بولتون: رئاسة ترامب مدمِّرة ويمكن التلاعب به

22 يونيو 2020
تُنشر غداً الثلاثاء مذكرات بولتون خلال عمله بالبيت الأبيض(Getty)
+ الخط -
اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، في حديث مع شبكة "أي بي سي" نيوز الأميركية، مساء أمس الأحد، أن رئاسة دونالد ترامب مدمّرة بشكل خطير للولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن انتخابات عام 2020 هي آخر "حاجز" لحماية البلاد منه.

وتأتي مقابلة بولتون قبل يومين على نشر كتابه "ذا روم وير إت هابند"، والذي يروي مذكّراته خلال 17 شهراً قضاها داخل البيت الأبيض. وأمل في المقابلة أن يتذكّر التاريخ ترامب كرئيس لولاية واحدة، لم يغرق البلاد بلا رجعة في دوامة انحدار لا يمكننا النهوض منها. وأشار بولتون إلى أن استنتاجه، بعد 17 شهراً أمضاها مستشاراً للأمن القومي، هو أن ترامب لا ينبغي أن يكون رئيساً.
ويقول بولتون إن ترامب غير مطّلع على الأمور بشكل كبير، وهو يتّخذ قرارات خاطئة وغير عقلانية، وهو غير قادر على فصل مصالحه الخاصة والسياسية عن مصالح البلاد، ويمكن التلاعب به من قبل الخصوم الأجانب.

وإذ أكد أنه لن يصوّت له في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، شدّد على أنّه لن يصوّت كذلك للمرشح الديمقراطي جو بايدن، قائلاً: "سأجد جمهورياً محافظاً لأصوّت له".

وتحدّث بولتون عن كتابه الذي يُنشر غداً الثلاثاء، بعد رفض قاضٍ فدرالي، السبت، الطلب العاجل الذي قدّمته وزارة العدل الأميركية لحظر نشره، مشيراً إلى أن ترامب لا يخشى قراءة الحكومات الأجنبية لكتابه، بل يخشى قراءة المواطنين الأميركيين له، لافتاً إلى أنه كان يقظاً جداً لتفادي تضمين كتابه معلومات مصنّفة سريّة، لكنّ الشعب الأميركي يحتاج إلى سماع الحقيقة، على حدّ قوله. ورأى مستشار الأمن القومي السابق أنّ من واجبه أن يخبر الشعب الأميركي كيف هو الحال في البيت الأبيض، وما الذي يفعله زعيمهم.
وردّ بولتون على الاتهامات بأنّ قصصه ستضعف موقف ترامب على الساحة الدولية، قائلاً إنه لا يخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شيئاً لا يعرفه أصلاً، وأنه يخبر الأميركيين بأمر قد لا يكونون على علم به.

ولفت بولتون إلى أن الكوريّين الشماليّين يعتقدون، بالإضافة إلى إيران والصين وروسيا أيضاً على الأرجح، أنه إذا كان بإمكانهم فصل ترامب عن مستشاريه، سيكون بإمكانهم حمله على إبرام اتفاق، موضحاً أنهم يرونه شخصاً لا يدرك في الواقع المقايضات التي يقوم بها. وأشار بولتون إلى أن هذا الدافع لإبرام صفقة يمكن أن تلمّع صورته كصانع صفقات وتدعم إعادة انتخابه، كان خطيراً.
وقال بولتون لـ"أي بي سي نيوز" إنه لم يتمكّن من تبيان أي قاعدة توجيهية في إدارة ترامب، بخلاف ما هو جيّد لإعادة انتخابه رئيساً، مضيفاً: "لا يوجد أساس متماسك، ولا استراتيجية، ولا فلسفة، والقرارات تتخذ بطريقة مبعثرة للغاية، خصوصاً في المجال الذي من المحتمل أن يكون مميتاً في سياسة الأمن القومي. هذا خطر على الجمهورية".


"كيم يهزأ من ترامب"
وتحدّث بولتون عن ملف كوريا الشمالية، مشيراً إلى أنه يعتقد بأن زعيمها كيم جونغ أون "يهزأ" من مفهوم ترامب لعلاقة الصداقة بينهما. وحين سألته الصحافية مارثا راداتز ما إذا كان ترامب "يعتقد فعلياً أن كيم جونغ أون يكن له الودّ"، ردّ بولتون أن ليس هناك أي تفسير آخر. وقال: "أعتقد أن كيم جونغ أون يهزأ من كل هذا الأمر"، مضيفاً أن "الرسائل التي عرضها الرئيس على الصحافة، كتبها موظف رسمي في مكتب الدعاية التابع لحزب العمال الكوري الشمالي". وتابع: "على الرغم من ذلك، عرضها الرئيس كدليل على عمق صداقتهما"، مشيراً إلى أن الصداقة لا ترقى إلى مستوى الدبلوماسية الدولية.


"ترامب يكذب"
وسئل بولتون في المقابلة عن نفي ترامب في تغريدة قوله إنه أخبره بأن المساعدات لأوكرانيا مرتبطة بتحقيقات متعلقة بالديمقراطيين، ومن بينهم بايدن، قائلاً إن الرئيس كان يكذب، وهذه ليست المرة الأولى، مشيراً إلى أنه مع مرور الأشهر والأسابيع، كان ترامب يتحدّث عن هذا الموضوع أكثر وأكثر. وأعرب عن اعتقاده بأن الرئيس كان يستمع لمستشارين خارجيين، وربما بعض المستشارين في الداخل أيضاً، وقد أصبح مهووساً لدرجة أنه لو استطاع فضح ما حدث في أوكرانيا، يمكنه أن يشوّه سمعة بايدن، ومنافسته في انتخابات عام 2016 هيلاري كلينتون.
وإذ أشار إلى أنّ هذا الأمر كان ليكون دفعاً هائلاً لإعادة انتخابه، لفت إلى أن ما كان قادراً على فعله خلال مساءلته هو إقناع الناس بطريقة ما أن ما كان يشغل باله فقط هو قضية الفساد في أوكرانيا، في وقت كان هذا أقلّ اهتماماته.
ودافع بولتون عن امتناعه عن الإدلاء بشهادته خلال مساءلة ترامب، بالقول إن الديمقراطيين كانوا في عجلة من أمرهم، وكانوا يريدون الانتهاء من الأمر في وقت أبكر بكثير من انطلاق سباق الترشيح الرئاسي. وأضاف: "كانت لديهم استراتيجية تناسب أهدافهم السياسية، وليس من واجبي مساعدة الديمقراطيين في مشكلتهم الخاصة".
ولفت إلى أن مساءلة جدية وغير حزبية مثل فضيحة "ووترغيت" كانت ستستغرق الوقت لتغطية كلّ المجالات، مشيراً إلى أن تصرفات ترامب مع أوكرانيا يمكن أن ترقى إلى جرائم وجنح كبيرة، مشدداً في المقابل على وجوب التحقيق في مجموعة من الأنشطة الأخرى.
المساهمون