5 أعوام على رحيل عبد الباسط الساروت.. حارس الثورة السورية

09 يونيو 2024
من تشييع الساروت في إدلب، 9 يونيو 2019 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عبد الباسط الساروت، حارس كرة قدم سابق تحول إلى رمز للثورة السورية، استُشهد في معركة ضد قوات النظام وحلفائها، وأصبح شهيداً يحتفى به في ذكرى مقتله.
- قبل انضمامه للثورة، كان الساروت معروفاً في عالم الرياضة، لكنه اختار التخلي عن شغفه بكرة القدم ليقود ويحث على الثورة ضد نظام بشار الأسد من خلال المظاهرات والأغاني.
- في ذكرى وفاته، تم تكريم الساروت بطرق متعددة تشمل إطلاق اسمه على فعاليات وجوائز، رغم طلب والدته بعدم إقامة فعاليات احتفالية، مما يؤكد استمرار تأثيره ورمزيته للثورة السورية.

تشكل صور الثائر السوري الرمز عبد الباسط الساروت قاسما مشتركا لصفحات النشطاء السوريين ومستخدمي وسائل التواصل من مؤيدي الثورة السورية والحراك المناهض لنظام بشار الأسد، إذ مرت، السبت، الذكرى الخامسة لمقتل الساروت في معركة ضد قوات النظام قبل خمسة أعوام، حيث يعتبر جمهور الثورة الساروت شهيد ثورتهم ورمزها الأبرز. وفارق الساروت الحياة متأثرا بجراحه داخل أحد المشافي التركية، بعد يومين من إصابته في قرية تل ملح بريف حماة الشمالي، وسط سورية، أثناء مشاركته في القتال بصفوف فصيل "جيش العزة" التابع للمعارضة السورية، ضد قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران.

وعبد الباسط ممدوح الساروت من مواليد العام 1992 في حي البياضة بمحافظة حمص، وسط سورية، وهو من أبناء عشيرة "الحديدين"، ابن الوسط الرياضي الذي ترك شغفه بكرة القدم ليكون أحد أيقونات الثورة السورية. كان الساروت حارس نادي الكرامة السوري بكل الفئات العمرية حتى الرجال ومنتخب سورية للشباب، ليكون في ما بعد أبرز قادة المظاهرات التي اندلعت في مدينة حمص للمطالبة بإسقاط النظام السوري ضمن حراك الثورة السورية.

في ذكراه، كتب الشاعر والمناضل السوري المعارض حسن النيفي قصيدة أهداها للساروت ونشرها على صفحته الخاصة، جاء فيها:

قالَ: لا ترشقوا الشمـــــــــــوسَ بوجهي    فنشيدي في وهْجــــــــــــــــــــها مسفوحُ

هكذا يزهر الخــــــــــــــــلود بصوتي  هكـــــــــــذا الأغنيات (جرحٌ يصيح)

عرفت مظاهرات حمص بوجه الساروت، فنظم المظاهرات وكان على رأسها، وكتب وألف لها الأشعار والهتافات والأغاني لتأجيج لهيب الثورة، ليهتف خلفه الآلاف مطالبين بالحرية والكرامة وإسقاط بشار الأسد ورموز حكمه، الذين سعوا لوأد الثورة وارتكبوا مئات المجازر في سبيل ذلك، لكن هتافات الساروت وأغانيه ظلت تتردد على مسامع السوريين في أنحاء البلاد وفي كل نقطة تظاهر، حتى أضحى أيقونة الثورة السورية المستمرة حتى اليوم.

ويحيي أنصار الثورة كل عام ذكرى مقتل الساروت، كما أطلقوا اسمه على العديد من الفعاليات والجوائز وخلدوا ولا يزالون ذكراه بالعديد من الوسائل، كما تعد الأغنية التي قدمها الفنان والممثل السوري عبد الحكيم قطيفان واحدة من أبرز إنتاجات الثورة التي خلدت ذكرى الساروت.

والسبت، حيا متظاهرو محافظة السويداء عبد الباسط الساروت في ذكراه الخامسة، ضمن مظاهرة لهم في "ساحة الكرامة"، وسط مركز المحافظة، ضمن الحراك الذي بدأوه ضد النظام منذ عدة أشهر. قُتل قبل عبد الباسط الساروت أربعة من إخوته في المعارك ضد النظام السوري داخل أحياء حمص، قبل تهجير الثوار وعلى رأسهم الساروت، إلى الشمال السوري آنذاك. هناك حاول الساروت استعادة شغفه بكرة القدم وشارك في العديد من البطولات الرياضية الكروية في الشمال السوري كحارس لفريق رجال نادي النعمان بكرة القدم، بالتزامن مع نشاطه الثوري العسكري ضد النظام السوري ومليشياته، لا سيما أنه كان محبوباً ومرحباً به في كل الملاعب والأماكن التي وجد فيها للشعبية التي تمتع بها في قيادة المظاهرات في بداية الثورة السورية. مع الذكرى الخامسة للساروت، طلبت والدته عدم إقامة أي فعاليات احتفالية للمناسبة تضامنا ما أهالي غزة، وبسبب الاحتجاجات المندلعة ضد تنظيم هيئة تحرير الشام في إدلب. لكن سواء احتفل أنصار الثورة أم لم يحتفلوا في ذكرى الساروت، فإن اسمه سيبقى خالدا في مخيلتهم كأيقونة لثورتهم وحارس أمين لها، حيا وشهيدا، كما يقولون.