاومة الأطفال للأمراض أصبحت ضعيفة، وهم يعانون بشكل متكرر من أمراض الزكام والحساسية. وأردفت، في تقرير لها صدر أول أمس الاثنين، أنّ أهالي المخيم يطالبون المنظمات الأممية والمجتمع الدولي بالتدخل وفك الحصار عن المخيم وإدخال المساعدات الإنسانية واتخاذ إجراءات لحماية الأطفال فيه.

ويقيم في المخيم حالياً قرابة 8 آلاف شخص، يعانون من حصار مشدد منذ أكثر من شهرين، حيث تمنع قوات النظام السوري وروسيا وصول السيارات التي تحمل المواد الغذائية والأدوية للمخيم، والتي كانت تدخله عبر طرق التهريب، بعد دفع إتاوات لعناصر قوات النظام، إلا أن الأخيرة أوقفتها ومنعت دخولها. وتعد لقاحات الأطفال والأدوية من المواد التي يمنع دخولها للمخيم بهدف التضييق الشديد على من بقي فيه من سكان.

المساهمون