أرقام مرعبة عن التدخين في مدارس فلسطين: 28.4% مدمنون

16 يونيو 2022
السجائر أكثر أنواع التبغ شيوعاً بين المدخنين الذكور (Getty)
+ الخط -

أظهرت دراسة فلسطينية حديثة أرقاماً مُقلقة حول إقبال المراهقين على التدخين ضمن عينة ممثلة من الطلبة تتراوح أعمارهم بين (11 و16 عاما)، وكشفت أنّ 28.4% من طلبة فلسطين مدخنون، وكانت الأرقام مرتفعة بين الإناث تحديداً.

يقول مدير عام الإرشاد والتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية محمد الحواش، لـ"العربي الجديد": "إن وزارة التربية والتعليم أصدرت دراسة مقطعية على عينة ممثلة من الطلبة تتراوح أعمارهم بين (11 و16 عامًا)، في المدارس الحكومية بالضفة الغربية بما فيها القدس، وكشفت أن 28,4% من الطلبة مدخنون، ولمسنا ارتفاعاً في نسبة التدخين بين الطالبات".

أرقام مقلقة ومرعبة!

تقول أستاذة الأوبئة في جامعة بيرزيت من معهد الصحة العامة بالجامعة نيفين أبو ارميلة، لـ"العربي الجديد"، "إن الصورة مرعبة في فلسطين، فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، الذي صادف نهاية الشهر الماضي (31 مايو/أيار)، أن قرابة ثلث الشعب الفلسطيني ممن أعمارهم أكبر من ثمانية عشر عاماً يدخنون مختلف أنواع التبغ، في حين كانت النسبة عام 2010 أقل من الربع".

ووفق أبو ارميلة: "فبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، فإن نصف الأفراد، 49%، 18 سنة فأكبر، في محافظة طولكرم، مدخنون، وهي المحافظة الأعلى تدخيناً في الضفة الغربية، في حين كانت في رفح النسبة الأعلى للمدخنين بين محافظات قطاع غزة بنسبة 20%".

وقالت أبو ارميلة: "إن حوالي ثلثي الذكور في الضفة الغربية من المدخنين، وأكثر من ثلثهم من فئة الشباب، والسجائر أكثر أنواع التبغ شيوعاً بين المدخنين الذكور، والأرجيلة بين البنات، فضلاً عن أن ثلثي الأفراد يتعرضون للتدخين السلبي داخل منازلهم".

بدوره، يؤكد  مدير عام الإرشاد والتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، محمد الحواش، أن الأرقام التي كشفتها الدراسة مقلقة وتحتاج إلى تحرك فوري للوقوف أمامها، والتوعية بمضار التدخين في المراحل الدراسية الأساسية مع التركيز على استهداف الإناث، ودعم بناء حملات مجتمعية يقودها الطلبة لمنع التدخين بين الطلبة وتعاطي الأرجيلة.

وكشفت الدراسة المقطعية التي أعدتها وزارة التربية والتعليم أن نسبة انتشار التدخين بكافة أنواعه بين كافة الطلبة 28.4% (31% ذكور و 25% إناث)، ويستخدم 22% منهم الأرجيلة و17% منهم السجائر العادية و16% السجائر الإلكترونية، وحسب الدارسة، فإن 56% من الطلبة يدخن والداهما أو أحدهما في المنزل.

حملة "متحدون ضد التبغ وفيروس كورونا" في فلسطين

مواصلة لجهود مكافحة التبغ، فقد أطلق معهد الصحة العامة والمجتمعية، أمس الأربعاء، حملةً لمكافحة التدخين بعنوان "متحدون ضد التبغ وفيروس كورونا"، بالشراكة مع الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (إمفنت)، والصحة الدولية للتنمية، وبرعاية وزارة الصحة الفلسطينية، وذلك في مبنى المسروجي للإعلام بجامعة بيرزيت، بحضور الشركاء وإعلاميين ومهتمين بالحملة، ويأتي هذا الإطلاق بعد أيام من إطلاق الحملة الإقليمية في الأردن، التي تضم أيضًا العراق ومصر وتركيا.

وفي هذا الشأن، يقول مدير عام الإرشاد والتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية محمد الحواش، لـ"العربي الجديد"، "إن وزارة التربية وبالتعاون مع وزارة الصحة، وفي ظل امتحان الثانوية العامة، كانت أكدت الحاجة إلى مكافحة التبغ وكوفيد 19، سواء عبر منع التدخين بالكامل في قاعات الامتحانات، أو اتخاذ الإجراءات الوقائية من كوفيد-19".

من جانبها، تقول أستاذة علم الأوبئة نيفين أبو ارميلة: "لقد بدأنا في معهد الصحة العامة في جامعة بيرزيت ووزارة الصحة حملة مكثفة ومتواصلة عنوانها الرئيسي (متحدون ضد التبغ وكوفيد)، حيث تهدف هذه الحملة إلى نشر رسائل عن مخاطر تدخين الأرجيلة وعلاقتها بكورونا وتصحيح المعلومات المغلوطة التي تستهين بخطر الأرجيلة مقارنة بالسجائر".

وتؤكد أبو ارميلة، "أن هذه الحملة هي جزء من حملة إقليمية يشارك فيها كل من فلسطين والأردن والعراق ومصر، تم إطلاقها رسمياً الأسبوع الماضي، إننا نعمل حالياً بمشاركة عدد من الجهات المعنية، للمطالبة بتطبيق قانون (مكافحة التدخين)، والبدء بمنع تدخين جميع أنواع التبغ في الأماكن المغلقة".

أبرز مراحل حملة "متحدون ضد التبغ وفيروس كورونا"

تتضمن "متحدون ضد التبغ وفيروس كورونا" نشر رسائل إعلامية تُبين أضرار التبغ، ستُبَث عبر الراديو والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، للوصول إلى المدخنين والمقربين منهم والمهتمين.

واستعرضت نبال ثوابتة، من مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت، خلال إطلاق الحملة، موجزا حول مراحل حملة "متحدون ضد التبغ وكوفيد" التي تضم إنتاج ومضات إذاعية عن مضار الأرجيلة الصحية والمالية على مختلف شرائح المجتمع، وتوزيع ملصقات توعوية على المركبات العمومية، وإنتاج "إنفوغراف وفيديوغراف".

وتتضمن أهم مطالب الحملة، وترتيب مقابلات في أهم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في فلسطين مع القائمين على الحملة، وتنظيم #تحدي_الحملة، وهو تنافس بين مجموعات طلابية وشبابية عاملة في مجال الإعلام الاجتماعي لإنتاج أفضل محتوى على منصات التواصل الاجتماعي حول الحملة، وصياغة ورقة حقائق بمعلومات موثّقة حول تدخين الأرجيلة، وإنتاج إعلانات خدمة مجتمعية، وإجراء لقاءات سريعة مع المواطنين في الشوارع لاستطلاع آرائهم حول الأرجيلة، بعد إطلاعهم على الإحصائيات والأرقام، بما يشكل حافزًا لدعم هدف الحملة، وتنظيم ندوة ختامية بحضور الشركاء للخروج بتوصيات للبناء عليها.

ووجه مدير مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت، عماد الأصفر، الشكر لوسائل الإعلام التي حضرت إيمانا منها بدورها المجتمعي والتوعوي، مؤكدا أهمية استهداف المدارس في هذه الحملة، لأن الأرقام مقلقة.

المساهمون