أحمد مفلح علاء الدين: لو فعلنا أكثر لبقينا في فلسطين

30 يوليو 2023
اللاجئ الفلسطيني أحمد مفلح علاء الدين (العربي الجديد)
+ الخط -

يقول معظم الفلسطينيين الذين هُجّروا من أرضهم إنهم كانوا يعيشون حياة مختلفة في بلادهم، وكانوا يملكون الأراضي والبساتين، ولديهم أعمال يسترزقون منها. كانت حياتهم طبيعية إلى أن سرق الاحتلال منهم كل ما هو جميل، فهُجِّروا وعاشوا مأساة لم تنته فصولها حتى اليوم.
يتحدر الحاج أحمد مفلح علاء الدين الذي اقترب من التسعين، من قرية صفورية (قضاء الناصرة)، ويقيم اليوم وحيداً في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (جنوب لبنان) بعدما هاجر أولاده إلى الخارج. يقول: "كنت في الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة من عمري عندما خرجت من فلسطين مع أهلي، بالرغم من أننا دافعنا قدر المستطاع عن صفورية. لكن العدو الصهيوني أخرجنا بالمجازر والقتل والقصف. تركنا كل شيء خلفنا، وتوجهنا نحو الناصرة حيث مكثنا لبعض الوقت، ثم توجهنا نحو جنوب لبنان، وسكنا بلدة الصرفند. من هناك، انتقلنا إلى مخيم نهر البارد حيث بعض أقاربنا ومعارفنا. وبدأت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا) تقدم لنا الطعام".  
يضيف: "لم نبق في المخيم وقتاً طويلاً بسبب قلة فرص العمل، وانتقلنا للعيش في مخيم عين الحلوة. كنت حينها في السابعة عشرة من عمري، وعملت مزارعاً، ثم بائع خضار متجولاً لسنوات طويلة. علّمت جميع أولادي الذين سافروا إلى الخارج بعدما أتموا دراستهم. ابني الأكبر سافر إلى ألمانيا وتزوج من ألمانية، وثلاثة من أولادي في الدنمارك، ولديّ ابنتان في كندا، وواحدة في ألمانيا وأربع في الدنمارك. لم أرغب في العيش خارج المخيم بانتظار أن أعود إلى فلسطين".

ويذكر أنه كان متفوقاً باللغتين الإنكليزية والعربية في المدرسة، لكنه لم يتابع تعليمه، واضطر إلى العمل مع والده في زراعة القمح والشعير. "كانت لدينا في صفورية بساتين. كانت حياتنا حلوة في فلسطين، وكان لدينا بيت وأبقار وحمير. كان علينا أن نفعل أكثر مما فعلناه لنبقى في فلسطين". 
زار الحاج أحمد أبناءه في أوروبا، ولم تعجبه الحياة هناك، وفضّل العيش وحيداً إلى جانب أقربائه وأصدقائه الذين يشتمّ رائحة فلسطين فيهم. يقول: "أتمنى في كل لحظة العودة إلى فلسطين، فهي بلدي ومسقط رأسي والمكان الذي ولدت فيه، وعشت فيها الجزء الأجمل من حياتي. صفورية أرض أجدادي، ولنا فيها حياة وأملاك. لكن هجم علينا الصهاينة وهجرونا من أرضنا، سرقوا منا كل ما هو جميل. بيوتنا وأملاكنا. لكننا سنعود، وكلّي أمل بالعودة وتحرير بلادنا".

المساهمون