وقال خامنئي، في تصريحات نقلها الموقع الإعلامي لمكتبه، إنّ "طرح موضوع التفاوض مجدداً من قبل الأميركيين خدعة"، لافتاً إلى أنّ "هناك تناقضاً في التصريحات الأميركية بشأن التفاوض".
وأضاف في هذا السياق، أنّ "الأميركيين يتحدثون أحياناً عن التفاوض من دون شروط، وأحياناً عن التفاوض مع الشروط الـ12"، التي تحدث عنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عدة مرات، وهي تطاول جميع الملفات المثارة مع إيران، في مقدمتها برنامجها الصاروخي ونفوذها الإقليمي وبرنامجها النووي.
ورأى خامنئي أنّ التصريحات الأميركية المتناقضة حول التفاوض "مردها إما لارتباك في سياساتهم، أو خدعة لإرباك الطرف الآخر"، مضيفاً أنّ "طريقنا واضح ونعرف ماذا نفعل".
وشدد المرشد الإيراني على أنّ "المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم رئيس الجمهورية (حسن روحاني) ووزير الخارجية (محمد جواد ظريف) متفقون على عدم التفاوض مع أميركا على أي مستوى، سواء كان تفاوضاً ثنائياً أو متعدد الأطراف".
وربط خامنئي التفاوض مع الإدارة الأميركية بجملة شروط، قائلاً إنّه "إذا سحبت أميركا أقوالها.. وعادت إلى الاتفاق النووي الذي نقضته، يمكنها المشاركة ضمن مجموعة 1+5 (المبرمة للاتفاق) والتفاوض"، مشدداً على أنّه "من دون ذلك لن يحدث أي تفاوض بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين، لا في نيويورك ولا في غيرها"، وذلك في تأكيد على رفض أي لقاء بين روحاني ونظيره الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى نيويورك، بعد أيام، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويأتي هذا الرفض الإيراني، بعد أن تحدث ترامب أكثر من مرة عن احتمال لقائه مع روحاني على هامش الاجتماعات، مما أثار توقعات باحتمال حصول اللقاء.
وأضاف خامنئي أنّ "السياسة الأميركية هي ممارسة الضغط الأقصى على إيران من خلال العقوبات والتهديد"، عازياً ذلك إلى قناعة أميركية بأنّه "لا يمكن إخضاع إيران بالمجاملات إلا من خلال هذه السياسة"، قبل أن يؤكد أن "لا قيمة لسياسة الضغط الأقصى" وأنّ بلاده "لن ترضخ لها".
وفيما رأى خامنئي أنّ هدف واشنطن من جر إيران إلى التفاوض هو "السعي إلى إثبات أنّ ضغوطها مثمرة"، رأى أنّه "في حال نجح العدو في إثبات أن ضغوطه القصوى مؤثرة، فلن تشهد إيران وشعبها الهدوء".
وأضاف أنّ ذلك يشجع الأميركيين على طرح المزيد من المطالب "بغطرسة. فإذا قبلناها ينتهي الأمر، وإذا لم نقبلها ستبدأ الضغوط القصوى من جديد".
وقال خامنئي إنّ "الإصرار الأميركي على التفاوض واللقاء وتوسيط أطراف أوروبية لأجل ذلك يأتي في هذا الإطار"، متهماً الأوروبيين بـ"مسايرة" السياسات الأميركية، من خلال القول إنّ "إصرار الأوروبيين على أنّه إذا جلستم مع الرئيس الأميركي ستنحل كافة مشاكلكم، يعود إلى سعيهم لإثبات أنّ الضغط الأقصى على إيران سياسة ناجحة".
في المقابل، أكد المرشد الإيراني "علينا أن نثبت أنّ سياسة الضغط الأقصى أمام الشعب الإيراني لا قيمة لها"، داعياً السلطات الإيرانية إلى "عدم التعويل على الأجانب"، مشدداً على أنّ "مصدر حل المشاكل هو في داخل إيران".