- المشاركون من مختلف الأعمار يؤكدون على تضامنهم مع القضية الفلسطينية، مشددين على أهمية رفع صوتهم للعالم ودعمهم العميق لأهل غزة رغم الحصار والعدوان.
- الفعاليات تشهد تنوعاً في المشاركين من شباب، طلاب جامعيين، وأفراد من الحزبيين والناشطين والمواطنين العاديين، مع تحفظ الحكومة على دعوات التحشيد، وتشكيل المواطنين الأردنيين زخماً كبيراً في التضامن.
يؤكد أردنيون يشاركون في فعاليات التضامن مع أهل غزة التي تقام يومياً بعد صلاة التراويح قرب السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمّان، أنها ليال رمضانية ذات عبق وطني، وتهدف إلى إيصال رسالة مهمة، ليس للحكومة الأردنية فحسب، بل إلى العالم كله، وخصوصاً الدول الداعمة للعدوان، بأن شعب الأردن ضد المجازر وحرب الإبادة التي تشن على غزة.
واعتبروا أن المشاركة في هذه الفعاليات التضامنية في ليالي رمضان نابعة من شعورهم العربي والإسلامي، وتأكيد على أن الظلم وجرائم الإبادة يجب أن تتوقف، وأنهم يقدمون القليل مقابل ما يقدمه أهل قطاع غزة من شهداء وجرحى ومعاناة مستمرة بسبب الحصار الذي يمنع عنهم الغذاء والدواء.
يقول العشريني محمد الذي فضل ذكر اسمه الأول فقط، لـ"العربي الجديد"، إنه يأتي مع أصدقائه للمشاركة بشكل شبه يومي، وإن الشبان والفتيات يشكلون أغلبية المشاركين، وإن "هذه الليالي التضامنية أصبحت بديلاً عن الطقوس الرمضانية المعتادة، فقلوبنا تشعر بمعاناة الأهل في غزة بكل تفاصيلها. لا أنتمي إلى أي حزب سياسي، لكن لدينا مواقف وطنية تشمل إغلاق السفارة وقطع العلاقات مع الاحتلال الذي يواصل قتل الشعب الفلسطيني، ووقف تصدير الخضار الى دولة الاحتلال. نقدر الجهود الرسمية الأردنية، لكن طموحنا أكبر".
وتقول الخمسينية وسام شلبية لـ"العربي الجديد": "اعتدت على المشاركة في مختلف الفعاليات التضامنية مع الأهل في فلسطين، وأحاول الحضور في كثير من الأيام، ويفرح قلبي هذا الحضور الشبابي الكثيف الذي يؤكد انتماء شبابنا إلى قضايا وطنهم وأمتهم. أحضر عادة مع شقيقاتي أو صديقاتي أو أولادي حسب ظروفهم، وأحضر أحياناً وحدي للتعبير عن تعاطفنا مع أهل غزة، فمن واجبنا رفع صوتنا ليسمعه العالم. فلسطين قضية الأمتين العربية والإسلامية".
بدوره، يقول الأربعيني أسامة قليع لـ"العربي الجديد"، إنه يشارك للمرة الأولى في هذه الفعاليات التضامنية خلال شهر رمضان، وقد جاء لمناصرة أهل فلسطين، والتنديد بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال، ويضيف: "هذا أقل واجب تجاه الأهل في غزة، ونأمل أن يكون لهذه الوقفات تأثير يخفف من حدة العدوان، أو يكسر الحصار. قضية فلسطين مستمرة منذ أكثر من 75 عاما، والجميع يشعرون بالغضب، ولا يمكننا الاستمتاع بالسهرات الرمضانية في وقت يقتل فيه الأشقاء، والكثير منهم لا يجدون ما يفطرون عليه".
وتؤكد الطالبة الجامعية آية لـ"العربي الجديد"، أنها تأتي عادة مع صديقاتها في محاولة لإيصال رسالة إلى العالم بضرورة وقف الحرب، ورسالة إلى الحكومة الأردنية بضرورة قطع العلاقات وإلغاء الاتفاقيات مع الاحتلال. وتوضح: "زاد زخم فعاليات حصار سفارة الاحتلال بعد حصار مستشفى الشفاء، والحديث عن جرائم اغتصاب، وهذا يستفز الجميع، ويجعل المشاركة في هذه الفعاليات جزءا من احترام الإنسان لذاته، فالأردنيون والفلسطينيون شعب واحد. هناك تشديد أمني أكبر وحواجز أمنية أكثر في الأيام الأخيرة، لكن يظل واجب الجميع في الأردن، مواطنين وحكومة، هو العمل على وقف القتل".
وتقول الكاتبة رانيا الجعبري لـ"العربي الجديد" إنه من خلال متابعتها وحضورها لهذه الفعاليات، فإن المشاركين ينقسمون إلى ثلاث فئات، فئة الحزبيين المشاركين تحت لواء أحزابهم، والمنسجمين تماماً مع الشعارات التي يتم إطلاقها وترديدها، والفئة الثانية تضم الناشطين الذين يرفضون الانتماء للأحزاب، إما لدواع أمنية أو لأسباب تتعلق بعدم انسجامهم مع توجهاتها السياسية، والفئة الثالثة عبارة عن مواطنين أردنيين متضامنين مع القضية الفلسطينية، وأغلبهم يتابع الأخبار بصورة عاطفية، ويتمنون القيام بأي شيء يمنع الظلم، وهؤلاء يشكلون الأعداد الأكبر من المتظاهرين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينما قبل ذلك كان المشاركون ينتمون إلى الفئتين الأولى والثانية، وكانت أعدادهم لا تتجاوز المئات.
وتوضح الجعبري: "في الأيام الأخيرة، يشكل المنتمون إلى الفئة الثالثة الزخم الكبير، وبسببهم أصبحت أعداد المتظاهرين والمعتصمين في الفعاليات تصل إلى الآلاف، وأحياناً عشرات الآلاف، والسواد الأعظم منهم غير مطلعين جيداً على وضع الشارع الأردني، فخلال الأيام الماضية اعتقدوا أن الدولة تريد القضاء على الاعتصامات، ولا تريد تضامن الناس مع أهل غزة، خاصة بعد فض اعتصام في مطلع الأسبوع الحالي، لذا شهدت الوقفات عدداً أقل من المشاركين مقارنة بالأيام الأولى، رغم أن سياق الأحداث يظهر غير ذلك، والواقع أن هناك تحفظاً من الجهات الحكومية على دعوات التحشيد التي لا تأتي من داخل الأردن".