جولة جديدة من المحادثات الأفغانية-الأميركية بالدوحة في فبراير

27 يناير 2019
المبعوث الأميركي شكر قطر على جهودها (تويتر)
+ الخط -

يعكس ترحيب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بنجاح جولة محادثات السلام الأفغانية التي جرت في الدوحة على مدى ستة أيام، واختتمت أمس السبت، اقتراب الطرفين المتفاوضين، والمتمثلين بمبعوث السلام الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد، وأعضاء المكتب السياسي لحركة "طالبان"، من تحقيق اختراق حقيقي في المحادثات، سيمكن الطرفين وفق مراقبين في الدوحة من التوقيع على اتفاق مبدئي، يرسم معالم الحل النهائي في أفغانستان، ويطوي صفحة 17 عاماً من الحرب الدامية، وهي المحادثات التي يحيطها الجانب القطري بالكتمان، حيث تجري بعيداً عن وسائل الإعلام.


واعتبر وزير الخارجية القطري في تغريدة على حسابه في "تويتر"، أن "نجاح المرحلة الأولى من محادثات السلام الأفغانية في أجواء إيجابية في الدوحة عكست جدية الجانبين المتمثلين بالمبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وأعضاء المكتب السياسي لحركة طالبان".

وقال "هذا النجاح يضعنا أمام تقدم مهم في تاريخ تحقيق المصالحة الوطنية والسلام المستدام في أفغانستان"، مؤكداً أن "البناء على هذا التقدم الإيجابي في مرحلته الأولى خطوةٌ مهمة في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان".

وأضاف "ندعو كافة الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة إلى توحيد وتنسيق الجهود في هذا الصدد ودعم الدوحة في مسعاها إلى نجاح وتسهيل المفاوضات".


ويرى الكاتب والإعلامي القطري جابر الحرمي، في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن "كل المعطيات تشير إلى أن الطرفين الأميركي وحركة طالبان، يسيران نحو تحقيق اختراق حقيقي في المفاوضات، وأن اتفاقاً مبدئياً ربما يلوح في الأفق"، مدللاً على ذلك بتمديد مدة التفاوض بعد أن انتهت الأيام المحددة، وهو ما يعني كما يقول الحرمي، أن "هناك اتفاقا على بعض الأمور، وأنه قد تكونت أرضية للطرفين يمكن البناء عليها، ما دفع إلى تمديد التفاوض والاستمرار به".

وعن الوصفة الناجحة التي تتبعها قطر، والتي سمحت بتحقيق هذا الاختراق يقول الحرمي "باعتقادي قطر أصبحت عنواناً مهما لكل طرف يريد حلولاً حقيقية لملفات سياسية صعبة، والسبب أن قطر تتمتع بالمصداقية لدى جميع الأطراف، وليس لديها حسابات أو أجندات خاصة تريد تحقيقها من خلال أطراف التفاوض".

ويضيف "قطر لديها خبرة في تفكيك نقاط التأزم في ملفات التفاوض، وتشكل عنصرا مسهلا لإنجاح التفاوض طالما كانت هناك إرادة حقيقية لدى أطراف التفاوض، وطالما لم تتأثر هذه الأطراف ولم تقبل بتدخلات خارجية من أطراف تسعى لاستمرار مثل هذه الأزمات وتعمل لإفشال أي جهد قطري مخلص، وكل الملفات التي تولتها قطر حققت نجاحات فيها طالما لم تتدخل أطراف إقليمية في عرقلتها".

وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، قد لفتت، إلى عقد جولة جديدة من المفاوضات الشهر المقبل، وقالت عبر حسابها على موقع "تويتر": "انتهت 6 أيام من المفاوضات البناءة بين الحكومة الأميركية وحركة طالبان وقد شكر كلاهما الوسيط القطري واتفقا على جولة أخرى الشهر القادم. تأمل قطر من رعايتها للمفاوضات بأن ينعم الشعب الأفغاني بالسلام الشامل والمستدام وأن يطوي الفرقاء في المشهد الأفغاني صفحة العنف المسلح".


ووفق المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية النزاعات، مطلق القحطاني، فقد ناقشت محادثات الدوحة "الإطار الزمني للمفاوضات، بالإضافة إلى المسائل الأخرى المترتبة على الانسحاب وتحقيق المصالحة الوطنية بشكل مستدام، واتفق الجانبان على مواصلة المحادثات الشهر المقبل في الدوحة، لحين التوصل لاتفاق حول هذه المسائل الجوهرية".

ودعا القحطاني في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، "كافة الأطراف الإقليمية والدولية إلى توحيد وتنسيق جهود السلام في أفغانستان وتجنب تشتيت الجهود"، مؤكدا أهمية "دعم الجهود التي تقوم بها دولة قطر وحلفاؤها الاستراتيجيون لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان".

وكان المبعوث الأميركي لمحادثات السلام الأفغانية قد كشف في تغريدات على حسابه على موقع "تويتر"، عن مشاركة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في المفاوضات شخصياً، وقال زلماي عبر سلسلة من التغريدات بحسابه على "تويتر": "بعد ستة أيام في الدوحة، توجهت إلى أفغانستان للتشاور، وكانت الاجتماعات هنا أكثر إنتاجية مما كانت عليه في الماضي، أحرزنا تقدما كبيرا في القضايا الحيوية".

وأضاف: "سوف نبني على الزخم واستئناف المحادثات في وقت قريب، لدينا عدد من القضايا المتبقية للعمل عليها، حتى يتم الاتفاق على كل شيء"، وتابع "يجب أن يتضمن كل شيء حوارًا بين الأفغان ووقفًا شاملاً لإطلاق النار".


وقدم خليل زاد الشكر لدولة قطر قائلا: "شكراً لحكومة قطر على مشاركتها البناءة وتسهيلها لهذه الجولة من المحادثات، لا سيما سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لمشاركته الشخصية".

المساهمون