نتنياهو يخطط لجولة زيارات ومؤتمرات سياسية لتوظيفها في الانتخابات

30 يناير 2019
نتنياهو رد على خطاب غانتس (Getty)
+ الخط -
سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وباقي أقطاب اليمين، الثلاثاء، إلى الرد على خطاب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبق بني غانتس، عند إطلاقه لحملته الدعائية؛ بعبارة أنه "يسار ضعيف"، وذلك إمعاناً في محاولات نزع الشرعية السياسية عنه وحشره في خانة أحزاب اليسار، على الرغم من أن غانتس، أعلن مواقف سياسية لا تقترب حتى من "طروحات الوسط".

وأصر غانتس، خلال إطلاق حملته أمس، على تمسكه بتعزيز الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، والإبقاء على القدس المحتلة موحدة تحت سيادة إسرائيل، وإبقاء مسؤوليات الأمن في كافة "أرض إسرائيل" بأيدي دولة الاحتلال، وإعلان تمسكه بعدم الانسحاب بأي شكل من الأشكال من هضبة الجولان السوري المحتل، طارحًا بدل ذلك كله، رغبة في التوصل إلى تسوية إقليمية.


ومع أن تداعيات الخطاب المذكور لم تتضح بعد لجهة ترجمتها لمقاعد في الكنيست بالانتخابات المقررة في التاسع من إبريل/نيسان المقبل، فقد أشار موقع "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، إلى أن نتنياهو يعتزم إطلاق تحرك واسع على مستوى زيارات للخارج واستقبال مؤتمر قمة مع دول مجموعة فيسغراد (في الثامن عشر من فبراير/شباط المقبل، حيث سيحاول إقناع زعماء هذه الدول، وهي المجر وبولندا وسلوفاكيا والتشيك بنقل سفارات بلادهم للقدس المحتلة)، فضلاً عن زيارة للولايات المتحدة، وأخرى للهند، مع احتمال القيام بزيارة للمغرب وربما أيضاً لدولة عربية أخرى في الخليج.

ويبدو أن نتنياهو يحاول استباق تأثيرات قادمة لخطاب غانتس، وتحالفاته الحزبية المستقبلية، لتكريس نفسه كسياسي على مستوى دولي، حقق إنجازات دبلوماسية لإسرائيل على الرغم من عدم التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، وينتظر قطف مزيد من النجاحات الدبلوماسية لتعزيز مكانة إسرائيل، ليس فقط دولياً (كما في حالة العلاقات مع دول أفريقية ودول وسط وشرق أوروبا وأميركا اللاتينية) وإنما أيضاً على مستوى مكانة إسرائيل الإقليمية في الشرق الأوسط، مستعيناً بحالة التطبيع المتزايد والتعاون المتعاظم بين إسرائيل ودول عربية، مع تأكيده هو ومسؤولين آخرين على حقيقة التعاون الأمني والاستخباراتي مع دول عربية تحت مسمى "دول المحور السني المعتدل"، على أساس تقاطع مصالح بين إسرائيل وهذه الدول في مواجهة إيران.


ولفت تقرير "يديعوت أحرونوت"، إلى أن نتنياهو بدأ، أخيراً، اتصالات مع الهند لترتيب زيارة خلال أسبوعين إلى نيودلهي للقاء نظيره نارندرا مودي، إلى جانب ترتيبات لاستقبال رئيس البرازيل، جاير بولسونارو، بالإضافة إلى زيارة في 24 مارس/آذار إلى الولايات المتحدة للمشاركة في المؤتمر السنوي للوبي اليهودي "إيباك" وعقد لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وسيسعى نتنياهو لتوظيف كل هذه الزيارات واللقاءات في حملته الانتخابية ودحض مقولات الوسط واليسار التي تحذر من مغبة عزلة سياسية ومقاطعة ضد إسرائيل، والتدليل بدلاً من ذلك على أن سياسة نتنياهو الحالية وبفعل القوة العسكرية، هي التي تجلب الأمن والاستقرار وفتح مزيد من السفارات لإسرائيل في العالم وبالأساس في العالم العربي والإسلامي، على الرغم من استمرار الاحتلال، ودون حاجة بالضرورة لانتظار الدول العربية والإسلامية حل القضية الفلسطينية أولاً كشرط لإقامة علاقات مع إسرائيل.

المساهمون