الجزائر: أول جمعة دون مظاهرات منذ انطلاق الحراك الشعبي بسبب كورونا

20 مارس 2020
استعادت العاصمة أجواء عطلة الجمعة (العربي الجديد)
+ الخط -
صمتت شوارع العاصمة الجزائرية وسكنت أزقتها للمرة الأولى في يوم الجمعة منذ 22 فبراير/ شباط 2019، تاريخ الجمعة الأولى لمظاهرات الحراك الشعبي، التي قادت نحو تنحي الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة. واختفت الجموع والحشود الشعبية التي كانت تخرج للمطالبة بالديمقراطية والحريات السياسية والمدنية، استجابة لدعوات تعليق التظاهر في سبيل مكافحة فيروس كورونا الجديد.

واستعادت العاصمة الجزائرية أجواء عطلة الجمعة ما قبل 22 فبراير/ شباط 2019، إذ أغلقت المحال التجارية والمقاهي أبوابها، إلا قليل منها، وخلت الشوارع سوى من عدد قليل من المارة.

واستجاب النشطاء والمتظاهرون لنداءات وجهتها، منذ الأحد الماضي، مكونات الحراك الشعبي لتعليق التظاهر بسبب كورونا، كما خلت شوارع كامل المدن الجزائرية من أي من مظاهر التجمعات والمسيرات الشعبية للحراك. وقال الناشط في الحراك الشعبي حسين بزينة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "استجابة الحراكيين تدل على وعي كبير باللحظة وبما يتوجب فعله"، مؤكداً أنّ "الحراك، بخلاف ما يلصق به من تهم من قبل الدعاية والإعلام الرسمي، هو حراك واع وبه نخبة مسؤولة ولديها إحساس بالواجب الوطني".

وأكد الناشط في الحراك الشعبي بولاية أدرار، جنوبي الجزائر، محاد قاسمي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مجموع الناشطين التزموا بتعليق التظاهر؛ فالظرف صعب وعلينا التصرف بحكمة وبمسؤولية تجاه الشعب وكجزء من الشعب"، مضيفاً أنّ "بعض القنوات التي لم تكن تغطي الحراك الشعبي منذ شهر يوليو (تموز) الماضي، نزلت اليوم بفرقها إلى الشوارع لتصور خلو المدن من المتظاهرين، وهذه نقطة مهمة لصالح الحراك تؤكد أنه حراك مسؤول وملتزم".
لكن عدم خروج الناشطين والمتظاهرين إلى المسيرات لم يمنعهم من الخروج لإنجاز مهمات مجتمعية، والمساعدة في جهود التوعية بمخاطر فيروس كورونا، والتدابير الوقائية منه. الناشطة لويزة آيت حمادوش، والتي لم تغب عن أي من الجمعات الـ56 للحراك، فضّلت اليوم الخروج رفقة زوجها لتوزيع القفازات البلاستيكية والكمامات الواقية على عمال النظافة والمواطنين، وحثهم على التزام أقصى تدابير الحماية والسلامة البدنية، فيما قامت مجموعة من الناشطين وسط العاصمة بمبادرة لتعقيم محطات الحافلات والشوارع وغيرها.

الجزائر: ناشطون من الحراك الشعبي يوزعون كمامات 

والأحد الماضي، أعلنت مجموعة من مكونات الحراك الشعبي في الجزائر التوافق على تعليق ظرفي للمظاهرات الشعبية والتجمعات الاحتجاجية بسبب كورونا، كما أصدر 25 طبيباً ومختصاً من الناشطين في الحراك توصية للمتظاهرين ومجموع المكونات النشطة في الحراك بتعليق المظاهرات تفادياً لانتشار الوباء. ولاحقاً أعلنت مكونات الحراك الطلابي في الجزائر، التزامها بالقرارات.

وعلى الرغم من أنّ مجموع المكونات السياسية والمدنية للحراك الشعبي في العاصمة والمدن الجزائرية توافقت، منذ الأحد الماضي، على تعليق التظاهرات والتحوّل إلى المساهمة في المجهود الرسمي والمجتمعي لمواجهة الوباء، إلا أنّ السلطات أبقت على التدابير الأمنية نفسها في الشارع، تحسباً لأي مظاهرات محتملة من مجموعات ترفض تعليق المظاهرات، إذ انتشرت قوات الأمن ومكافحة الشغب في المواقع والأماكن والساحات نفسها التي كانت تحتلها وسط العاصمة الجزائرية خلال كل الجمعات السابقة، وبدت متحفزة لصد ومنع أي تجمع مهما كان حجمه، تطبيقاً للتدابير الحكومية الأخيرة لمواجهة كورونا.

والثلاثاء الماضي، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن قرار "منع المظاهرات والتجمعات مهما كان نوعها وطبيعتها"، في إشارة منه إلى مظاهرات الحراك الشعبي، في سياق التدابير الحكومية لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وعاد، أمس الخميس، خلال اجتماع حكومي مصغر حضره كبار قيادات الأمن والجيش، إلى التشديد على أنه "أمر مصالح الأمن بالتشدد مع أي تجمع أو مسيرة تهدد سلامة المواطن".
المساهمون