1400 جندي أميركي لتحرير "عين الأسد"

20 فبراير 2015
اكتسبت قاعدة "عين الأسد" أهمية قصوى لدى الأميركيين (Getty)
+ الخط -
يبدو أنّ الخطر الذي تواجهه قاعدة "عين الأسد" العراقية، أكبر القواعد العراقية وأهمها في غرب البلاد، سيُعجّل ظهور القوات الأميركية البرية علناً على الساحة العراقية، في محافظة الأنبار تحديداً، وذلك بالتزامن مع انسحاب المليشيات منها، والإبقاء على القوات النظامية ومقاتلي العشائر فقط.

وستستغلّ القوات الأميركية الدعوات المتكررة من زعماء قبليين ومسؤولين، إلى التدخّل لإنقاذ ما تبقّى من الأنبار من السقوط بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، خصوصاً القاعدة القريبة من الحدود الأردنية التي يحاصرها التنظيم منذ نحو أسبوع، ويحاصر بسببها أيضاً المئات من المدنيين في الحي السكني المجاور للقاعدة.

وكشف مصدر مطلع، لـ "العربي الجديد"، أنّ "1400 جندي أميركي وصلوا إلى القاعدة للمشاركة في العمليات العسكرية البرية ضد داعش"، مرجحاً "تنفيذ الجيش الأميركي تدخلاً برياً واسعاً قريباً، ضد داعش في المحافظة، وبصورة مباغتة، وقد يكون الموعد قريباً للغاية".

اقرأ أيضاً: العراق: معارك كرّ وفر في محيط عين الأسد


وأكد المصدر "وجود نحو أربعة آلاف جندي أميركي في دولة الكويت، ينتظرون موافقة الرئيس الأميركي باراك أوباما، للتوجه إلى الأنبار التي ستكون بداية مسرح العمليات الأميركية في العراق". ولفت إلى أنه "تمّ اختيار الأنبار لبدء العمليات الأميركية لاعتبارات عدة، منها التفويض السياسي والحكومي الذي منحته لها المحافظة عبر المحافظ ومجلس المحافظة، وزيارة العشائر الشهر الماضي لواشنطن، وطلبهم التسليح في السياق عينه، بالتزامن مع انسحاب مليشيات الحشد الشعبي من المحافظة، وتهديد داعش الحدود الأردنية".

وذكر أن "الأميركيين أبلغوا مسؤولي المحافظة أن المارينز لن يسمحوا لداعش باحتلال قاعدة عين الأسد، وسيقومون باللازم براً في حال لم ينفع سلاح الجو في معالجة الموضوع، وستكون العملية شاملة ضمن محيط يمتد بطول 40 كيلومتراً حول القاعدة، ويشمل أربع مدن و63 قرية".

وأشار إلى أنّ "دخول القوات الأميركية جاء بناءً على حصولها على الضوء الأخضر من حكومة بغداد، عكس التصريحات النافية التي نسمعها بين الحين والآخر من مسؤولي الحكومة. وهذه التصريحات ليست سوى للاستهلاك الإعلامي فقط، فالخطة وُضعت ولم يبقَ سوى التنفيذ".

وكان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي قد أكد خلال استقباله السيناتور الأميركي روبرت كوركور، أخيراً، أن "الدعم الدولي للعراق تحسّن خلال الأيام الماضية". ودعا إلى "تعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة في مجالات الاقتصاد".

من جهته، أكّد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، لـ "العربي الجديد"، أنّ "الولايات المتحدّة، فتحت قاعدة جديدة لها في قاعدة الحبانيّة الجوية، على بعد نحو 30 كيلومتراً غرب الفلوجة، وضمّت مستشارين جدداً وجنوداً أميركيين ومعدات وأسلحة مختلفة". وجزم أن "هذه القاعدة افتتحت بناءً على طلب واتفاق مع الحكومة العراقية".

واستبعد العيساوي "شن هجوم بري قريب في المحافظة"، مبيناً أنّ "الهجوم يحتاج إلى تهيئة تستغرق وقتاً، ويجب أخذ الاستعدادات الضروريّة للهجوم، غير أن الأميركيين يستعدّون لمواجهة ستغيّر مجريات المعركة في العراق، وتحقّق خلالها القوات الأميركية نصراً كبيراً على داعش، سيفيد واشنطن وبغداد سياسياً".

في السياق، أفاد مصدر عسكري في قاعدة "عين الأسد"، بأن "حجم القوات الأميركية الموجودة ازداد بنسبة الضعف، وهم يتخذون من الجناح الإداري والفنّي مقرّاً لهم، ويملكون معدات حربية متكاملة، بما فيها المروحيات وعربات الهمفي المدرّعة التي وصلت أخيراً إلى القاعدة". وكشف أن "الأميركيين يؤكدون حتى الآن للجيش العراقي، أن وجودهم يقتصر على الدعم والإسناد، لكنهم سيشاركون على ما يبدو في المعركة البرية في أي لحظة".