قطر رفضت عرضاً لشراء لوحة دافنشي بـ80 مليونا لأن معظمها مرمّم

30 مارس 2018
اشترى بن سلمان اللوحة قبل نقلها إلى الإمارات (الأناضول)
+ الخط -
أكدت معلومات متطابقة لـ"العربي الجديد" صحة التقرير الذي نشرته "الديلي ميل" البريطانية، التي تحدّثت عن رفض قطر قبل سنوات عرضاً لشراء لوحة دافنشي بـ80 مليون دولار، قبل أن يشتريها ممثل عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بـ450 مليوناً.

وبحسب المصادر، فإن سبب الرفض هو إدراك قطر أن نسبة 15% من اللوحة فقط أصلية، والـ85%؜ الباقية تم ترميمها.

وكان تقرير الصحيفة البريطانية قد تحدّث عن تنافس أميرين خليجيين، يجهل كل منهما هوية الآخر، بشراسة على شراء لوحة ليوناردو دافنشي في مزاد كريستيز بنيويورك، في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، حتى اشتراها أحدهما بمبلغ 450.3 مليون دولار، فقط لأن كل واحد منهما ظنّ الآخر منافساً له من قطر.

وكشفت وثائق تسرّبت الشهر الماضي أن المشتري كان الأمير السعودي بدر بن عبد الله، الذي حضر المزاد ممثلاً عن صديقه المقرب، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأن منافسه كان ممثلاً عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد إمارة أبوظبي، الذي كان يحاول ضم اللوحة إلى مجموعة متحف "اللوفر أبوظبي"، الذي تبلغ كلفته نحو مليار دولار.

ولم يعلم أي من الأميرين العربيين هوية منافسه، إلا أنهما كانا يخشيان خسارة المزاد أمام أحد أفراد العائلة الحاكمة القطرية، المعروفة باهتمامها بالفن الراقي، وقال مصدر مقرّب من ولي العهد الإماراتي: "بدأ المزاد، وأخذ السعر بالارتفاع، وكان كل من الطرفين يعتقد أن الآخر قطري، لذا لم يرغب أي منهما في الخسارة، وأعطيا التعليمات لممثليهما بالسماح لهما بالوصول إلى أعلى سعر ممكن، مقابل الحصول على اللوحة".

ووفقاً لـ"الديلي ميل"، استسلم الإماراتيون عندما بلغ سعر اللوحة 450 مليون دولار تقريباً، وكشف مصدر في القصر الإماراتي أن الأمير محمد بن زايد قال لولي العهد السعودي: "لماذا لم تخبرني بأنك من ينافسني!"، وأضاف المصدر: "عرضت اللوحة على القطريين قبل عام فقط، ورفضوا شراءها مقابل 80 مليون دولار، وهذا في الحقيقة أكثر مما تستحقه، وها هم السعوديون اليوم يدفعون أضعاف هذا المبلغ".

وكاد الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف أن يخسر مبلغاً كبيراً لو أنه باع اللوحة للقطريين، بعد أن اشتراها عام 2013 من تاجر الفن السويسري إيف بوفييه، مقابل مبلغ 127.5 مليوناً، وها هو اليوم يربح من السعوديين مبلغاً ضخماً يقارب 322.8 مليون دولار، أي أكثر من ضعف ثمن اللوحة.


وانتقد العديد من معارضي النظام السعودي شراء الأمير بن سلمان للوحة مقابل 450 مليون دولار، وخاصة بعد تطبيق الحكومة السعودية إجراءات التقشّف في المملكة، وإطلاق ولي العهد نفسه حملة مكافحة الفساد التي اعتقل فيها عدد كبير من أفراد العائلة الحاكمة. 

وذكرت مصادر مقرّبة من ولي العهد السعودي أن الضغط الذي تعرّض له بعد شراء اللوحة المشؤومة دفعه إلى إبرام اتفاق مع نظيره الإماراتي، يقضي بتبديلها بيخت فاخر، يدعى "توباز"، كان معروضاً للبيع بمبلغ يقارب قيمة ما دفعه بن سلمان ثمناً للوحة، وهكذا حصل هو على اليخت، وحصلت وزارة الثقافة الإماراتية على اللوحة، لوضعها في المتحف.

دلالات