أرقام حملة التطعيم ضد كورونا تثير شكوك الفلسطينيين

30 مارس 2021
حملة التطعيم متواصلة في فلسطين (وزارة الصحة)
+ الخط -

قفزت أعداد الفلسطينيين الذين تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا بشكل مفاجئ إلى 45505 أشخاص، بزيادة نحو 29 ألفاً خلال أقل من 24 ساعة، وفق الإحصائية الرسمية لوزارة الصحة، ما جدد المخاوف التي تعتري الشارع الفلسطيني من عمليات تلاعبٍ في ملف اللقاحات منذ وصول أول كمية منها، والتي اعترفت وزارة الصحة بمنح جرعات منها لأشخاص غير مستحقين.
وقال مدير مركز القدس للمساعدة القانونية عصام العاروري، لـ"العربي الجديد"، إن "الإحصائيات تظهر أمرًا غير منطقي، فهل يعقل أن يجرى تطعيم نحو 29 ألف شخص في يوم واحد؟ وهل يعقل أن يتم تطعيم هذا العدد الضخم في يوم الجمعة، وهو يوم عطلة وإغلاق؟ علمًا أن طاقة الوزارة 2500 تطعيم في أيام العمل. نسمع عن مسنين تجاوزوا الثمانين والتسعين سجلوا عبر المنصة الإلكترونية، ولم يتلقوا التطعيم حتى اليوم، فأين تذهب التطعيمات؟".
وتابع: "في ظل فقدان الثقة بمعلومات وزارة الصحة والأكاذيب المتكررة، نكرر المطالبة بنشر أسماء من تلقوا التطعيمات، ومهنهم، وأعمارهم، فمن حق الناس أن تعرف في ظل غياب أدنى مستوى من المساءلة"، داعيا إلى "تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ونزيهة لنشر الحقائق المتعلقة باللقاح".
من جهته، أبدى الصيدلي شداد عبد الحق عدة ملاحظات على عمليات التطعيم بعد أسبوع على انطلاقها، وأكد لـ"العربي الجديد" غياب المعلومات الإحصائية حول من يتلقون التطعيم، سواء الجغرافية، أو العمرية، أو المرضية، لافتًا إلى أنه عند التراكم مع وصول أعداد المطعمين إلى مئات الآلاف، سيخلق هذا تشويشاً حول حملة التطعيم، وأوضح أن "الوثيقة التي تسلم بعد الجرعة الأولى لا تحتوي على نوع اللقاح، وهذا في غياب سجل رقمي دقيق قد يؤدي بالبعض لأخذ جرعة ثانية من لقاح مختلف".

وأوضح أن "المعدلات لا تتجاوز 2500 جرعة يوميًا، وهو رقم متواضع جدًا، وفي حال استمرت العملية بشكلها الحالي فلن تتجاوز ثلاثة آلاف جرعة يومياً، وهذا سيصطدم خلال أسبوعين بعودة متلقي الجرعة الثانية إلى المراكز، وتداخلهم مع من يفترض بهم البدء بالجرعة الأولى، وهناك تساؤل جدي حول قفزة الأرقام يوم 27 مارس/ آذار، فالوزارة أوضحت أنها شملت ابتداء من هذا اليوم من تلقوا اللقاح خارج حملتها، مثل العمال والصحافيين الذين يعملون بمؤسسات أجنبية، والذين زودوا الوزارة بشهادات تطعيم موثقة، لكنها لم توضح كيفية إدراج هذا الرقم، كما أنها لم تعلن سابقاً عن تسجيل هذه الفئة، وليست لديها وسيلة لتتبعهم".

ونشرت وزارة الصحة الفلسطينية توضيحًا قالت فيه إن "الإحصائية الصادرة حول المواطنين الذين تلقوا اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ستشمل الذين تلقوا اللقاحات داخل مراكز وزارة الصحة، إضافة إلى فئات أخرى من الذين تلقوا اللقاحات خارج مرافق الوزارة، بعد أن زودونا بشهادات رسمية تثبت تلقيهم التطعيم".
وقال مصدر في الوزارة، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "الإحصائية تشمل أيضا العمال الفلسطينيين الذين أخذوا اللقاح في الداخل الفلسطيني المحتل، بشرط إحضار شهادة تثبت ذلك".
وأعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة الاثنين، خلال استلام شحنة لقاحات هدية من الصين، أن لجنة من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية ستتابع مع الوزارة توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا على الفئات المستهدفة.

(إحصائيات عدد الفلسطينيين المطعمين ضد فيروس كورونا حتى صباح اليوم الثلاثاء 30/3/2021)

Posted by ‎وزارة الصحة الفلسطينية‎ on Tuesday, 30 March 2021
المساهمون