"من الغلابة إلى الغلابة".. مبادرة لتوزيع إفطار رمضان على فقراء غزة
يوسف أبو وطفة
دفعت الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، التي تمرّ بها شريحة واسعة من الأسر الفلسطينية، أحمد أبو ضلفة وشقيقه وخاله لإطلاق مبادرة مختصة في طهي الطعام وتوزيعه على الأسر الفقيرة في قطاع غزة خلال شهر رمضان.
واعتاد أحمد أبو ضلفة وشقيقه يحيى وخاله جمال على طهي الطعام خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتوزيعه على الأسر والأطفال الفقراء في منطقة حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وأيضاً للمحتاجين الذين يتوافدون من مناطق متعددة في القطاع.
ويعمل الثلاثة بشكلٍ تطوعي في مبادرتهم التي اختاروا لها اسم "من الغلابة إلى الغلابة"، معتمدين على التبرعات المالية التي يُقدمها المقتدرون مالياً في عملية طهي الطعام، أو حتى التبرعات العينية، كالخضراوات واللحوم، لطهي وجبات الإفطار والتي عادةً ما تكون من الأطباق المشهورة شعبياً في القطاع.
ويبدأ أبو ضلفة وشقيقه وخاله في عملية طهي الطعام، يومياً، بعد منتصف النهار، استعداداً لمرحلة التوزيع التي تبدأ بعد ساعات العصر الأولى، حيث يتوافد الكثير من الأطفال والفقراء للحصول على وجبات الطعام بشكل مجاني.
ولا تستغرق عملية التوزيع، عادةً، وقتاً طويلاً، إذ تنتهي خلال فترة وجيزة، حيث يتسابق الكثير من الأطفال الفقراء للحصول على وجبات الطعام التي تتنوع بين "العدس" أو "البامية" و "الملوخية" أو "الفاصوليا" أو غيرها من أصناف الطعام.
يقول أحمد أبو ضلفة، لـ"العربي الجديد"، إنّ بداية مبادرتهم كانت قبل سنوات بإعداد وجبة "العدس" للفقراء، حيث جرى جمعه من قبل سكان الحي، لتكون باكورة المبادرة التي حافظت على استمرارها رغم التحديات والعقبات.
ويوضح أنه يبدأ في عملية تحضير الطعام يومياً مع ساعات الظهر الأولى، من أجل كسب الوقت قبل توافد الأطفال والفقراء إلى المكان الذي يقوم فيه بتحضير وجبات الطعام، والذي عادة ما يكون في وقت مبكر وقبل عدة ساعات من أذان المغرب.
ويعمل القائمون على هذه المبادرة الذاتية على طهي الطعام في قطعة أرض محدودة الحجم تابعة لأحد السكان في المنطقة بحي الشجاعية، إذ يمنحهم إياها في كل عام من أجل طهي الطعام وتوزيعه على الأسر الفقيرة.
ويشير أبو ضلفة إلى أنّ عدد الأسر التي تستفيد من مبادرته يتراوح ما بين 150 إلى 200 أسرة جميعها من الأسر الفقيرة، فيما لا يقتصر وجودهم الجغرافي على حي الشجاعية فقط، بل يمتد ليشمل مناطق عدة في القطاع.
ويتزامن شهر رمضان الحالي مع أزمة كبيرة على صعيد السلع والمواد الأساسية والتموينية في القطاع نتيجة ارتفاع أسعارها بصورةٍ غير مسبوقة، ما يفاقم الأوضاع المعيشية والاجتماعية للسكان في ظل اعتماد 80% منهم على المساعدات والإعانات الإغاثية.
في موازاة ذلك، يقول جمال أبو ضلفة، لـ"العربي الجديد"، إنّ نقص الإمكانيات والمعدات يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لهم في مبادرتهم، إذ اعتمدوا خلال السنوات الماضية على طهي الطعام باستخدام حطب الأشجار قبل أن ينتقلوا إلى الغاز.
ويبيّن أنّ عملية اختيار وجبات الطعام اليومية خلال شهر رمضان مرتبط بما يقدمه المتبرعون، وهناك حرص على عدم الحصول على أموال والاقتصار على توفير المواد الخام اللازمة لطهي وجبات الإفطار للأسر الفقيرة.
ويطمح أبو ضلفة إلى أن تتحول مبادرتهم إلى تكية تعمل على توفير الطعام للأسر الفقيرة والمحتاجة، في ظل تردي الحالة المعيشية والاقتصادية للسكان وارتفاع معدلات الفقر في صفوف أهالي القطاع.