الطيران الأميركي يواصل تحليقه في الأجواء العراقية... وتحذير بريطاني لحكومة عبد المهدي

14 مارس 2020
مسؤول عراقي: تحليق الطيران الأميركي رسالة تحذير بالرد (Getty)
+ الخط -
قال مسؤولون عراقيون في بغداد، اليوم السبت، إن مقاتلات وطائرات أميركية مسيَّرة واصلت طوال ليلة أمس التحليق فوق مقارّ تابعة لفصائل مسلحة تتبع الحشد الشعبي، في عدد من مدن جنوب العراق ووسطه وغربه، فيما اعتبرت بريطانيا استمرار وجود كيانات مسلحة داخل الدولة العراقية يهدد شرعية الحكومة العراقية نفسها.  

ويرى مسؤول عراقي أن تحليق الطيران الأميركي رسالة استعداد لتوجيه ضربات أخرى إذا ردّت تلك الفصائل على الهجوم الأميركي الذي استهدف مواقع لها في بابل وكربلاء جنوبي البلاد، فجر أمس الجمعة.

ويأتي ذلك مع ترقب لنتائج اجتماع عقده عدد من الفصائل المسلحة غابت عنه قيادات مهمة في تلك الفصائل، لأسباب وُصفت بالأمنية، من بينها زعيم مليشيا العصائب قيس الخزعلي، وزعيم مليشيا النجباء أكرم الكعبي، وزعيم مليشيا سيد الشهداء أبو آلاء الولائي. 

وبحسب مسؤول عراقي رفيع في بغداد، واصل الطيران الأميركي تحليقه في الأجواء العراقية ضمن خطوط عرض 33 و 32، بين بابل وبغداد وكربلاء وخط عرض 34 ضمن محافظة الأنبار الواقعة في أقصى غربي البلاد على الحدود مع كل من سورية والأردن والسعودية.

ولفت المسؤول العراقي إلى أن العاصمة بغداد شهدت تحليقاً لطيران مروحي وطائرات مسيَّرة بمحيط المنطقة الخضراء التي تضم السفارتين الأميركية والبريطانية، ومقرّ غرفة عمليات التحالف الدولي للحرب على الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة.

وأبلغ المسؤول ذاته مراسل "العربي الجديد" بأن التحليق المكثف اعتُبر استعداداً أميركياً للرد السريع على أي هجوم تتعرض له مصالح أميركية أو مقارّ للتحالف الدولي في البلاد، من قبل الفصائل المسلحة التي هددت بالرد على الهجوم الأميركي فجر أمس الجمعة، الذي أدى بحصيلة غير نهائية إلى مقتل ما لا يقلّ عن 10 عراقيين وجرح نحو 60 آخرين، غالبيتهم من أفراد فصائل مسلحة تتهمها واشنطن بالارتباط بإيران والوقوف وراء مهاجمة مصالحها في العراق.

بالمقابل، قال شاهد عيان في بلدة المسيب بمحافظة بابل جنوبي بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن الطيران لم يتوقف في المنطقة منذ مغرب يوم أمس، مبيناً أن فصائل مسلحة ما زالت تفرض إجراءاتها المشددة على المنطقة التي استهدفها الطيران الأميركي فجر الجمعة، وسط استمرار توافد قيادات عسكرية عراقية على المنطقة.

من جانبه، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن الجانب البريطاني لم يكن ودياً مع الحكومة العراقية في ما يتعلق بالهجوم على قاعدة التاجي ومقتل جندي بريطاني في الهجوم. 

وأوضح أن البريطانيين اعتبروا "استمرار وجود كيانات مسلحة داخل الدولة العراقية يهدد شرعية النظام نفسه، لكونه داعماً ومحتضناً لها"، معتبراً أن الموقف البريطاني قد ينسحب على خلق مواقف أوروبية مماثلة في ذات الإطار، وسيضر ذلك بالعراق سياسياً، ما قد يخلق عزلة سياسية شبيه بعزلة العراق بعد حرب الخليج 1991. 

ولم تصدر قيادة "الحشد الشعبي"، وهي المظلة الجامعة لنحو 70 فصيلاً مسلحاً في العراق، حتى الآن أي تعليق رسمي على الضربات الجوية الأميركية التي تعرضت لها مقارّها أمس الأول، والتي أوقعت قتلى وجرحى، فيما صدرت مواقف فردية من فصائل تابعة للحشد، عبّرت عن رفضها لتلك الضربات، وطالبت بإخراج القوات الأميركية من البلاد، وهددت بالرد. 

النائب عن كتلة "صادقون"، الجناح السياسي لمليشيا "العصائب"، نعيم العبودي، قال في تصريح لوسائل إعلام محلية عراقية إنهم "مع الخيارات السلمية"، في تراجع واضح لنبرة التهديدات التي أطلقتها الفصائل لمسلحة يوم أمس الجمعة.

وأضاف العبودي: "لكن لن نرضى بوجود أي جندي أميركي على أرض العراق، إن استُنفدَت الخيارات السلمية، فالخيارات الأخرى متاحة للشعب العراقي"، مؤكداً أن "الهجوم على معسكرات الحشد هو بمثابة إعلان حرب واستباحة لدماء العراق، من قبل الجانب الأميركي، وعلى واشنطن احترام القرار الحكومي العراقي بإخراج قواتها من العراق".

وأكد أن "وجود القواعد الأميركية على أرض العراق يجعل من البلد ساحة للحرب، إننا لسنا بحاجة الى تلك القواعد، ولدينا القدرة الكافية للدفاع عن النفس"، داعياً إلى أن تشرع الحكومة العراقية في حوار من أجل إخراج القوات الأميركية، مشدداً على أن بقاء القوات يعني بقاء الاحتلال.
في الأثناء، بثت محطة تلفزيون عراقية محلية ليلة أمس تسجيلاً مصوراً لجماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "سرية الإمام الحسين الاستشهادية"، تتوعد فيه بالانتقام من القوات الأميركية.

وبحسب التسجيل الذي يظهر مجموعة من الرجال يرتدون الزي الأسود وبلثام يتوسطهم رجل يلقي بياناً قال فيه: "ستكون لنا صولة مع الشيطان الأكبر (أميركا) في القريب العاجل، انتقاماً لدماء شهدائنا"، مشدداً على أن "استهداف قادة المقاومة الإسلامية لا يزيدنا إلا إصراراً على مواصلة مشروعنا الجهادي".   

 

 

المساهمون