ملحق فلسطين

حمّل ملحق فلسطين الآن
ملحق فلسطين يصدره العربي الجديد يغطي الشأن الفلسطيني على نحو خاص ويغطي كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأدبية
التحميل الآن Supplement.pdf

بحثت فكرة تكوين تنظيمات مسلحةٍ لمحاربة البريطانيين والصهيونيين منذ صيف عام 1929، لكنها لم تكتمل إلا على أثر هبة أغسطس/آب 1929؛ ثورة البراق، حين اشترك بعض الشباب؛ بلغ عددهم نحو 27 شابًا، ثم بعد انتهائها اضطروا إلى الالتجاء إلى التلال

يؤمن اليمين الإسرائيلي المتطرف بضرورة الدفع نحو انهيار السلطة وسيادة الفوضى، وانتهاز الفرصة لملء الضفة الغربية بالمستوطنات، ودفع الفلسطينيين إلى الرحيل، ويعتبرون أن في هذه الفوضى مصلحةً أكبر لإسرائيل

تدلّل هذه العمليّات على بديهيتين لدى الشّعب المصريّ، الأولى مفادها أنّ هذا الكيان عدوٌ وهذا العداء لن يسقط بالتقادم. والثّانية؛ أنّ مسار التّطبيع مع دول المنطقة، الّذي يروج الاحتلال عبره أنّه مقبولٌ ووجوده طبيعيٌ ومشروعٌ، هو مسارٌ زائفٌ وحبرٌ على ورق

أشكال التطبيع التي تشهد تقدماً، ولو كان محدوداً، مرتبطة بالمؤسسات الرسمية والمدعومة، مثل تسهيل دخول السياح الإسرائيليين، وإبرام اتفاقيات تجارية ملزمة للجانب المصري، تحت رعاية أكبر دولة في العالم، وإبرام اتفاقيات لتجارة الغاز، وإنشاء خط ملاحي

أصبحت مقررات جامعة الدول العربية الأولى؛ المتصلة بالقضيّة الفلسطينية، بمثابة لزوم ما لا يلزم، وبات التطبيع مع الكيان الغاصب مسألة وقت، افتتحه عدد من الأنظمة، ويسير على هديه باقي النظام الرسمي العربي

لم تَعبر "الذهنية الرسميّة" الفلسطينيّة والعربيّة، من محددات عملٍ، لطالما حكمتها ورسمت سلوكياتها الكفاحيّة، رغم تاريخٍ قوامه نكستان قاصمتان. وما نتج عن النّكسة الأولى على مستوى الخطاب، لم تتجاوزه النّكسة الثّانية، بل ربّما تكرّس على مستوى المفاهيم

واقع غزّة المعقد مرتبطٌ بالمقاومة وسلاحها والبنية التحتيّة الخاصّة بها، والجنود المفقودين الأربعة، ولا مجال لتغيّير ذلك الواقع إلّا بتخلّي المقاومة عن سلاحها، وإحداث تحوّلٍ في وظيفة فصائل المقاومة ومواقفها الأيديولوجيّة من الكيان الصهيونيّ

لا يقل عن ذلك أهمية حقيقة أن الأنظمة التي تسببت بالنكبة الثانية لم تتغير فقط، ولكنها غيرت القضية الفلسطينية المركزية للعرب؛ حسب التعبير البليغ للشهيد غسان كنفاني، إذ جرى تقزيم واختزال فلسطين التاريخية في حدود حزيران؛ الضفة الغربية وغزّة