يعتمد اللاجئون الفلسطينيون في سورية، كما في غيرها من بلدان الشتات في المنطقة، على المساعدات التي تقدّمها وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). لكنّ حجم هذه المساعدات تقلّص أخيراً في حين تأخّرت، الأمر الذي تسبّب في قلق المستفيدين منها، وسط أزمة معيشية نتيجة التدهور الاقتصادي في البلاد.
يقول المسؤول الإعلامي في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية فايز أبو عيد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أونروا تأخّرت في دورتها الحالية لتوزيع المساعدات على الفلسطينيين في داخل مناطق النظام السوري، على الرغم من أنّها خفّضت عدد دورات التوزيع إلى ثلاث في كلّ عام، بعدما كانت أربع دورات". ويشرح أبو عيد أنّ "المساعدة المالية للفئة الأولى تبلغ 112 ألفاً و500 ليرة سورية (نحو 28.7 دولاراً أميركياً) للشخص الواحد، أمّا مساعدة الفئة الثانية فقيمتها 82 ألفاً و500 ليرة سورية (نحو 21 دولاراً) للشخص الواحد".
ويرى أبو عيد أنّ "التأخير في صرف المساعدات المالية أثّر كثيراً على العائلات، خصوصاً أنّ بيانات الوكالة تُظهر أنّ أكثر من 91 في المائة من الفلسطينيين-السوريين هم تحت خط الفقر ويعتمدون بشكل كامل على مساعدات أونروا". ويتابع أبو عيد أنّ "الأهالي يتّهمون أونروا بالتخلّي عن دورها في مساعدتهم، بالإضافة إلى اتّهامها بالفساد وبانتشار المحسوبية في مكاتبها، ويطالبون بتقديم مساعدة شهرية خاصة في ظلّ هذه الظروف الاقتصادية المتردية".
ويوضح أبو عيد أنّ "المساعدات المالية تُصرف عبر شركة الهرم العاملة في مناطق النظام السوري، وأنّ الفلسطينيين يتحمّلون في كلّ مرّة الإهانات من موظفيها. كذلك فإنّ الشركة في الوقت نفسه تتسلّم المساعدات بالعملات الأجنبية فيما هي تسلّمها لمستحقيها بالليرة السورية، وفقاً لنشرة سعر صرف النظام، ما يعني أنّ نحو 40 في المائة من قيمتها الفعلية تذهب لمصلحة النظام".
ويشير أبو عيد، من جهة أخرى، إلى أنّ "آلاف العائلات الفلسطينية الموجودة في الشمال السوري محرومة من هذه المساعدات، بحجّة أنّ الوكالة (الأممية) تخشى على سلامة موظفيها، ولا تستطيع العمل في خارج مناطق سيطرة النظام".
وفي بيان نشرته مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، أمس الإثنين، طالب ناشطون فلسطينيون وكالة أونروا بالتحرّك العاجل للوقوف على حاجات العائلات وصرف المساعدات فوراً، وذلك نظراً إلى سوء الأوضاع المعيشية. وتلخّصت المطالب في توزيع مساعدة مالية فورية كافية لسدّ ما يتسبّب فيه غلاء المعيشة، والإسراع في توزيع المساعدة الغذائية السابقة، بالإضافة إلى تخصيص مساعدة غذائية جديدة، وتوزيع حفاضات لكبار السنّ. كما طالب الناشطون وكالة أونروا بالاطّلاع على وضع القطاع الصحي في كلّ المخيمات والتجمعات الفلسطينية، وإعادة توزيع الأدوية اللازمة وكلّ تحويلات المستشفيات، والتهيؤ للعام الدراسي المقبل من أجل توزيع القرطاسية على كلّ التلاميذ من دون أيّ نقص أو استثناء.
تجدر الإشارة إلى أنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين في سورية يُقدَّر حالياً بنحو 438 ألف لاجئ، بحسب بيانات وكالة أونروا. ويعيش أكثر من 91 في المائة من هؤلاء تحت خط الفقر، في حين أنّ نسبة 40 في المائة منهم ما زالت في حالة نزوح مطوّل نتيجة النزاعات القائمة والدمار الذي طاول مساكنهم.