لا أحد يعلم متى وُلد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ـ أون، فهناك 4 تواريخ لميلاده، 8 يناير/ كانون الثاني 1982، و8 يناير 1983، و8 يناير 1984، و5 يوليو/ تموز 1984. لم يكن أحد يعرف عنه الكثير قبل 30 ديسمبر/ كانون الأول 2011، تاريخ خلافة والده كيم جونغ ـ إيل، البعض تحدث عن دور له في سويسرا، ففي عام 2009، ذكرت بلدية كونيز، في ضواحي برن، في مؤتمر صحافي، أن "صبياً كورياً، وهو ابن أحد السفراء الكوريين، تعلّم بين عامي 1998 وخريف 2000 في مدرسة ليبلفيلد ـ شتاينهولزلي". اعتبر الإعلام السويسري أن كيم هو الفتى المعني. وفي العام عينه، التقى مراسل صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أندرو هيغينز، المدير المحلي للتربية في ليبلفيلد، أولي ستودر، الذي أسرّ له بأنه "كان هناك طالب كوري يُدعى باك ـ أون، بدأ تعليمه في برن عام 1998". وذكرت الصحيفة أن "الطالب عاش في منطقة 10 كيرشتراس في ليبلفيلد، وعاد إلى بيونغ يانغ في عام 2000".
وفي عام 2016، أجرت صحيفة "واشنطن بوست" مقابلة مع أحد الفارّين من النظام الكوري الشمالي، وادّعت بأن الشخص المعني هي كو يونغ سوك، خالة كيم. ووفقاً للخالة، فإن "كيم وصل إلى برن في عام 1996، حين كان بعمر الـ12، وعاش مع عائلتها هو وشقيقه الأكبر، وعاش حياة عادية، وتصرّفتُ كوالدة له". وأضافت أنه "في عام 1998، حين كان كيم بعمر الـ14، أُصيبت والدته بمرض سرطان الثدي وتوفّيت". خشيت الخالة على نفسها من خسارة امتيازاتها، فطلبت اللجوء إلى الولايات المتحدة، وهو ما حصل.
الأمر الأساسي هنا أن التناقضات برزت في ملف كيم، خصوصاً لناحية قول خالته إنه "وصل في عام 1996 إلى برن"، بينما تحدّث التربويون السويسريون عن "بدء دراسته في المدينة في عام 1998"، ما يعني أن المرحلة بين عامي 1996 و1998 تبقى غامضة.
لم يسافر كيم للخارج في زيارة رسمية سوى مرة واحدة، إلى الصين، أواخر الشهر الماضي، بحث فيها موضوع الوحدة مع كوريا الجنوبية ولقاءه المرتقب مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، متعهداً التخلي عن النووي. وهو ما ترغب فيه الصين. وأراد كيم في هذه الزيارة التأكيد على أولوية الصين ومحوريتها في مستقبل المرحلة المقبلة. لكن التاريخ سيسجل له أنه بوجهه "الضاحك" يقود كوريا الشمالية إلى الوحدة مع الجنوب.