أدّى أكثر من 75 ألف فلسطيني صلاة الجمعة، اليوم، بالتزامن مع تشديدات إسرائيلية على القدس المحتلة، خاصة بلدتها القديمة، بعد إقامة حواجز تفتيش على محاور الطرق المؤدية للمسجد الأقصى.
وكان آلاف الفلسطينيين قد أقاموا صلاة الفجر، اليوم الجمعة، في المسجد الأقصى، قادمين من مناطق مختلفة تلبيةً لنداء حملة الفجر العظيم.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت قبيل صلاة الجمعة شاباً مقدسياً بعد الاعتداء عليه في منطقة باب الأسباط بالقدس، بعد مشادة بينه وبين جنود الاحتلال الذين حاولوا منعه من الوصول للأقصى.
وأفرجت سلطات الاحتلال، مساء اليوم الجمعة، عن الناشط المقدسي محمد أبو الحمص بعد اعتقاله ظهر اليوم، بشرط إبعاده عن باب العامود بالقدس المحتلة، ودفع كفالة 5000 شيقل بالعملة الإسرائيلية.
في سياق متصل، اعتدت شرطة الاحتلال، مساء الجمعة، على أكثر من 25 كادراً وناشطاً من حركة "فتح" من سكان القدس المحتلة، ممن وصلوا إلى قرية واد عارة في الداخل المحتل لتهنئة الأسير المحرر ماهر يونس، بتحرره من سجون الاحتلال بعد 40 عاماً من الاعتقال.
واعتقلت تلك القوات المقدسي كريم أبو جمل، في حين أصيب كل من زكريا ومحمد أبو طير، بعد اعتداء تلك القوات عليهما خلال احتجازها الحافلة التي كانا يستقلانها.
على صعيد آخر، واصل المواطن المقدسي مهران الديسي هدم منزله في منطقة باب الخليل بالقدس المحتلة، بعدما أجبره الاحتلال على هدمه ذاتياً تحت طائلة الغرامة العالية بحجة عدم الترخيص.
وكانت منطقة باب العامود والبلدة القديمة قد شهدتا حالة من التوتر الشديد، الليلة الماضية، بعدما أخلت قوات الاحتلال الساحة وباب العامود من الشبان المقدسيين، بالتزامن مع وصول عشرات المستوطنين إلى هناك، يتقدمهم المتطرف باروخ مارزل، أحد مساعدي وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.
وكانت منظمة متطرفة تطلق على نفسها اسم "الحقيقة اليهودية"، قد أعلنت في وقت سابق من مساء أمس الخميس، اعتزامها إقامة احتفال استفزازي في ساحة باب العامود يتخلله تقديم مشروبات خفيفة وحلويات لعناصرها.
وعززت قوات الاحتلال وجودها في الساحة، لتشرع لاحقاً بإخلائها من عشرات الشبان المقدسيين وسط تدافع بين الطرفين.
وأدّى المستوطنون خلال ذلك رقصات وأغاني استفزازية وسط الساحة، فيما منعت قوات الاحتلال حركة المواطنين في المكان.
بالتزامن مع ذلك، وقعت صدامات بين الشبان المقدسيين والمستوطنين وسط شارع الواد بالبلدة القديمة، بعدما اعتدى المستوطنون على المارة وهتفوا بشعارات عنصرية.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت أحياء عدة في القدس المحتلة واعتقلت 5 أطفال من حي رأس العامود، وفنانين من حي الطور، بالإضافة إلى شابين من مخيم شعفاط، شمال القدس، وشاب آخر من بلدة الرام، شمالي القدس، خلال اقتحامها البلدة.
في شأن آخر، أدى مئات الفلسطينيين، اليوم، صلاة الجمعة فوق أراضيهم المهددة بالاستيلاء عليها في منطقة "الرأس" ببلدة قلنديا، شمال غرب مدينة القدس المحتلة، احتجاجاً على قيام أحد المستوطنين منذ عدة أيام بأعمال تجريف وحفر في أراضٍ تابعة لقريتي قلنديا ورافات، بهدف إقامة بؤرة استيطانية جديدة.
إلى ذلك، رفضت المحكمة المركزية الإسرائيلية، اليوم الجمعة، تجميد قرار الإخلاء الصادر بحق عائلات فلسطينية من منازلها في بلدة سلوان، جنوب البلدة القديمة من القدس.
وأفاد رئيس لجنة أهالي حي بطن الهوى في سلوان زهير الرجبي، لـ"العربي الجديد"، بأن المحكمة قررت إخلاء المبنى الذي يعود لعائلة شحادة المكونة من خمس عائلات، ويقطن فيه أكثر من 30 شخصاً. ووصف الرجبي هذا القرار بالخطير، لأنه سينطبق على جميع العائلات الـ78، أي أكثر من 700 شخص.
وأضاف الرجبي: "لقد ورد لنا أن القاضي الذي سيقوم بالنظر في استئناف المحكمة العليا للاحتلال في الأيام القريبة، لديه ميول متطرفة ضد الفلسطينيين، وهو مستوطن ومعروف في قراراته السلبية والمتعسفة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني".