أفاد شهود عيان وسكان محليون في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، اليوم الأربعاء، بوقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بالقرب من بوابة قصر المعاشيق الرئيسة (مقر الرئاسة والحكومة)، بين قوات الحماية الرئاسية، ومجاميع مسلحة مدعومة من المجلس الجنوبي الانفصالي، ويشرف عليها نائب رئيس المجلس هاني بن بريك المقرب من الإمارات. وأشار مراسل "العربي الجديد" إلى سقوط ثلاثة قتلى حتى الساعة، وسط تصاعد المواجهات.
وأفادت وكالة "فرانس برس" من جهتها، بمقتل عنصرين في قوات "الحزام الأمني" اليوم، في مدينة عدن اليوم، نتيجة الاشتباكات التي اندلعت خلال تشييع عناصر أمنيين قتلوا في هجومين وقعا في عدن الأسبوع الماضي.
وأعلن بن بريك النفير العام لإسقاط الحكومة في قصر المعاشيق بعدن. وقال في تغريدة عبر "تويتر" إنّه "بعد الاعتداء على شعبنا الأعزل الذي أراد الاعتصام السلمي أمام قصر اليمامة - المعاشيق - تم استهدافه بالنيران الحية من مليشيات "حزب الإصلاح" الإرهابي، وعليه بما التزمناه من الدفاع عن شعبنا، فإننا نعلن النفير العام لكافة قواتنا الجنوبية للتداعي إلى قصر المعاشيق، لإسقاط مليشيات حزب الإرهاب".
Twitter Post
|
ودعا بن بريك في تغريدة ثانية أفراد قوات الحرس الرئاسي إلى إلقاء سلاحهم، قائلاً: "لن تتعرض القوات الجنوبية إلا للإرهابيين الذين اتخذوا من قصر المعاشيق وكراً، أما إخوتنا الجنوبيون في الحرس الرئاسي فدمهم دمنا وكل من يلقي سلاحه فهو آمن"، على حدّ تعبيره.
Twitter Post
|
من جانبه، أكّد وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري أنّ قيادة التحالف تقف إلى جانب الحكومة بعدن إزاء دعوات المجلس الانتقالي الجنوبي اقتحام القصر الرئاسي. وغرّد عبر "تويتر" قائلاً: "سمعتم جميعاً بيان هاني بن بريك لإعلان الحرب ضد الشرعية. ندعو أبناء عدن الالتزام بالهدوء"، مرفقاً تغريدته بوسم "#فشل_انقلاب_عدن".
Twitter Post
|
وأشار مراسل "العربي الجديد" إلى السيطرة على البوابة الأولى لمنطقة المعاشيق، وسط انتشار كبير لقوات موالية للإمارات، عند مداخل ومخارج ووسط عدن، في وقت أفاد فيه سكان محليون في كريتر بوجود جرحى مدنيين بسبب تمدد الاشتباكات، ووصول الرصاص إلى المنازل السكنية.
وبحسب ما أكد موجودون في موقع الاشتباكات، فإن طائرات يُعتقد أنها للتحالف السعودي الإماراتي تحلق في سماء عدن، لكن لم يُعرف الهدف منها، وإذا ما كانت تدعم حلفاء الإمارات أو تحاول منع اقتحام قصر المعاشيق.
وتمّ قطع كل الطرق المؤدية إلى منطقة المعاشيق وكذلك البنك المركزي، ومقرّ مصلحة الجوازات، وبعض المرافق الحكومية في كريتر، في وقت أفادت مصادر بإطلاق مضادات الطيران في ردفان النار على طائرة مجهولة الهوية تحلّق في تلك المنطقة، ويبدو أنها تراقب الطريق الذي حشد منها "الانتقالي" من يافع والضالع.
ونشر البرلماني اليمني محمد مقبل الحميري، عبر صفحته على "فيسبوك"، رسالة مفتوحة مطوّلة، خاطب فيها الإمارات، قال فيها: "الاحتقان في عدن على أشدّه بفعل فاعل، والأصابع تشير إليكم"، مضيفاً: "أصابع الاتهام نحوكم بالفوضى في المناطق اليمنية المحررة".
Facebook Post |
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، إنه قلق للغاية من التصعيد العسكري في عدن جنوبي البلاد، موضحاً في بيان صحافي وزعه مكتبه مساء الأربعاء، وحصل "العربي الجديد"، على نسخة منه، إنه "قلق جداً من الخطابات الداعية الى أعمال العنف ضد مؤسسات يمنية".
واعتبر أنّ "أي تصعيد للعنف يؤدي الى المزيد من عدم الاستقرار والمعاناة في عدن، ويزيد من الانقسامات السياسية والاجتماعية"، داعياً الأطراف المعنية إلى "وقف العنف والانخراط في حوار لحلّ الخلافات". كما حثّ "جميع أصحاب النفوذ على التدخّل لوقف التصعيد، وضمان سلامة المدنيين".
Twitter Post
|
وجاء هذا التطور بالتزامن مع عملية تشييع قتلى هجوم الخميس الدامي، وبعد يوم من إعلان حلفاء الإمارات ما سموه بـ"هبة شعبية" لطرد الحكومة.
وكان بن بريك قد أعلن، أمس الثلاثاء، عن انطلاق ما وصفها بـ"هبة شعبية"، لطرد الحكومة الشرعية من مدينة عدن (جنوباً)، وذلك بالتزامن مع بدء المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث زيارة إلى الإمارات ولقائه بقادة المجلس الانفصالي المدعوم من أبوظبي.
وقال بن بريك، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي من عدن، إنّ "هبة شعبية" ستنطلق لطرد الحكومة من قصر "معاشيق" (المقر المؤقت للحكومة)، بعدما اتهمها بالتحوّل إلى "أداة لقتل الشعب وتعذيبه"، بالإضافة إلى اتهامها بالضلوع إلى جانب حزب "الإصلاح" بتقديم معلومات لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، سهلت الهجوم الصاروخي ضد معسكر قوات "الحزام الأمني" في عدن.
وكان بن بريك قد عقد المؤتمر الصحافي للحديث عن نتائج التحقيقات في هجوم "الحوثيين" على معسكر "الجلاء" الخميس الماضي، واتهم حزب "الإصلاح" والحكومة الشرعية بالضلوع بالهجوم.