حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من تزايد مخاطر الألغام والمخلفات الحربية على الأطفال في العراق، داعية إلى بذل جهود لإزالتها، وتوسيع التوعية بمخاطرها.
وقالت "يونيسف"، في بيان الإثنين، إن "شهر فبراير/شباط الفائت كان من أكثر الشهور خطورة على أطفال العراق خلال الآونة الأخيرة، إذ فقد 6 أطفال حياتهم، وأصيب 10 أطفال (9 فتيان وفتاة واحدة) بتشوّهات بفعل مخلفات الحرب"، مؤكدة أن "هذه المتفجرات لا تزال أحد الأسباب الرئيسية لقتل وتشويه الأطفال في العراق".
وأعربت المنظمة عن قلقها من "ارتفاع عدد الأطفال المتضررين من مخلفات الحرب"، داعية إلى "تسريع الجهود لإزالة الألغام والذخائر الحربية غير المنفجرة، وتوسيع التوعية بالمخاطر، وتعزيز مساعدة الضحايا، وتوفير بيئة آمنة للأطفال".
وأكد مسؤول في دائرة شؤون الألغام بوزارة الصحة والبيئة العراقية، لـ"العربي الجديد"، أن "كثيرا من المناطق كانت تضم حقول ألغام منذ الحرب العراقية الإيرانية، ومعارك لاحقة، مثل الحرب على تنظيم "داعش"، والوزارة تعمل بالتنسيق مع الجهات الأمنية على تطهير تلك المناطق، لكن العمل يجري بشكل بطيء بسبب ضعف التمويل الحكومي، وعدم وجود أجهزة حديثة للكشف عن الألغام".
ويصنف العراق من الدول الأكثر تلوثاً بالألغام والعبوات الناسفة، والتي يعود بعضها إلى الحرب العراقية الإيرانية إبان ثمانينات القرن الماضي، وآثار احتلال تنظيم "داعش" لمحافظات عراقية عدة في صيف عام 2014.
وأعلنت وزارة الصحة والبيئة العراقية، في وقت سابق، وضع خطة وطنية للتخلص من الألغام والأجسام المتفجرة غير المنفلقة التي خلفتها الحروب والأزمات الأمنية، مؤكدة أن الخطة تهدف إلى إنهاء تلك الأزمة بحلول عام 2028.
ويقدّر أن 1200 كيلومتر من الحدود العراقية الإيرانية ملوثة بالألغام والقنابل غير المنفجرة، فضلا عن وجود 90 منطقة ملوثة باليورانيوم المنضّب في جنوب البلاد، والذي استخدمته قوات التحالف الدولي إبان عام 2003، إلى جانب مخلفات تنظيم "داعش" في المحافظات التي سيطر عليها منتصف 2014.