كذلك طالب المهدي الذي كان يلقي خطبة الجمعة في مسجد السيد عبد الرحمن بأم درمان، بـ"حل المؤسسات الدستورية المضروبة، وتشكيل جمعية تأسيسية من 25 شخصاً، لإقامة النظام الجديد المنشود".
ووجه المهدي انتقادات عنيفة لنظام البشير، مشيراً إلى تصعيده الحرب في دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق وانفصال الجنوب، وما حدث في تلك الحروب من قتل وتدمير واسعين بالقصف الجوي وبالغارات البرية على المدنيين وقراهم، مبيناً أن ما يصرف على الأجهزة الدفاعية ما زال يبتلع 70 في المائة من الميزانية، ويحول دون خفض المصروفات للموازنة.
وأوضح أن عشر السكان في البلاد ما زال معتصماً في معسكرات النازحين، مردفاً "أدت الحرب ومساوئ الحكم إلى لجوء ربع سكان البلاد للخارج، ونتيجة للحرب وانتهاكاتها فإن قيادة البلاد ملاحقة جنائياً دولياً، وهذا له أثر كبير في تطبيع البلاد مع الأسرة الدولية".
ونبه إلى أنه بعد انفصال الجنوب فقدت البلاد نصف الإيراد الكلي للميزانية وثلاثة أرباع عائد الصادر، ومع ذلك استمر الصرف بذات المستوى وسدّ العجز بطبع النقود بالنسبة للميزانية الداخلية، وبشراء الدولارات من السوق السوداء لسد عجز الميزان الخارجي.
وأبان أن عوامل فشل النظام تسببت في تحرك الشعب ضد النظام ست مرات، ولكن هذه المرة السابعة كانت الأوسع والتي خاضها شباب السودان والقوى السياسية والمهنية والأساتذة بصورة جعلت كل المجتمع متحركاً.
ودعا المهدي الجميع إلى تلبية النداء الوطني بالمشاركة في موكب غد السبت، حاثّاً على الالتزام بالسلمية، وعدم الاستجابة لأية استفزازات.
وأضاف أنه يسعى لتكوين جبهة عريضة تشمل قوى الحرية والتغيير التي تضم "حزب الأمة" ضمن تحالف "نداء السودان" مع تجمع المهنيين وقوى الإجماع و"التجمع الاتحادي" المعارض، وكافة القوى المدنية والشبابية، متعهداً بتقديم مشروع كامل للنظام الجديد المنشود.
وناشد كل القوى الوطنية الأخرى أن تنضم إلى الجبهة العريضة، كما ناشد القوات المسلحة السودانية أن تحافظ على قوميتها وألا تبطش بمواطنين عزّل يطالبون بحقوق يكفلها الدستور، وحثّ الأسرة الدولية أن تكون جماعة أصدقاء للسودان للمطالبة بعدم البطش بمواطنين يتحركون سلمياً، وأن يتفقوا على المنافع التي يمكن أن يجنيها السودان إذا حقق السلام والتحول الديمقراطي سلمياً.
وبعد خطبة المهدي مباشرة خرج العشرات من المصلين في مسيرة سلمية تعاملت معها قوات الشرطة والأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع.