"أنفارماسيون" الدنماركية: نتنياهو يعد بضم الأغوار الفلسطينية للإفلات من السجن

15 سبتمبر 2019
نتنياهو يحاول جمع اليمين المتشدد حوله (ليور مزرحي/ Getty)
+ الخط -

اهتمت صحيفة
"أنفارماسيون" الدنماركية، في عدد نهاية الأسبوع الحالي، بخطوات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لجمع اليمين المتشدد حوله "تحسباً للانتهاء مسجوناً".

وربطت "أنفارماسيون" بين محاولات نتنياهو "تقديم وعود للناخبين قبل أسبوع من انتخابات الكنيست بضم وادي الأردن (الأغوار) وجزء من شواطئ البحر الميت"، وما رأته "سعياً لتحويل الأمر إلى خبر عاجل حول العالم"، ما أثار بالفعل انتقادات دولية، ودفع بأحد معلقي صحيفة "هآرتس"، أنشيل بيفر، إلى اعتبار خطوته "احتقاراً لناخبيه". 

وأشارت الصحيفة الدنماركية إلى أنه طيلة 10 أعوام من حكمه "لم تخطر على باله سوى الآن، فجأة، نية الاحتلال ضم الأغوار، لأنها سياسياً ملاذه للبقاء الشخصي، بوعد تطبيق توسيع سيادة الدولة اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وعددت "أنفارماسيون" بعض القضايا التي تنتظر نتنياهو، ثلاث منها تتعلق بتلقيه هدايا ثمينة من داخل وخارج البلاد، ومحاولة استغلال السلطة من خلال بعض التشريعات لضمان دعاية إيجابية له في أهم وسائط الإعلام في إسرائيل، فيما يرفض هو هذه الاتهامات ويعتبرها "مطاردة سياسية"، لكنه "سينتهي مسجوناً إذا ما أدين".

وترى الصحيفة أن تركيز نتنياهو على الحصول على أغلبية من مجموع 120 مقعد كنيست (على أقل تقدير سيحتاج إلى 61 مقعداً)، هو بمثابة "مسعى شخصي لحمايته بحصانة أنه رئيس وزراء، لتأجيل الملاحقات القضائية بحقه، ولكي يمنع معسكر (الأزرق الأبيض) بزعامة بيني غانتس من تشكيل حكومة اختار الهروب إلى انتخابات مبكرة، وإذا لم يحصل على تلك الأغلبية الثلاثاء المقبل فستدور عجلة النظام القضائي بدءاً من أكتوبرتشرين الأول".

وبرأي "أنفارماسيون"، فالخوف من خسارة الأصوات دفع نتنياهو إلى تقديم وعود للإسرائيليين لضم أراضٍ محتلة منذ 1967، وهو ما كان يمكن أن يفعله خلال العامين الماضيين، وبدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول من عبّر بشكل لا لبس فيه عن دعمه لمعسكر اليمين الإسرائيلي، ولكل إيديولوجية التوسع الصهيوني المتأصلة في ذلك المعسكر، والذي يسعى الآن نتنياهو إلى رص صفوفه حوله حتى لا تضيع وتتشتت الأصوات وبخطاب توسعي احتلالي.

وبعد أن وسعت الصحيفة استعراض مخاوف خسارة نتنياهو لمصلحة قوى وأحزاب صهيونية متشددة، وأنه سيكون مضطراً للتحالف مع أكثرها تطرفاً، بمن فيها من انشق عن الليكود، ذهبت للحديث عن دور أفيغدور ليبرلمان، وما سمته "اضطرار نتنياهو بمقاعده الـ32 إلى اللهث خلف الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة واليمينية الصهيونية المتطرفة للحصول على أغلبية، وحتى لو فعل ذلك ووافق هؤلاء على دعمه فلن يصل إلا إلى 60 مقعداً في أقصى الحالات، مقابل وجود معسكر الوسط وآخرين وتحالف الأزرق الأبيض بنحو 55 مقعداً". 


ويشير المصدر ذاته إلى أن
السياسي اليميني المتشدد وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرلمان، "يلعب لعبة أخرى في تحشيد المهاجرين الروس، فهو أصلاً مهاجر من مولدافيا، ليحصل على نحو 9 مقاعد، وذلك من شأنه أن يحدد مصير نتنياهو". مشيراً أيضاً إلى أن "ليبرمان يملك ماضياً قاتماً وهو سياسي عنصري وداعم لفرض عقوبة الإعدام".

"أنفارماسيون" التي تهتم بخبايا ما يدور في كواليس سياسة دولة الاحتلال، والتي تتعاطى بشكل مختلف تماماً مع القضية الفلسطينية، لم يفتها التأكيد أن "العرب بقائمتهم المشتركة، والذين يشكلون نحو 15 في المائة من الناخبين، يمكنهم تحديد مصير الفوضى التي يمكن أن تخلقها نتائج الانتخابات، لكن العرب لن يقدموا شبكة أمان له مطلقاً، في مسعاه كسياسي تلاحقه قضايا جرائم للنجاة شخصياً، وقد يكون هناك أيضاً مخرج آخر بانتخابات ثالثة، وهو ما يتوقعه رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، وإلا وكما يقول أولمرت: نتنياهو انتهى".