مصر: عمليات إعادة هيكلة واسعة داخل الأجهزة الأمنية

16 يوليو 2018
كامل المُمسك الفعلي بخيوط الأجهزة الأمنية (العربي الجديد)
+ الخط -



كشفت مصادر مصرية قريبة الصلة بمؤسسة الرئاسة، عن عملية إعادة هيكلة واسعة داخل الأجهزة الأمنية، وإدخال تعديلات على خريطة ملكية تلك الأجهزة لوسائل الإعلام أخيراً، وذلك على هامش تأدية مدير مكتب رئيس الجمهورية، اللواء عباس كامل، اليمين الدستورية كرئيس لجهاز الاستخبارات العامة.

وقالت المصادر إن اللواء عباس كامل ما زال هو المُمسك الفعلي بخيوط الأجهزة الأمنية ويتولى الإشراف الفعلي عليها، مؤكدة أن انتقاله لمقر جهاز الاستخبارات العامة في كوبري القبة، وتولي اللواء محسن عبد النبي منصب رئيس مكتب رئيس الجمهورية، لا يعني انتقال صلاحيات كامل لخليفته بمؤسسة الرئاسة. وأوضحت المصادر أن كامل، قبل تأديته اليمين كرئيس للاستخبارات العامة، انتهى خلال الأشهر الخمسة الماضية، بدءا من تكليفه بالإشراف على الجهاز كقائم بالأعمال في أعقاب الإطاحة باللواء خالد فوزي في يناير/كانون الثاني الماضي، من تأسيس جهاز أمني جديد بهيكل منفصل داخل مؤسسة الرئاسة المصرية، ضم إليه ضباطاً من جهاز الاستخبارات الحربية، والاستخبارات العامة، والأمن الوطني والرقابة الإدارية ووزارة الداخلية، يتبعون كامل مباشرة، ويتولى إعداد تقارير عن أداء كافة الأجهزة السيادية والجهات الرقابية. كما يشرف الهيكل بشكل مباشر على كافة وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية، مشيرة إلى أن تقارير ذلك الجهاز لا يطلع عليها سوى كامل ورئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي.

وأشارت المصادر إلى أن تولي كامل رئاسة جهاز الاستخبارات العامة رسمياً استتبعته عملية إعادة هيكلة لكافة الملفات البارزة داخل الجهاز، وفي مقدمتها ملف فلسطين، والملف الليبي، وملف العلاقات السودانية المصرية، وملف سد النهضة الإثيوبي، إضافة لملف الإعلام داخل الجهاز. وأوضحت المصادر أن تلك الملفات شهدت الإطاحة بعدد كبير من رجال اللواء خالد فوزي داخل الاستخبارات العامة. وقالت "كان هناك عدم رضى عن أداء الجهاز خلال فترة تولي فوزي رئاسته، وكان هناك تصور لدى مؤسسة الرئاسة أن سبب تفاقم الأزمات، في ملفات مثل السودان وسد النهضة تحديداً، يرجع لسوء إدارة فوزي ورجاله، وهم الذين أخذ كامل في الإطاحة بهم واستبدالهم بآخرين يسيرون على نفس خط الإدارة المتبع لدى مؤسسة الرئاسة".

يذكر أن كامل قد بدأ في 28 يونيو/حزيران الماضي عمله رسمياً رئيساً لجهاز الاستخبارات العامة المصرية، بعد تأديته لليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي. ويأتي هذا التعيين الرسمي بعد أن شغل كامل منصب القائم بأعمال رئيس الجهاز خلال الأشهر الماضية، خلفاً للواء خالد فوزي الذي كان قد شغل منصب رئيس الجهاز منذ 21 ديسمبر/كانون الأول 2014. وتزامنت تأدية كامل لليمين كرئيس للجهاز، مع قيام اللواء ناصر فهمي بتأدية اليمين كنائب لرئيس جهاز الاستخبارات العامة، حيث يعد أحد أهم رجال الرئيس الجديد للجهاز، الذي يعمل به نجل السيسي.

عمليات إعادة الهيكلة التي يشهدها جهاز الاستخبارات العامة وعدد من الأجهزة السيادية، صاحَبها عمليات  إعادة هيكلة داخل المؤسسات الإعلامية التابعة لتلك الأجهزة من صحف وقنوات فضائية، إذ ستنتقل بموجب تلك التعديلات ملكية قناة "الحياة" من جهاز الأمن الوطني إلى جهاز الاستخبارات، عبْر نقل ملكيتها لمجموعة "إعلام المصريين"، التي تتولى الإشراف عليها وزيرة الاستثمار السابقة والمستشار الاقتصادي للجهاز، الدكتورة داليا خورشد. ولفتت المصادر إلى أنه تم إعداد تصور كامل بشأن عدد من الوسائل الإعلامية التابعة لتلك الأجهزة، لدمج عدد كبير منها توفيراً للنفقات بعد خسائر فادحة، إذ أشارت المصادر إلى أن المجموعة التابعة إلى "إعلام المصريين" حققت خسائر قدرت بنحو 800 مليون جنيه (نحو 45 مليون دولار) خلال فترة إشراف رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، والصحافي خالد صلاح عليها، وهو ما أدى إلى تهميش دورهما خلال الفترة الماضية.



المساهمون