يستمر الحراك الفلسطيني في القاهرة على أكثر من مستوى، ففيما بحث أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفلسطينية، جبريل الرجوب، في اليومين الأخيرين، التطورات على الساحة الفلسطينية، ولا سيما ملف المصالحة، مع المسؤولين المصريين، يواصل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، زيارته إلى القاهرة، منذ الثالث من فبراير/شباط الحالي، والتي تتناول ملفات عديدة، من المشاورات الإقليمية حول التسوية في فلسطين، تحديداً مع تصاعد الحديث عن قرب تقديم البيت الأبيض خطته المعروفة بـ"صفقة القرن" لفرض إملاءات حول التسوية، إلى الملفات الداخلية الفلسطينية، والعلاقة بين الحركة ومصر. وبينما لم تتضح نتائج زيارة هنية والوفد الحمساوي إلى القاهرة حتى الساعة، فإن مصادر مقربة من "حماس" أكدت، لـ"العربي الجديد"، أنّ من أبرز مواضيع مباحثات هنية مع جهاز المخابرات العامة المصرية هو ملف المختطفين الأربعة من عناصر "كتائب القسام". وكان "مجهولون" قد اختطفوا أربعة من عناصر "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لـ"حماس"، كانوا في طريقهم من معبر رفح إلى مطار القاهرة الدولي في باص "الترحيلات" الأمني، في 19 أغسطس/آب 2015، ولم تعترف القاهرة باختطافهم، إلا أنها أعطت أخيراً إشارات على وجودهم لديها. والمختطفون الأربعة هم ياسر زنون، وحسين الزبدة، وعبد الله أبو الجبين، وعبد الدايم أبو لبدة.
وكانت مصادر قيادية في "حماس" قالت، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، إن وفد الحركة في القاهرة وصل إلى مراحل متقدّمة مع المسؤولين المصريين بشأن مفاوضات استعادة العناصر الأربعة من الحركة، مشيرة إلى أن الجانب المصري تأكد أن هؤلاء الأفراد لم يكن لديهم أي توجّه للقيام بأي أنشطة داخل مصر، وقد تم استجوابهم لفترات طويلة، وبناء على ذلك طالبت قيادة "حماس" باستعادة عناصرها، فيما تعهّد الجانب المصري بمعاملتهم معاملة حسنة إلى حين تسليمهم، ولكن الجانب المصري ينتظر الوقت المناسب، بحسب المسؤولين المصريين، شرط عدم الإعلان عن ذلك بأي شكل من الأشكال.
وأعربت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد" عن اعتقادها بأنّ القاهرة لا تمانع، في الوقت الحالي، في الإفراج عن هذه الأموال لتحسين العلاقة مع "حماس" وضمان استمرار حاجة الحركة لها في الملفات الأمنية والسياسية، لكن القاهرة لن تفعل ذلك قبل الحصول على موافقة إسرائيلية بالإفراج عن هذه الأموال.
وكان جهاز أمن الدولة المصري، صادر نحو 30 مليون دولار من قياديين في "حماس"، خلال عبورهم مطار القاهرة الدولي ومعبر رفح البري، في السنوات العشر الماضية، بزعم أنهم لم يحصلوا على تراخيص بمرورها. ووُضعت بعض هذه الأموال في صندوق في الجامعة العربية باسم قطاع غزة، وحاولت السلطة الفلسطينية، أكثر من مرة، الحصول عليها لكنها لم تنجح أيضاً. وإذا ما أفرجت مصر عن المختطفين الأربعة، وأعادت الأموال المحتجزة لـ"حماس"، فإنّ هنية سيحصل على إنجاز نوعي سيعود بعده إلى قطاع غزة، بعد الرحلة الأطول إلى مصر.