وزير الدفاع الأميركي مستعد لإجراء أول محادثات مع نظيره الروسي

18 يوليو 2018
ماتيس لم يعارض علانية فكرة الحوار(Getty)
+ الخط -
أبدى وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، استعداداً لإمكانية إجراء أول محادثات من نوعها منذ عام 2015 بين وزيري الدفاع في الولايات المتحدة وروسيا، وذلك بحسب مسؤولين أميركيين، في خطوة من شأنها تعميق الاتصالات بين واشنطن وموسكو.

وظهر احتمال إجراء المحادثات بعد القمة التي عقدها في هلسنكي، يوم الإثنين، الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكانت مثار جدل شديد وسعى فيها الزعيمان في القمة لإنهاء توتر العلاقات منذ سنوات.

وتعرض ترامب لانتقادات شديدة في بلاده لعدم تحميله بوتين في هلسنكي مسؤولية التدخل في الانتخابات الأميركية في العام 2016 وهو الاتهام الذي تنفيه موسكو.

وستكون المباحثات بين ماتيس ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خطوة أخرى صوب إقامة حوار سياسي أكثر انتظاماً على مستوى عال بين القوتين النوويتين اللتين تدهورت علاقتهما في السنوات الأخيرة لأسوأ مستوى منذ الحرب الباردة.

وقال مسؤولان أميركيان لوكالة "رويترز"، شريطة عدم نشر اسميهما، إنّ "ماتيس مستعد لإمكانية إجراء المحادثات". ولم يشر الإثنان إلى أنه يسعى بهمة لهذه المحادثات سواء وجهاً لوجه أو عبر الهاتف.

وامتنعت وزارة الدفاع (البنتاغون) عن التعليق، وقالت إنها لم تتلق دعوة من موسكو لإجراء محادثات ولا يجري التخطيط لأي محادثات.

ورغم أن ماتيس وجّه انتقادات صريحة لموسكو وجعل التهديدات من روسيا والصين محور استراتيجية الدفاع الوطني الأميركية العام الماضي، فإنه لم يعارض علانية فكرة الحوار.

وقال مسؤولون إنّ ماتيس توجه، الشهر الماضي، إلى الصين لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين في بكين بمن فيهم الرئيس الصيني شي جين بينغ. وكان حازماً مع المسؤولين الصينيين فيما يتعلق بالمخاوف الأميركية من الأنشطة العسكرية الصينية بما فيها بحر الصين الجنوبي، محل النزاع، رغم سعيه لتحسين العلاقات.

ومنذ 2015 كانت أرفع محادثات عسكرية بين رئيسي هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد من قوات مشاة البحرية والجنرال فاليري غيراسيموف.

وتحدث الإثنان هاتفياً في 14 يونيو/حزيران، والتقيا وجها لوجه في هلسنكي في الثامن من يونيو/حزيران في ثالث اجتماعاتهما المباشرة.

غير أن شويغو مثل غيراسيموف من الموالين لبوتين وله مكانة رفيعة في روسيا. وقد اعتبر شويغو خليفة محتملاً إذا اضطر بوتين، الذي فاز بفترة رئاسة رابعة في انتخابات مارس/آذار، للتنحي فجأة وعجز عن استكمال السنوات الست التي تتكون منها فترة الرئاسة الكاملة.

وتحصد المؤسسة العسكرية الروسية المكاسب السياسية مما يرى الكرملين أنها نجاحات كبيرة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في 2014، وفي سورية حيث ساعدت القوات الروسية في تحويل دفة الحرب لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد في 2015.

وينتقد شويغو الولايات المتحدة وقد نقل عنه الأسبوع الماضي قوله لصحيفة إيطالية إن روسيا ستعمل دائماً على التصدي لما تصفه باستراتيجية "الاستعمار الجديد"، التي تنتهجها الولايات المتحدة. وقال شويغو إن هذه الاستراتيجية تهدف لزعزعة استقرار دول مثل العراق وليبيا لتحقيق مكاسب مالية أميركية.


(رويترز)