الإعلام التركي يكشف تفاصيل زيارة بولتون لأنقرة

09 يناير 2019
الغموض يلف الانسحاب الأميركي (خليل صغيرقايا/ الأناضول)
+ الخط -

كشفت وسائل الإعلام التركية، اليوم الأربعاء، كواليس زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون لأنقرة، مشيرة إلى أن جعبته كانت خالية الوفاض في لقائه مع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إذ لم يقدم جدولاً زمنياً محدداً لانسحاب القوات الأميركية من سورية.

ونقلت أن هناك خلافات حول الجدول الزمني الذي قد يمتد لخمسة أشهر، كما أن بولتون لم يقدم أي خطة، فيما أكد أن أميركا تطلب من تركيا التنسيق معها قبل أي دخول تركي للمنطقة، حرصاً على عدم التصادم بين الجيشين التركي والأميركي.

وقالت صحيفة "حرييت"، إن الجانب الأميركي كشف أن الانسحاب لن يكون فورياً وسيمتد لفترة 4 أو 5 أشهر، فيما لا توجد أي خطة للانسحاب ولم تقدم في الاجتماع، لافتة إلى أن الانطباع الذي كان سائداً أن الجانب الأميركي يعكف على إعداد خطة الانسحاب وأن زيارة بولتون تأتي في هذه الإطار، بالحصول على المعطيات من الجانب التركي.

ومقابل ذلك تضيف "حرييت"، أن الجانب التركي عندما سئل عن مقترحاته، طالب بعدم حصول أي فراغ مع الانسحاب وأن ذلك يتطلب "تنسيقاً جدّياً"، موضحةً أن الوفد التركي كان يسعى لمعرفة تفكير الإدارة الأميركية بموضوع التنسيق.

ولفتت إلى أن التنسيق بعد الانسحاب تبدو الأمور فيه مختلطة في أميركا، لدرجة أن بولتون توجه بالحديث لرئيس هيئة الأركان جوزيف دانفورد، والمبعوث جيمس جيفري بالقول: "هناك اختلافات في موضوع الانسحاب". كما أن الوفد التركي شعر بأن التأثير الإسرائيلي حاضر في موضوع إبطاء الانسحاب الأميركي من سورية، إذ سبقت زيارة بولتون لأنقرة زيارته للأراضي المحتلة، وهناك تلقى الوفد الأميركي مخاوف بأن تملأ إيران الفراغ الذي قد ينشأ في المنطقة وهو ما يقلق الجانب الأميركي أيضاً.

وتقول الصحيفة التركية، إن أنقرة لم تحصل على جواب بخصوص الأسلحة التي سلّمت لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، وأن الجانب الأميركي سينظر بالموضوع، موضحة أن الجانب التركي عرض تشكيل آلية لاستعادة الأسلحة المقدمة للوحدات الكردية، لكنها لم تذكر مزيداً من التفاصيل.

وفي ما يتعلق بموضوع القواعد الأميركية، اعترف بولتون بوجود 16 قاعدة عسكرية، عرض قالن على بولتون إما تسليمها لتركيا أو تدميرها، ولكن بولتون لم يعطِ الضوء الأخضر، مفيداً أنهم سينظرون في الأمر، بحسب الصحيفة التركية، كما احتل هذا الموضوع مساحة هامة في المباحثات، ليؤكد الجانب التركي عدم قبوله بتسليم هذه القواعد للوحدات الكردية.

وبحسب الصحيفة، فقد سلّم قالن بولتون ملفين؛ يتضمن الأول التجاوزات التي ارتكبتها الوحدات الكردية بحق السوريين، والثاني يتضمن معلومات عن مئات آلاف اللاجئين الكرد السوريين في تركيا، إذ ذكّر قالن نظيره الأميركي بأن أردوغان أكثر زعيم يحظى بدعم أصوات الناخبين الكرد في تركيا.

أما صحيفة "خبر تورك"، فقالت إن الوفد الأميركي تحدث بكل وضوح بشأن الجدول الزمني للانسحاب وامتداده إلى 4-5 أشهر، لا ثلاثة أشهر كما كان منتظراً في البداية، إذ إن ما قدموه يوضح وجود عدم تفاهم بين المؤسسات الأميركية أنفسها.

وأكدت الصحيفة، أن بولتون والوفد الأميركي اشترطا موضوع التنسيق التركي مع أميركا مع أي تحرك عسكري، لأن هناك جنوداً أميركيين في الميدان، كما أن عدم التنسيق يزجّ بقوى المعارضة السورية في خطر أيضاً مع الجنود الأميركيين.


وبينت أن قالن أفاد بولتون، بأن "الدعم الأميركي هو الذي أنتج وحدات حماية الشعب التي لم تكن موجودة قبل 3 سنوات، وبعد سحب الدعم لن تبقى هذه القوة، ومن ثم فإن السياسة الكردية السورية ستندمج بشكل أسهل مع السياسة السورية"، مذكراً بأن "تركيا لا تطلب الإذن للدخول إلى سورية من أحد".