يأتي عيد الفطر على اليمن وهو غارق منذ ثمانية أعوام في حرب تسببت بأسوأ كارثة إنسانية في العالم ولا ملامح تبدو في الأفق على قرب نهايتها، ما أدى لحرمان مليون ومائتين وخمسين ألف موظف حكومي من رواتبهم، الأمر الذي فاقم معاناة الناس وزادهم فقراً وجوعاً وبطالة.
وحلّ العيد هذا العام والكثير من الأسر اليمنية تشكو الضيق المادي بفعل الحرب، ورداً على ظروف الحرب الصعبة انطلقت مبادرة "سند التطوعية" بهدف تقديم كسوة العيد لعائلات المدرسين في صنعاء والحديدة، وذلك في محاولة لردّ الجميل لمن تعلم على أيديهم الملايين، بعدما أصبحوا اليوم أمام تحدٍ كبير للواقع السيئ الذي فرضته الحرب.
تقول مؤسسة المبادرة، غدير طيره، لـ"العربي الجديد" إن المبادرة انطلقت في 2017 بمدينة الحديدة حيث كانت تقوم بتوزيع مبالغ مالية للأسر الفقيرة، لكن "سرعان ما اشتعلت الحرب بالحديدة وفقدنا منزلنا بغارة جوية لطيران التحالف، فنزحنا إلى صنعاء. ووجدتها فرصة لتوسيع المبادرة، فقمت بحملة على وسائل التواصل الاجتماعي وانضم العديد من الشباب والفتيات المتطوعين وأقمنا العديد من الأنشطة".
وتضيف: "نحن نعمل للعام الخامس في تقديم كسوة العيد للأسر الفقيرة، لكن هذا العام استهدفنا أسر المدرسين، فهم يعملون دون راتب منذ خمس سنوات، تعلمنا على أيديهم وبذلوا كل ما لديهم من أجل مستقبل الأجيال".
وعن آلية العمل، تقول طيره إنهم في البداية يقومون "بحملة إلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والكل يعمل بروح الفريق الواحد، إما عن طريق المعرفة الشخصية أو التوجه إلى التجار ورجال الأعمال والمغتربين، بعدها نقوم بالتنسيق مع بعض المولات المتعاونة، وحفاظاً على نفسية ومشاعر هذه الأسر، نقوم بإعطاء كل أسرة كوبوناً معيناً ويحتوي الكوبون الواحد على ملابس بقيمة 30 دولاراً لكل فرد".