صراع جناحي "نداء تونس" يهدّد مشاركته في الانتخابات البلدية

18 مايو 2019
"نداء تونس" قد لا يشارك بالانتخابات التشريعية(Getty)
+ الخط -
انطلق تيارا "نداء تونس" المتصارعان، اليوم السبت، في إجراءات الطعن بقرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي رفضت القائمتين المترشحتين في الانتخابات الجزئية لبلدية باردو بسبب عدم بيان الممثل القانوني للحزب.

ويعتبر كلا الشقين أنه صاحب الشرعية القانونية والممثل الأصلي لحزب "نداء تونس" بعد انقسامه إلى تيارين يقود الأول سفيان طوبال رئيس كتلة نداء تونس بالبرلمان، أما الثاني فيقوده نجل الرئيس التونسي حافظ قائد السبسي.

وقدم الفريقان إلى هيئة الانتخابات قائمة مترشحة للانتخابات الجزئية في بلدية باردو التي ستجري يوم 14 يوليو/تموز 2019. وتحمل القائمتان اسم حزب "نداء تونس" وشعاره وهو ما يعتبر مرفوضاً، حسب القانون الانتخابي الذي يمنع أن تقدم أكثر من قائمة تحمل التسمية والشعارات ذاتها.


وفي هذا الشأن، أكّد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون في تصريح، لـ"العربي الجديد"، أن "مجلس هيئة الانتخابات وأمام تقدم قائمتين عن الحزب ذاته والشعار نفسه، طالب مصالح وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان المكلفة، بمتابعة تأشيرات وسجل الأحزاب"، لافتاً إلى أنّ "إجابة الحكومة جاءت قاصرة عن توضيح الممثل القانوني للحزب".

وأكد بفون أن "مجلس الهيئة العليا للانتخابات قرر رفض قائمتي حركة نداء تونس بشقيها"، مبيناً أنّ "إجابة مصالح العلاقة مع الهيئات الدستورية المسؤولة عن قاعدة بيانات كافة الأحزاب القانونية، تضمنت أن محمد حافظ قائد السبسي هو الممثل القانوني المسجل لحزب حركة نداء تونس، ولكنْ هناك نزاع بين المسيرين حول صفة الممثل القانوني بمناسبة المؤتمر الانتخابي المنعقد في 7 و8 إبريل/نيسان الماضي والموضوع معروض أمام القضاء"، بحسب المتحدث.

ولفت رئيس الهيئة إلى أن هذه المعطيات حالت دون قبول أي من القائمتين المترشحتين باسم حزب "نداء تونس"، فيما تم قبول 10 قائمات مترشحة لهذه المحطة الانتخابية (حزبية وائتلافية ومستقلة).

وبين أنّ أقصى أجل لقبول الطعون في القائمات المقبولة أولياً وفي الترشحات هو يوم الخميس 20 يونيو/حزيران المقبل، مشيراً إلى أن إمكانية تدارك الوضع من قبل المترشحين حسب ما يقتضيه القانون.

ويراهن تيارا "نداء تونس" المتصارعان على قبول قائمة أحدهما من قبل هيئة الانتخابات على حساب التيار الآخر لاعتبار رمزية اعتراف هذه الهيئة الدستورية بشرعيته أمام خصومه وأمام قواعده وأمام الرأي العام.


ونزل كلا الطرفين بثقله لتصحيح مساره القانوني والضغط لتمرير قائمته في انتظار خوضه الانتخابات البلدية الجزئية التي تعتبر مقياساً لوزن الحزب ومكانته في المشهد السياسي.

ويرى مراقبون أنه في غياب فصل قضائي نهائي وبتر للخلاف الدائر بين شقي نداء تونس فإن تأثير هذا الصراع قد يسقط قائمات الحزب ويحول دون ترشحه في الانتخابات التشريعية المقبلة إذا لم يحسم الخلاف.

من جانب آخر، كسب تيار سفيان طوبال معركة البرلمان ضد السبسي الابن، حيث قُبل قرار طوبال بإقالة أنصار نجل الرئيس في مكتب البرلمان، الذي اعتبر أن مجلس الشعب يتعامل مع الكتل بحسب البند 38 من قانونه الداخلي ولا سلطان لرؤساء الأحزاب لاتخاذ قرارات برلمانية.

ونجح طوبال في إقالة الموالين للسبسي الابن حسب بلاغ صادر عن البرلمان أعلن فيه قرار الإقالة من عضوية الكتلة البرلمانية لـ"نداء تونس"، لكل من المتحدث الرسمي باسم الحزب منجي الحرباوي ورئيس لجنة النظام الداخلي شاكر العيادي والقياديتين البارزتين فاطمة المسدي ولمياء المليح.

المساهمون