جدل في الجزائر بشأن زيارات مرشحي الرئاسة للزوايا الدينية والأضرحة

18 نوفمبر 2019
استدعى المرشحون ذات الأساليب الدعائية التي استخدمها بوتفليقة(العربي الجديد)
+ الخط -
أثارت زيارة مرشحي الانتخابات الرئاسية للزوايا الدينية والأضرحة، جدلاً سياسياً وإعلامياً في الجزائر. 

وقال ناشطون جزائريون إنّ الزيارات تنتهك قانون الانتخابات الذي يمنع استغلال المؤسسات الدينية، مشددين على أنّ مرشحي الانتخابات يستدعون ذات ممارسات الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة وأساليبه لأغراض سياسية.

وزار المرشح الرئاسي عبد العزيز بلعيد، ضريح أحد مشايخ الطرق الصوفية الشيخ الحاج سالم بن إبراهيم، في مدينة أدرار جنوبي البلاد، وظهر جالساً إلى جانب الضريح، قبل أن يشارك في تلاوة جماعية للقرآن مع مشايخ الزاوية الدينية. 
كذلك زار المرشح الرئاسي عز الدين ميهوبي، زاوية دينية وضريح شيخ من مشايخ الطرق الصوفية في مدينة أدرار أيضاً، وشارك في إحدى الجلسات الدينية.
ونشر ناشطون صوراً للرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، في خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، وهو يزور الأضرحة في المنطقة نفسها، ونشروا أيضاً صوراً للمرشحين في الانتخابات المقبلة في أثناء زيارتهم لزوايا وأضرحة، في إشارة إلى استدعاء هؤلاء المرشحين الطقوس والأساليب الدعائية نفسها التي استخدمها بوتفليقة في استغلال الزوايا الدينية والطرق الصوفية لأغراض سياسية وانتخابية.

وأشار الناشطون إلى أنّ بوتفليقة عمل خلال فترة حكمه على تكريس الزوايا الدينية بهدف الهيمنة على المجتمع، واستخدم المؤسسات الدينية واجهةً ضد قوى الإسلام السياسي.

ووُجهت إلى المرشحين انتقادات بشأن خرق ميثاق الانتخابات وقانونها، الذي نص على عدم استغلال الزوايا الدينية في الحملة الانتخابية، والاستعانة بالأضرحة والموتى في الدعاية.



وقال المحامي والناشط عبد الغني بادي، لـ "العربي الجديد"، إنّ "ما قام به هؤلاء المرشحون ليس تجاوزاً للقانون فحسب، بل هو تجاوز أخلاقي أيضاً، واستغلال للمؤسسات الدينية المجتمعية لأغراض سياسية ودعاية انتخابية".

وأوضح بادي أنّ "استدعاء المرشحين لممارسات بوتفليقة ورموز نظامه، بشأن استخدام الزوايا والأضرحة، يعطي مؤشراً سلبياً على جدية المرشحين والانتخابات".


وبدأت، أمس الأحد، في 
الجزائر، حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بتنظيم مهرجانات انتخابية وسط اعتراض ناشطي الحراك الشعبي والمعارضين لإجراء الانتخابات.

ووقّع كل من رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، ورئيس الحكومة السابق عبد المجيد تبون، ورئيس حركة "البناء الوطني" عبد القادر بن قرينة، ورئيس "جبهة المستقبل" عبد العزيز بلعيد، والأمين العام بالنيابة للتجمع "الديمقراطي" عز الدين ميهوبي، بصفتهم مرشحين للرئاسة، مسوَّدة ميثاق "أخلاقيات الممارسات الانتخابية"، الذي يتضمن تعهدات والتزامات باحترام القوانين والأخلاقيات السياسية وعدم التنابز السياسي، وطرحته الهيئة العليا للانتخابات منذ أسبوعين.

المساهمون