وأكد عباس، اليوم السبت، على الموقف الفلسطيني الرافض لحضور المؤتمر، فيما شدد على أنه لا يجوز بحث الوضع الاقتصادي قبل الوضع السياسي.
وقال عباس، في كلمة له خلال ترؤسه اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح"، اليوم، إن "ورشة المنامة قلنا إننا لن نحضرها، والسبب أن بحث الوضع الاقتصادي لا يجوز أن يتم قبل أن يكون هناك وضع سياسي، ما دام لا يوجد وضع سياسي فمعنى ذلك لا نتعامل مع أي وضع اقتصادي".
وتابع أن "صفقة العصر قلنا موقفنا منها، وأعتقد أننا ما زلنا على موقفنا بأنها لا يمكن أن تمر لأنها تنهي القضية الفلسطينية".
ودعت حركة "فتح"، اليوم، جماهير الأمة العربية للتحرك والنزول إلى الساحات، والتوجه إلى سفارات البحرين في كل العواصم تنديداً بموقف البحرين من عقد الورشة الاقتصادية، والمطالبة بإلغائها، في وقت أعلنت فيه القوى الوطنية والإسلامية و"فتح" عن سلسلة فعاليات رافضة لتلك الورشة.
وقال المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عباس زكي، في تصريح له، إن "الشعب الفلسطيني يتوجه لجماهير الأمة العربية ويطالبها بالتحرك الفوري والسريع والنزول إلى الساحات في كل عواصمكم ومدنكم تنديداً واستنكاراً لمؤتمر البحرين الخياني".
وطالب بإلغاء الورشة وما يترتب عليها فوراً والاعتذار للأمة العربية والشعب الفلسطيني، مشدداً على أن "الشعب الفلسطيني ماض في كفاحه ولن يفرط بذرة تراب من أرض فلسطين".
برنامج الفعاليات
في السياق، أعلنت حركة "فتح" عن برنامج فعاليات في مدن الضفة الغربية ضد "صفقة القرن" وورشة البحرين تتزامن مع انطلاق ورشة "السلام من أجل الازدهار". وقالت الحركة، في بيان، إن "برنامج الفعاليات أعد بالتنسيق مع الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني".
وستشمل الفعاليات، التي دعت إليها الحركة، جميع مدن الضفة الغربية، من بينها فعاليات ومسيرات يتجه بعضها إلى نقاط التماس مع الاحتلال. وكذلك دعت إلى أيام تصعيد ضد الاحتلال بالتزامن مع ورشة البحرين، وكذلك فعاليات على أراضٍ مهددة بالمصادرة لصالح الاستيطان.
وحول الرسالة التي ستحملها هذه الفعاليات وما ستنادي به، قال رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة "فتح"، منير الجاغوب لـ"العربي الجديد"، "إن الرسالة الأهم أن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية سياسية، لا نريد التعايش مع الاحتلال اقتصادياً، بل نريد الخلاص منه، ويجب على إسرائيل أن تخلي الأراضي المحتلة عام 1967، لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
وأشار الجاغوب إلى أن المسيرات سترفع فقط العلم الفلسطيني إضافة إلى اللافتات والشعارات ضد الإدارة الأميركية و"صفقة القرن" وورشة البحرين، مشدداً على أن دعوة الحركة لا تقتصر على مجموعة الفعاليات المعلنة، بل تصل إلى التصعيد الميداني ضد الاحتلال وخصوصاً في مناطق التماس في كل المحافظات على مدار الأيام الثلاثة من الإثنين إلى الأربعاء.
من جهته، أكّد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومنسق القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية واصل أبو يوسف، لـ"العربي الجديد"، أن سلسلة الفعاليات لن تقتصر على الضفة الغربية، بل تشمل غزة والأراضي المحتلة عام 1948، ومخيمات الشتات في سورية ولبنان والأردن.
ولفت إلى "التحضير لمؤتمر شعبي في سورية، وآخر كبير في السادس والسابع من يوليو/ تموز المقبل في لبنان، وستنظم العديد من المسيرات على غرار مسيرة الأردن أمس".
أما عن ذروة الفعاليات في الضفة، فقال أبو يوسف إنها "ستكون بفعالية مركزية الإثنين المقبل على ميدان المنارة وسط رام الله، الساعة 12 ظهراً، إضافة لسلسلة من الفعاليات في الضفة وغزة".
وحول الدعوات للتصعيد الميداني على نقاط الاحتكاك، قال أبو يوسف: "إنه لا بد من أن يكون التصعيد على كل مناطق التماس كما تم الإعلان في برامج القوى والفصائل، بما يعطي رسالة واضحة للاحتلال بأنه لن يدوم ولن يفرض وقائع على الأرض".
صفقة القرن "لن تمر"
وكانت الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني اجتمعت في مدينة البيرة في التاسع من الشهر الجاري وأعلنت عزمها تنظيم احتجاجات وفعاليات في مواجهة ورشة البحرين لا تقتصر على منطقة بعينها، بل تشمل الضفة بما فيها القدس المحتلة، وغزة والأراضي المحتلة عام 1948، والشتات، والعواصم العربية والعالمية.
كذلك دعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عبر بيان لها، وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، الجميع للنزول إلى الشارع تأكيداً على أن "صفقة القرن لن تمر".
ودعت القوى الفلسطينية في رام الله والبيرة إلى مسيرات وفعاليات. كما دعت إلى أيام تصعيد ميداني على نقاط الاحتكاك والتماس بالتزامن مع افتتاح ورشة البحرين، إضافة إلى عقد مؤتمرات شعبية ولقاءات موسعة بحضور القوى والهيئات الفعاليات الشعبية والأطر النسوية والنقابية والأهلية والمهنية، رفضاً لمؤتمر المنامة.
بدورها، قالت حركة "حماس"، السبت، إنّ الإدارة الأميركية "تواصل وهمها بأن الشعب الفلسطيني يمكن أن يقايض حقوقه ومقدساته بأي مشاريع وأموال".
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم الحركة، في بيان وصل "الأناضول": "شعبنا قاتل طوال ثورته المعاصرة من أجل استرداد أرضه المحتلة، وعودته من حيث هُجر، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس"، وفق ما نقلت "الأناضول".
وأضاف: "الفلسطينيون يواصلون نضالهم حتى يُفكك المشروع الصهيوني العنصري على الأرض الفلسطينية مهما بلغت التضحيات".