واصل طلبة الجامعات الجزائرية حراكهم الطلابي، في الثلاثاء الأول من السنة الجديدة، إذ خرج المئات اليوم في مسيرات بالعاصمة الجزائرية، انطلقت من ساحة الشهداء نحو شارع الشهيد العربي بن مهيدي، باتجاه الجامعة المركزية في ساحة موريس أودان، للمطالبة بتحقيق مطالب الحراك الشعبي وضمان انتقال ديمقراطي تشارك فيه كل القوى في البلاد.
وسار المحتجّون عبر هذه الشوارع الرئيسية قبل أن يصلوا إلى محيط الجامعة المركزية وسط البلد، مرددين شعارات "الجزائريين خاوة خاوة" و"لن نقبل إلا بإطلاق سراح الناشطين.
وتوجّهت المسيرات إلى ساحة البريد المركزي حيث التقت جموع المحتجين من الطلبة مع مجموعة من المتظاهرين والناشطين كانوا يرفعون الأعلام الوطنية وصور شهداء الثورة التحريرية، وطالبوا السلطة بتحقيق مطالب الحراك الشعبي، وإطلاق سراح كل الناشطين المعتقلين منذ الـ22 فبراير/ شباط الماضي، ورفض استمرار أساليب القمع وتكميم الأفواه وتقييد حريات التعبير.
ويصرّ الطلبة المحتجون على إطلاق سراح كل الناشطين المعتقلين في المظاهرات الشعبية، الذين ما زالوا قيد الاعتقال، أبرزهم كريم طابو وسمير بلعربي وفوضيل بومالة.
ولفت الطالب في كلية الحقوق السعيد بوطارن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "السلطة التي تدعو للحوار عليها أن تتقيّد بشروطه أولاً"، موضحاً أن "الحوار يجب أن ينبني على قاعدة نظيفة، وأن يتم إطلاق سراح المعتقلين لإبراز حسن النية في التعامل مع مطالب الشارع الجزائري".
واعتبر الطلبة أن إطلاق سراح جزء فقط من الناشطين هو "مغازلة للحراك لن تثنيه عن إسقاط حكم العصابات"، بحسب إحدى اللافتات المكتوبة التي رفعت في المظاهرة.
وكانت السلطات الجزائرية قد أفرجت عن 76 ناشطاً في الحراك الشعبي كانوا قد اعتقلوا قبل أشهر بسبب مواقفهم السياسية ورفع الراية الأمازيغية، والتعبير عن مواقف مناوئة للسلطة والجيش، أغلبهم في العاصمة، فيما يظل عدد من الناشطين قيد الاعتقال حتى الآن.
وشدّد المحتجون على أهمية التمسك بالخيار السلمي ورفض أي تدخل للجيش في القرار السياسي، حيث رفعت شعارات "دولة مدنية لا عسكرية"، والفصل بين السلطات، وضمان انتقال ديمقراطي، عبر تفاوض وحوار سياسي مجتمعي جامع، والحرص على "وحدة الشعب الجزائري"، و"رفض كل محاولات السلطة التلاعب بالنسيج الاجتماعي واللحمة المجتمعية، عبر تشجيع مبطن لخطابات الكراهية".
وشدّد الطلبة في المسيرات اليوم على أن "التفرقة باسم الهوية واللغة والخلفية الأيديولوجية هي سياسة تصب الزيت على النار"، مثلما قالت الطالبة بكلية الطب من ولاية تيزي وزو حسينة بوعمران لـ"العربي الجديد"، مضيفة أن الأهم الآن هو "الحفاظ على سليمة الاحتجاج وعقلانية المطالب، خصوصاً أن التفرقة بين الشعب الواحد هدفها تفكيك الحراك الشعبي وصرف الرافضين للمسار الانتخابي عن مطالب التغيير المنشود"، على حد قولها.
ونظمت المسيرات تحت رقابة مشددة لرجال الأمن، دون وجود أي احتكاك بين الشرطة والطلبة، حيث حرصت قوات الشرطة على تلافي ذلك، رغم حدة بعض الشعارات التي كان يرددها جزء من المتظاهرين.