"الحشد الشعبي" يطالب بتمثيله في الحوار الأميركي ــ العراقي

05 يونيو 2020
"النجباء" اعتبرت تأييد الوجود الأميركي "انتقاصاً للجيش العراقي"(العربي الجديد)
+ الخط -
قبيل أيام قليلة من بدء أولى جلسات الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي المرتقب، والذي من المقرر أن يناقش جملة من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية بين بغداد وواشنطن، على رأسها الوجود الأميركي العسكري في العراق، استبقت مليشيات عراقية مدعومة من طهران الحوار بمهاجمة قوى سياسية لم تسمها قالت إنها تؤيّد بقاء القوات الأميركية في العراق، في وقت طالبت فيه قيادات سياسية أخرى بأن يكون لـ"الحشد الشعبي" ممثل في الوفد العراقي المفاوض.

والأربعاء الماضي، قال مستشار الحكومة العراقية، هشام داوود، إن "المفاوضات مع الولايات المتحدة ستبدأ في 10 حزيران الحالي"، وبيّن داوود أن "الحوار المرتقب، سيؤكد على السيادة الوطنية، من دون التطرق بشكل مباشر إلى انسحاب القوات الأميركية، كما أن هناك مجالات كثيرة للتعاون مع الولايات المتحدة، وليست مقتصرة على الجانب الأمني الذي قد نحتاج إليه مستقبلاً من معلومات وتدريب".

من جانبه، كشف الخبير بالشأن السياسي العراقي، هشام الهاشمي، أمس الخميس، في حديث مع "العربي الجديد"، عن أن الوفد العراقي المفاوض سيضم كلاً من عبد الكريم هاشم رئيساً، وحارث حسن مساعداً له، إضافة إلى لقمان الفيلي وفريد ياسين وحامد خلف، مبيناً أن "تبديل الإجراء من لقاء في بغداد إلى دائرة تلفزيونية مغلقة جاء بسبب ظروف وإجراءات جائحة كورونا، والأسبوع المقبل ستكون هناك جلسة تحضيرية، وستعقبها عدة جلسات وقد تصل إلى سبع أو ثماني جلسات، بعدها سيكون هناك احتمالان؛ إما أن يسافر الوفد العراقي إلى واشنطن أو أن يزور الأميركيون العراق لاستكمال المباحثات".


وكان الأميركيون قد حددوا مسبقاً تسمية وفدهم التفاوضي الذي كان من المفترض أن يصل إلى بغداد، على رأسه مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هايل، وفقاً لتصريح سابق أدلى به وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال مؤتمر صحافي له منتصف إبريل/ نيسان الماضي، أشار فيه إلى أن الحوار المرتقب سيكون أول مراجعة من نوعها لكافة المواضيع المتعلقة بالعلاقات الأميركية العراقية، وأن يتعاون البلدان كي لا تذهب الانتصارات على "داعش" والجهود المبذولة في استقرار العراق سدى، في ظل انتشار وباء "كورونا" وتراجع إيرادات النفط.

والجمعة، هاجمت مليشيا "النجباء"، إحدى أبرز الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران في العراق، جهات سياسية قالت إنها تتحدث عن ضرورة بقاء قوات أجنبية على أراضي العراق.

وقال المتحدث باسم المليشيا نصر الشمري إنه "من المخجل أن ترى جهة سياسية ذات تمثيل برلماني، يفترض أنها تمثل طيفاً من الشعب العراقي، وهي تتحدث عن ضرورة إبقاء قوات أجنبية على أراضي بلادنا"، معتبرا أن ذلك يمثل "انتقاصا من الجيش العراقي وإمكاناته وتضحياته وأنهار الدماء الزكية التي بذلها مع باقي الأجهزة الأمنية لتحرير أرض العراق من دنس الإرهاب"، متهما تلك القوى التي لم يسمها، صراحة، بأنها "مرجفة ومتسترة بدولة الاحتلال"، معتبرا أن تلك القوى "لا تمثل إلا نفسها".

في المقابل، طالب القيادي في تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، سعد السعدي، بأن يكون من ضمن أعضاء الوفد التفاوضي العراقي مع واشنطن، في الحوار المرتقب بين الطرفين، ممثل عن "الحشد الشعبي"، مضيفا، في بيان له، أن "الحوار الاستراتيجي المرتقب بين بغداد وواشنطن، يجب أن تشارك فيه مفاصل وشخصيات مهمة في الدولة العراقية، وكذلك ممثل عن لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي وممثل عن رئاسة الوزراء". وأضاف أن "الحوار يجب أن يرتكز على إخراج القوات الأميركية من العراق، وفقاً لقرار البرلمان العراقي، وإذا كان الحوار خالياً من هذه الفقرة فلا فائدة منه". وطالب بأن "يكون في الحوار ممثل عن الحشد الشعبي".

وقال مسؤول عراقي رفيع في بغداد، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "الوفد العراقي تمت تسميته والمحاور اتفق عليها والقاعدة الأولى في العراق هي مصلحة العراق دون الالتفات إلى أي تصريحات أخرى"، في إشارة إلى تعليقات قيادات "الحشد" وقوى سياسية مقربة من إيران.



وأضاف: "لا مصلحة باستعداء واشنطن أو الارتماء بمحور دون آخر، والملفات التي ستبحث يجب أن تعود بمنفعة للعراق، ونأمل أن يعود الدعم الأميركي في مجالات ليست الأمنية فقط، بل الاقتصادية أيضا"، معتبرا أن "ملف خروج القوات الأميركية سيكون مناطا بتقديرات القادة العراقيين، ومدى حاجة العراق لها، خاصة أن غياب الغطاء الجوي الأميركي أكد استفادة تنظيم (داعش) منه في إيجاد مناطق ظِل أعاد فيها تجميع أفراده".
وشدد على أن هناك قوى مختلفة "تتخوّف من أن يكون انسحاب القوات الأميركية سبيلاً لتعزيز نفوذ إيران في العراق بشكل كامل، لذا القرار وطني ولا يمكن اختزاله بفئة أو مكون سياسي واحد". ومطلع العام الحالي، صوّت البرلمان العراقي في جلسة استثنائية، قاطعتها الكتل الكردية وغالبية القوى العربية السنّية وكتل ونواب المكوّن التركماني والمسيحي ونواب مستقلون آخرون، على قرار يُلزم الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، إثر عملية اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي.
المساهمون