وجاءت السيطرة على سراقب بعد تكبيد قوات النظام خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح، واغتنام أسلحة وعتاد مما تركته قوات النظام قبل تراجعها عن المدينة، بسبب تقدم قوات المعارضة إليها فجر اليوم الخميس.
وتابعت الفصائل تقدمها بعد السيطرة على سراقب، وسيطرت كذلك على بلدة الترنبة القريبة منها من الجهة الشرقية، بحسب ما أفاد مراسل "العربي الجديد" في إدلب، ولا تزال المعارك مستمرة بغية تأمين محيط المدينة، والتقدم نحو بلدة جوباس شرقها إلى الجنوب قليلاً، ومن ثم التوجه أكثر جنوباً على الطريق الدولي حلب – دمشق "أم 5"، في طريق يوصل إلى مدينة معرة النعمان.
وتعني السيطرة على ذات الموقع الاستراتيجي الهام، والواقعة على مفترق الطريقين الدوليين حلب – دمشق "أم 5"، وحلب - اللاذقية "أم 4"، قطع الطريقين الدوليين، ولا سيما طريق الـ "أم 5" بعد إعلان النظام السيطرة عليه بشكل كامل قبل أيام خلال المعارك الدائرة، حيث باتت الفصائل تقف على مفترق الطريقين شمالي سراقب، بعد أن كانت تحت سيطرة النظام في الأيام الماضية.
وفي جنوب إدلب، شنت فصائل المعارضة هجوماً معاكساً لاستعادة بلدتي كنصفرة والموزرة في جبل الزاوية، والتي كانت سيطرت عليهما قوات النظام يوم الأمس، خلال تقدمها السريع هناك. وقال مراسل "العربي الجديد" في إدلب، إن قوات المعارضة استعادت السيطرة على البلدتين خلال الهجوم، الذي لا يزال مستمراً.
وكانت قوات النظام ومليشيات تساندها، حققت تقدماً سريعاً وملحوظاً بريف إدلب الجنوبي وتحديداً في جبل الزاوية، غربي مدينة معرة النعمان، وسيطرت على العديد من القرى والبلدات هناك، أهمها مدينة كفرنبل، التي تعد من أهم قلاع الثورة السورية، وذلك خلال الهجوم الذي بدأته قبل أيام.
ويوم أمس الأربعاء، سيطرت قوات النظام على قرى كفرعويد وإسفوهن وكرسعة وكفرموسى والفقيع في جبل الزاوية من سفحه الغربي الجنوبي، وبذلك أصبحت مطلة على منطقة العنكاوي في سهل الغاب ضمن الجزء الغربي من حماة التابع لـ "منطقة خفض التصعيد"، التي تضم كامل محافظة إدلب، وأجزاء من أرياف حماة الشمالي والغربي، وحلب الغربي والجنوبي، واللاذقية الشرقي.
كما أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، عن مقتل جنديين تركيين وجرح اثنين آخرين في غارة جوية بإدلب. وأضافت أن الجيش التركي رد على الغارة باستهداف مواقع للنظام السوري.
وفي سياق متصل، تتواصل اليوم المباحثات التركية-الروسية بشأن إدلب، بعدما فشل الطرفان أمس مجددا في التوصل إلى تفاهم ينهي التصعيد في إدلب.
وقال مصدر عسكري من المعارضة السورية لـ"العربي الجديد"، أمس، إن الروس طلبوا تثبيت الوضع الميداني الراهن، بحيث يقف كل طرف عند الأراضي التي استحوذ عليها في المعارك الأخيرة، حتى ساعة انتهاء الاجتماع بين الوفدين، دون مزيدٍ من التقدم سواء بالنسبة للمعارضة أو النظام.
وتابع المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الأتراك رفضوا هذا الطرح كليا، مصرين على مطلبهم الرئيسي منذ بدء الجولة الأخيرة من المفاوضات، بانسحاب قوات النظام والمليشيات المساندة لها، إلى ما وراء النقاط التركية في "منطقة خفض التصعيد" (إدلب وما حولها) تطبيقاً لاتفاق سوتشي وحدوده الجغرافية، وهو ما عبر عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الخامس من الشهر الحالي، مهدداً النظام في حال عدم الانسحاب مع نهاية شهر شباط/ فبراير الحالي، بشن عملية عسكرية ضد قواته لإبعادها عن إدلب.
وانتهت الجولتان الماضيتان بالفشل كذلك بإيجاد مقاربة جديدة بين الطرفين حول إدلب، حيث قدم الوفد الروسي في الأولى خريطة جديدة لـ "منطقة خفض التصعيد"، تبدأ حدودها من الحدود السورية – التركية بعمق 30 كلم جنوباً وصولاً إلى طريق حلب - اللاذقية "أم 4"، على أن تكون السيطرة على الطريق لقوات النظام، فيما سجلت الجولة الثانية تراجعاً في العرض الروسي، حين قدم الأخير خريطة قزمية مقارنة بسابقتها والخريطة الأساسية لـ "منطقة خفض التصعيد"، تبدأ من الحدود السورية – التركية بعمق 16 كيلومتراً على طول الحدود.
وتهدد تركيا بشن عملية عسكرية في إدلب ضد قوات النظام السوري، بعد مقتل عدد من جنودها جراء استهداف بعض نقاطها في إدلب من قبل قوات النظام، وتدفع منذ نهاية الشهر الماضي بآلاف الجنود والعربات العسكرية التي تحمل عتاداً هجومياً كالدبابات وراجمات الصواريخ والمدافع ومضادات الطيران المحمولة على العربات، وتشير المعلومات إلى أن عدد الجنود الأتراك في إدلب، وصل إلى أكثر من عشرة آلاف جندي، جزء كبير منهم من وحدات "الكوماندوس" القوات الخاصة.