رفض دولي واسع لخطط الاحتلال ضم مناطق بالضفة الغربية

20 مايو 2020
دول أوروبية: لن نعترف بأي تغييرات (مصطفى الخروف/الأناضول)
+ الخط -
عبرت المجموعة الأوروبية في مجلس الأمن الدولي، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإستونيا وبلجيكا، عن رفضها للخطوات الأحادية التي تنوي إسرائيل القيام بها، وتشمل ضم قرابة ثلاثين بالمائة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967

جاء ذلك في بيان صحافي مشترك قرأه سفير إستونيا ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي باسم المجموعة قبل بدء اجتماع مجلس الأمن الشهري لنقاش القضية الفلسطينية وآخر التطورات على الأرض.
وأكد السفراء أن بلادهم لن تعترف بهذه الإجراءات التي تنتهك القانون الدولي والاتفاقيات بين الطرفين، وأن موقفها لم يتغير من حل الدولتين، مشددين على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة للتوصل لحل شامل وعادل.

من جهته، حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من خطر الخطوة الإسرائيلية التي أعلنت حكومة الائتلاف الإسرائيلي عن نيتها تطبيقها، معتبراً ذلك تهديداً حقيقيا لعملية السلام، ولإمكانية تحقيق حل الدولتين وسيوجه لها ضربة قوية.
وجاءت تصريحات ملادينوف خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي حول الموضوع، إذ شدد ملادينوف على التزام الأمم المتحدة بقراراتها السابقة ذات الصلة وبحل الدولتين والتفاوض حوله.
وأكد كذلك على أن التهديد بتنفيذ إسرائيل لقرارها وضم أجزاء من الضفة الغربية يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، مشيراً إلى أن تلك الخطوة ستغلق باب العودة إلى طاولة المفاوضات، وستهدد الجهود المبذولة لدفع عجلة التوصل إلى سلام إقليمي، كما يشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين كذلك.

وعبر ملادينوف عن أسفه لإعلان القيادة الفلسطينية ليل الثلاثاء "أنها ترى نفسها في حل، من جميع الاتفاقيات والتفاهمات مع الحكومتين الأميركية والإسرائيلية، بما فيها جميع الالتزامات القائمة على هذه الاتفاقيات والتفاهمات التي من ضمنها الاتفاقيات الأمنية".

وقال في الوقت ذاته "إن الفلسطينيين لا يهددون، بل إنهم يدعون إلى مفاوضات تحت رعاية دولية، بما فيها مفاوضات تحت رعاية اللجنة الرباعية، للمضي قدماً من أجل التوصل لحل الدولتين عن طريق التفاوض"، كما وصف الإعلان الفلسطيني بأنه صرخة يائسة ودعوة للتحرك صوب إجراء فوري، مشيراً إلى أنه جاء من أجل طلب المساعدة.
وتحدث ملادينوف، في إحاطته، عن جيل من الفلسطينيين الذين ولدوا بعد أوسلو وقال إن لديهم تطلعاتهم وهم يشعرون بأنهم تعرضوا للخيانة وخيبة الأمل بسبب عدم تحقيق حلمهم بدولة مستقلة، وليس واضحاً ما الذي سيأتي به المستقبل.
وناشد ملادينوف المجتمع الدولي بالانضمام لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ضد الخطوات الأحادية التي ستعيق الجهود الرامية إلى تهيئة الظروف لعودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، موكداً نيته عقد اجتماع مع رئيس الوزراء الفلسطيني "لفهم أفضل لتطبيق الإعلان الفلسطيني والجانب العملي منه والعمل على منع التصعيد والتطرف".
كما أشار إلى ضرورة استئناف عمل اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، والتي تضم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بغية تقديم اقتراحات يمكن من خلالها القيام بدور الوساطة والعمل المشترك مع دول المنطقة لدفع عملية السلام.
وأكد ملادينوف مجدداً على ضرورة أن تتخلى إسرائيل عن مخططها بضم جزء من الأراضي الفلسطينية وعلى ضرورة أن تتواصل القيادة الفلسطينية مع جميع أعضاء الرباعية مجددا.
وفيما يخص تطورات الأوضاع على الأرض، تحدث ملادينوف عن التحديات الهائلة التي يواجهها القطاع الصحي في غزة على الرغم من عدم تفشي وباء كورونا بشكل واسع في القطاع وانخفاض عدد الإصابات حتى الآن. 
وأوضح، في هذا السياق، أن مخازن الأدوية في قطاع غزة تحتوي فقط على 44 بالمائة من الأدوية الأساسية و30 بالمائة من الإمدادات الطبية الأساسية، لافتاً إلى أنها لن تكون كافية لشهر واحد.
كما تحدث عن استمرار السلطات الإسرائيلية بهدم منازل ومباني الفلسطينيين، مشيراً إلى أنها هدمت 32 مبنى وهيكل بناء، منذ آخر إحاطة له قبل قرابة الشهر، وأدى هدم تلك المباني إلى تشريد 16 فلسطينيا من بينهم عشرة أطفال كما أثر على حوالي 170 آخرين.

بدوره، شدد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، اليوم الأربعاء، على أنّ قيام إسرائيل بضم الضفة الغربية جزئيّاً سيمثل انتهاكاً خطيراً، مشيراً إلى أنّ فرنسا تعمل مع شركاء أوروبيين للتوصل إلى خطة تحرّك مشتركة لمنع ذلك والرد عليه في حال أقدمت عليه إسرائيل.

وقال لودريان، خلال اجتماع برلماني: "على مدى الأيام القليلة الماضية عقدنا عدة مؤتمرات بالفيديو مع زملاء أوروبيين، بهدف اتخاذ قرار بشأن إجراء مشترك للمنع والرد في نهاية المطاف إذا اتخذ مثل هذا القرار".
في المقابل، أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم الأربعاء، عن أسفه للتهديدات الفلسطينية بإنهاء التنسيق الأمني إذا ضمت إسرائيل أراضي محتلة تماشيا مع خطة الرئيس دونالد ترامب للشرق الأوسط.
وقال بومبيو للصحافيين "نأمل أن تظل الترتيبات الأمنية مكانها وأن يستمر العمل الذي يجري على الأرض هناك للحفاظ على سلامة الناس في إسرائيل والفلسطينيين".
وتابع "يؤسفني أنه (عباس) قرر إلغاء هذه الاتفاقات".
وأعطت خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة باسم "صفقة القرن"، والتي أعلن عنها في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، الضوء الأخضر لإسرائيل لضم غور الأردن، المنطقة الاستراتيجية التي تشكل 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية.
وقال بومبيو الذي التقى نتنياهو في القدس الأسبوع الماضي، إنّ الفلسطينيين سيستفيدون من خطة ترامب التي تعدهم بدولة مستقلة منزوعة السلاح واستثمارات دولية.
وأعلن جو بايدن، منافس ترامب الديمقراطي المفترض في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، الثلاثاء معارضته لخطوة الضم، مشيراً إلى أنّ ذلك سيقوض آمال تحقيق السلام. وتدعم إدارة ترامب بقوة نتنياهو الذي يتمتع بشعبية لدى القاعدة الإنجيلية لترامب.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أعلن أنّ حكومته ستبدأ مناقشات في يوليو/تموز بشأن بسط السيادة الإسرائيلية على المستوطنات اليهودية وغور الأردن في الضفة الغربية، طبقاً لما ورد في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

المساهمون