تحليلات

مع مرور شهر على حرب غزة، وقبل سنة بالضبط من انتخابات الرئاسة الأميركية، تجد إدارة الرئيس جو بايدن نفسها في وضع مربك، أدت إليه حسابات مغلوطة، فالعملية العسكرية الإسرائيلية متعثرة، وصار من الصعب على واشنطن تسويق استمرارها من دون أفق واعد.

لم يحدد جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن طريقة عمل القوات البرية في قطاع غزة، رغم بدئها بالتوغل في بعض مناطق القطاع منذ الأسبوع الماضي وتكبّدها خسائر فادحة منذ ذلك الوقت.

ألقى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بظلاله على الوسط السياسي الفرنسي، مظهراً تحوّلات باريس منذ انتهاء عهد خلفاء الرئيس شارل ديغول إلى اليوم، واقترابها أكثر من تل أبيب.

المشهد الذي ساد أمس الثلاثاء، في جلسة لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأميركي لدى استماعها إلى وزيري الخارجية أنتوني بلينكن، والدفاع لويد أوستن، يلخص إلى حد بعيد أجواء النقمة المتزايدة في الساحة الأميركية على دعم واشنطن حرب إسرائيل في غزة.

منذ البداية، احتفظت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بموقف رمادي من تهديد إسرائيل باجتياح غزة. اهتزاز الثقة بالجاهزية العسكرية الإسرائيلية بعد زلزال "طوفان الأقصى" جعل البيت الأبيض "ينصح" بتأجيل الاجتياح، أو على الأقل بخفض سقف أهدافه إلى "حدود الممكن".

أشاحت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الأنظار عن الحرب الروسية على أوكرانيا، تحديداً بما يتعلق بكيفية توزيع إمدادات السلاح الغربية لكييف وتل أبيب، وهو ما يثير قلق الأوكرانيين.

الحديث في واشنطن عن توسّع بقعة الحرب في المنطقة متداول منذ عملية طوفان الأقصى، كاحتمال وارد وإن غير مرجح، مرتبط بتطورات اجتياح غزة ومآلاته.

أصدرت إيران في 15 أكتوبر/تشرين الأول تحذيراً علنياً وحاداً لإسرائيل عندما قال وزير خارجيتها: أوقفوا هجومكم على غزة وإلا سنضطر إلى اتخاذ إجراء.