ترامب رفض عرضاً إماراتياً بملياري دولار قبل اجتماع مع الروس ينظره مولر

10 مارس 2018
نشر سجواني صورة تجمعه مع ترامب بدافوس (إنستغرام)
+ الخط -

كشف موقع "بزنس إنسايدر"، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رفض اقتراحاً عقارياً بقيمة ملياري دولار، من شريك أعمال إماراتي مقرّب، وذلك قبل أسبوع من لقاء أحد مستشاريه بمندوبين من الإمارات وروسيا، في جزر سيشل، لمناقشة تحسين العلاقات الأميركية الروسية.

وذكر الموقع، في تقرير، اليوم السبت، أنّ ترامب قال، أمام مراسلين، في 11 يناير/كانون الثاني 2017، إنّه رفض، قبل بضعة أيام، عرضاً من شركة العقارات الفاخرة "داماك العقارية"، الشريك التجاري الرئيسي لمنظمة ترامب في الشرق الأوسط، والتي يملكها الملياردير الإماراتي، حسين سجواني.

وقال ترامب، حينها، إنّه رفض العرض، لأنه لا يريد أن يُنظر إليه على أنّه يستفيد من الرئاسة. وقال "لقد رفضتها (الصفقة). لم أضطر إلى إيقافها".

وفي اليوم نفسه، التقى إيريك برنس، مؤسس شركة "بلاك ووتر" الأمنية الخاصة والمقرّب من ترامب، مع جورج نادر، وهو رجل أعمال أميركي من أصل لبناني، ومستشار بارز لولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، وكيريل ديميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي المعتمد، وحليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في جزر سيشل.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد ذكرت، الأربعاء، أنّ المحقق الأميركي الخاص في التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية، روبرت مولر، جمع أدلة على أنّ اجتماعاً سرياً عُقد في سيشل، في يناير/كانون الثاني 2017، كان محاولةً لفتح قناة سرّية بين إدارة ترامب والكرملين.

وكان برنس قد قال لمشرعين أميركيين، العام الماضي، إنّه ناقش العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، خلال اجتماع في سيشل، مع رجل أعمال روسي على صلات بالكرملين.

وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة الأميركية عن أشخاص مطلعين على الأمر قولهم، إنّ شاهداً يتعاون مع مولر، أخبر المحققين بأنّ الاجتماع عُقد "حتى يتسنى لممثلٍ عن فريق ترامب الانتقالي لقاء مبعوث من موسكو لمناقشة العلاقات بين البلدين في المستقبل".

وفرضت عقوبات أميركية على صندوق الاستثمار المباشر الروسي المعتمد، عندما أقرّ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، عقوبات اقتصادية شاملة على روسيا، في عام 2014، بعد عدوانها على أوكرانيا وضمها شبه جزيرة القرم.

ومنذ توليه منصبه، في يناير/كانون الثاني 2017، يرى خبراء أنّ ترامب وأفراد عائلته قاموا، بشكل متكرر، بتعتيم الخط الفاصل بين الرئاسة ومصالحهم المالية الشخصية.

وأشار الموقع، في هذا الصدد، إلى أنّ عائلة جاريد كوشنر، مستشار وصهر ترامب، استغلت اتصالاته في البيت الأبيض، لجذب مستثمرين صينيين أثرياء، من أجل تمويل عقار لكوشنر.

ووجدت مجموعة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق"، ومقرّها في واشنطن، أنّ موظفي ترامب والبيت الأبيض روّجوا لعلامة ترامب "براند"، في 35 مناسبة مختلفة على الأقل، منذ توليه منصبه.


"رجل رائع"

من غير الواضح، بحسب الموقع، ما الذي منع ترامب من متابعة الصفقة البالغة قيمتها 2 مليار دولار مع سجواني.

وتعود علاقة سجواني مع ترامب، إلى خمس سنوات على الأقل، عندما أطلقت "داماك" نادي ترامب الدولي للغولف، كجزء من عقار "أكويا" الذي تبلغ تكلفته 6 مليارات دولار في دبي. ومنذ ذلك الحين، طوّر الرجلان علاقة صداقة، إذ وصفه ترامب بأنّه "رجل رائع"، وتعاونت شركتهما في العديد من المشاريع العقارية.

وقالت منظمة ترامب، العام الماضي، إنّها لن تعقد أي صفقات تجارية أجنبية أثناء توليه الرئاسة. لكن هذا البيان، لا يبدو، وفق الموقع، أنّه ينطبق على مشروعين من مشروعات "ترامب-داماك" كانا بالفعل قيد التنفيذ في ذلك الوقت.

ولفت "بزنس إنسايدر"، في هذا الإطار، إلى أنّ الابن الأكبر لترامب، دونالد ترامب جونيور، سافر إلى دبي، في مايو/أيار الماضي، للقاء سجواني. وذكرت صحيفة "ذي إندبندنت"، أنّ اسم منظمة ترامب ظهر في العديد من المستندات التنظيمية لـ"داماك"، بعد الانتخابات الرئاسية 2016.

وقدّمت شركة "داماك" القابضة أيضاً، تقريراً ربع سنوي عن الأرباح، في وقت زيارة ترامب جونيور، مع إدراج شركة فرعية جديدة تسمى "نادي ترامب الدولي للغولف"، والتي قالت الشركة إنّها تمتلك حصة اقتصادية قانونية 100% فيها.

وأوضح موقع "بزنس إنسايدر"، أنّ ممثلين عن "داماك" وترامب، لم يستجيبوا على الفور لطلب التعليق على هذا التقرير.




مولر يحقق

في السنوات الأخيرة، تصاعدت اهتمامات شركة "داماك" في روسيا، إذ أجرت الشركة محادثات في عام 2010، مع شركة "روستك"، وهي شركة روسية أخرى مملوكة للدولة، تشملها العقوبات الأميركية، ومديرها التنفيذي مقرّب من بوتين، حول إمكانية إطلاق صندوق استثمار عقاري بقيمة 300 مليون دولار.

إلا أنّ نايل ماكلوغلين، نائب رئيس شركة "داماك"، قال إنّ المشروع لم تسع الشركة إلى متابعته، مشيراً، في الوقت عينه، إلى أنّ "داماك"، "تقيّم الفرص باستمرار" في روسيا.

سجواني، الذي وصف بأنّه يملك القدرة على "زراعة أصدقاء مهمين في أماكن مرتفعة على نطاق دولي"، حضر حفل الافتتاح الكبير، في أكتوبر/تشرين الأول 2016، لفندق "ترامب إنترناشيونال" في واشنطن العاصمة.

بعد شهرين من ذلك التاريخ، سافر ولي العهد الإماراتي، إلى برج ترامب في نيويورك، للقاء كوشنر، ومستشار الأمن القومي المعيّن مايكل فلين، والخبير الاستراتيجي المعيّن في البيت الأبيض ستيف بانون، من دون إبلاغ الحكومة الأميركية.

ويدقّق روبرت مولر، المحقق الخاص في ملف التدخل الروسي المحتمل بالانتخابات الأميركية، حالياً، في هذا الاجتماع، بينما يحقّق فيما إذا كانت منصة كوشنر كانت محطة للنفوذ الأجنبي في البيت الأبيض، من قبل الإماراتيين وغيرهم.

وبعد أسابيع من اجتماع برج ترامب، حضر سجواني وعائلته حفلة رأس السنة الفاخرة التي أقامها ترامب في منتجع "مار لاغو" في فلوريدا، ووصفهم ترامب بأنّهم "أروع الناس".

وفي عطلة نهاية الأسبوع التالية، رفض ترامب صفقة "داماك". وبعد ذلك بوقت قصير، التقى الوفد الإماراتي مع إيريك برنس، وكيريل ديمترييف في سيشل.

وأخبر برنس، المشرعين، العام الماضي، أنّ الإمارات عرّفته على ديمترييف، لكن جورج نادر أخبر مولر أنّ المسؤولين الإماراتيين لم يعرضوا هذا التعارف.



وعاد سجواني وترامب للالتقاء، هذا العام، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بسويسرا، حيث نشر سجواني صورة تجمعه مع الرئيس الأميركي، على حسابه في "إنستغرام".

وجاء في تعليقه على الصورة: "نهاية ممتعة لثلاثة أيام مزدحمة في المنتدى العالمي، أمضيت ساعتي الأخيرة في حفل استقبال تكريمي لصديقنا العزيز، الرئيس ترامب، أول رئيس أميركي يزور دافوس في غضون 20 عاماً تقريباً".