"أوكرانيا غيت": مكالمة ثالثة لترامب قد تعزز اتهامات "استغلال السلطة" ضده

02 أكتوبر 2019
المكالمة أجريت بعد انتخاب جونسون رئيساً للوزراء (Getty)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تواصل بشكل شخصي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، لطلب المساعدة في مساعيه للتشكيك بتحقيق روبرت مولر في التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية.

وتبدو هذه المكالمة شبيهة بمكالمتين سابقتين كان ترامب قد أجراهما أخيرًا، تحديدا مع الرئيس الأوكراني ورئيس الوزراء الأسترالي، وحاول من خلالهما استخدام منصبه كرئيس للدولة في خدمة مصالحه الشخصية واستهداف خصومه الديمقراطيين.

وتركّزت ضغوط ترامب على التحقيق الذي أجراه روبرت مولر في التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية، والذي لم يبرئ فيه الأخير الرئيس الأميركي بشكل صريح ومباشر، رغم إقراره بعدم وجود أدلة على تورّطه مع روسيا في طريقه نحو البيت الأبيض. ذلك ما دفع ترامب إلى الإيعاز بفتح تحقيق داخلي في وزراة العدل الأميركية، في محاولة منه لإيحاد دلائل على أن تحقيق مولر كان مدفوعًا بمصالح سياسية.

عطفًا على ذلك، كتبت الصحيفة البريطانية في تقريرها، اليوم: "يعتقد أن ترامب طلب من جونسون المساعدة خلال مكالمة تهنئة هاتفية معه في 26 يوليو/تموز الماضي، بعد يومين من توليه منصب رئيس الوزراء".
وتستطرد الصحيفة أن وزير العدل الأميركي، وليام بار، الذي يقود التحقيق الداخلي حول روبرت مولر، وصل إلى لندن أيامًا قليلة بعد تلك المكالمة لحضور اجتماع بين تحالف "العيون الخمس" الاستخباراتي، وشارك مع مسؤولين بريطانيين شكوكه حول المعلومات التي حرّكت تحقيق مولر، ودور المخابرات البريطانية في جمعها.

وذكرت وزارة العدل الأميركية، في حينها، أن ترامب تواصل مع الحلفاء الأجانب لطلب تقديم المساعدة إلى بار وجون دورهام، المحامي الأميركي المكلف بالنظر في تحقيق مولر.

ويعتقد ترامب، بحسب الصحيفة، أن بريطانيا تملك مفتاح الكشف عن أصول تحقيق مولر، وقد اتهم الرئيس الأميركي صراحة المخابرات البريطانية بالتجسس على حملته، وهو ما دفع مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وهي وكالة استخبارية بريطانية، إلى نفي تلك الادعاءات في بيان نادر، واصفة إياها بـ"السخيفة للغاية".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد كشفت، قبل يومين، أن ترامب ضغط أيضًا على رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون لمساعدة بار، الذي عيّنه ترامب خلفًا لسلفه المقال جيف سيشنز، على جمع معلومات كان يأمل أن تساهم في تشويه سمعة تحقيق مولر.

واستندت الصحيفة في معلوماتها تلك إلى مسؤولين استخباريين اثنين، قال أحدهما إن البيت الأبيض فرض قيودًا على الوصول إلى نص المكالمة لمجموعة صغيرة من مساعدي الرئيس، وهو قرار غير اعتيادي شبيه بالقرار الذي اتخذ للتعامل مع مكالمة الرئيس الأوكراني في يوليو/تموز الماضي، والذي يندرج في صلب التحقيق الذي باشره الديمقراطيون ضد الرئيس.

كشفت نسخة من المحادثة التي أجراها ترامب مع نظيره الأوكراني، وسرّبها ضابط الاستخبارات المخوّل بمراقبتها، أن الأول طلب بالفعل التحقيق في سلوك منافسه الديمقراطي، جو بايدن، الذي حصل ابنه على وظيفة في شركة غاز أوكرانية بعد زيارة قصيرة أجراها الأخير إلى أوكرانيا، وهي الشركة التي خضعت لتحقيقات داخل أوكرانيا في وقت لاحق، أقيل خلالها المدعي العام الأوكراني في عام 2016.

وبينما تذكر وسائل إعلام أميركية، ومنها "نيويورك تايمز"، أن المدعي العام الأوكراني أقيل بسبب اتهامات باستخدامه دعاوى قضائية لتحصيل رشاوى من ملاك الشركات، يتهم ترامب نظيره بايدن بأنه استخدم نفوذه وضغط من أجل إقالته، خشية الكشف عن فساد يتعلّق بحصول ابنه على الوظيفة في تلك الشركة.

المساهمون