سباق دولي على عروض الوساطة لحلّ الأزمة الخليجية

12 يونيو 2017
المغرب مستعد لـ"بذل مساع حميدة" ( فرانس برس)
+ الخط -
إضافة إلى الجهود الكويتية التي يقودها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لحل الأزمة الخليجية، عقب قرار قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، تتوالى عروض الوساطة من عدّة جهات عربية ودولية لإيجاد حل، آخرها زيارة رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، إلى الرياض لعرض الوساطة، ورسالة الرئيس الغيني، ألفا كوندي، إلى العاهل السعودي الملك سلمان، وتعبير المغرب عن استعداده لـ"بذل مساع حميدة من أجل تشجيع حوار صريح وشامل".

نواز شريف

ويزور رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، اليوم الإثنين، المملكة العربية السعودية، في إطار المساعي الدولية لحل الأزمة الخليجية، ويتوقع أن يلتقي بالعاهل السعودي والمسؤولين السعوديين، إذ سيعرض قيام إسلام آباد بجهود وساطة.

وقال مكتب رئيس الوزراء، في بيان له، إن "زيارة شريف ستستغرق يومين، يلتقي خلالها بالقيادة السعودية، وعلى رأسها العاهل السعودي، ليناقش معها أبعاد الأزمة الخليجية، ويعرض على الملك أن تقوم باكستان بدور الوساطة بين المملكة وبين دولة قطر".

الاتحاد الأفريقي

في سياق متصل، بعث الرئيس الغيني برسالة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، أكد فيها استعداده، كرئيس حالي للاتحاد الأفريقي، ولدولة مسلمة، وعضو مؤسس في منظمة التعاون الإسلامي، لـ"التوسط والعمل بلا كلل بنية صادقة، للتوصل إلى حل سلمي وسريع لهذه الأزمة غير المواتية بين الأشقاء".

وكان ألفا كوندي قد شارك، الشهر الماضي، في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض، بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

بريطانيا

وحث وزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، دول الخليج، اليوم الإثنين، على تخفيف الحصار عن قطر، و"إيجاد حل فوري للأزمة من خلال الوساطة".

وقال جونسون، عقب اجتماعه بوزير الخارجية القطري: "إنني قلق أيضا بشأن بعض الإجراءات القوية التي اتخذتها السعودية والإمارات ومصر والبحرين ضد شريك مهم".

وقال الوزير البريطاني إنه سيحث هذه الدول على "تخفيف الحصار عن قطر"، مشددا: "أدعو كل الدول إلى اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف وإيجاد حل سريع عبر الوساطة".

ومن المقرر أن يجتمع جونسون بوزراء خارجية السعودية والكويت والإمارات في وقت لاحق الأسبوع الجاري، وفق "رويترز". 

المغرب

من جهته، أعلن المغرب، مساء أمس، استعداده لـ"بذل مساع حميدة من أجل تشجيع حوار صريح وشامل" بين أطراف الأزمة الخليجية، داعيا جميع الأطراف إلى "ضبط النفس والتحلي بالحكمة من أجل التخفيف من التوتر".

وقالت وزارة الخارجية المغربية، في بيان نشرته في موقعها الإلكتروني، إن "المملكة المغربية تتابع بانشغال بالغ، تدهور العلاقات، خلال الأيام الأخيرة، بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر، وبلدان عربية أخرى من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى".

وأضافت أن "المملكة المغربية التي تربطها علاقات قوية بدول الخليج في كافة المجالات، رغم أنها بعيدة عنها جغرافيا، تشعر أنها معنية، بشكل وثيق، بهذه الأزمة من دون أن تكون لها صلة مباشرة بها"، وتابعت أنه "بالنظر إلى الروابط الشخصية المتينة، والأخوة الصادقة، والتقدير المتبادل بين الملك محمد السادس وأشقائه ملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي، وأخذا بعين الاعتبار للشراكة الاستراتيجية المتميزة مع دول المجلس، فإن المملكة المغربية حرصت على عدم الانزلاق وراء التصريحات واتخاذ المواقف المتسرعة، والتي لا تقوم سوى بتأجيج الاختلاف وتعميق الخلافات".

ماكرون

كما تلقّى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء الأحد، اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بحثا فيه آخر مستجدات الأزمة الخليجية والجهود الرامية إلى حلها، إذ جدد ماكرون "التأكيد على موقف فرنسا الداعم للحوار كأساس للحل، بين دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى أهمية الحفاظ على الاستقرار في منطقة الخليج العربي". 

ويأتي هذا الاتصال عشية توجّه وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى كل من بريطانيا وفرنسا، اليوم الإثنين، في إطار المساعي القطرية لإطلاع المسؤولين الأوروبيين على آخر تطورات الأزمة الخليجية.


الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الإثنين، إلى "تغليب لغة العقل والحكمة والمصلحة العليا للمنطقة، والمسارعة بالجلوس على طاولة حوار أخوي صريح وبناء، من أجل الخروج من الأزمة الحالية"، مشدداً على "حرمة حصار أي دولة مسلمة". 

وذكر الاتحاد، في بيان أصدره موقعًا من أمينه العام، الشيخ علي محي الدين القره داغي، أنه "يقف مع كل الجهود الحكيمة الساعية لحل الأزمة، وعلى رأسها جهود أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح". وشدد الاتحاد على "علماء الأمة عامة، والعلماء الأعضاء في الاتحاد خاصة، أن يقوموا بدورهم الشرعي في السعي إلى إصلاح ذات البين، وعدم الانسياق مع الدعوات والقرارات الداعية للفرقة والشقاق بين أبناء الأمة الواحدة، وأن يقوموا بدورهم بنصح ولاة الأمر في ذلك، بالحكمة والموعظة الحسنة". 

ولفت الاتحاد إلى أنه "يتابع وبكل أسف الأزمة التي تشهدها منطقة الخليج"، مشيرا إلى أن "الأزمة صاحبتها حملات إعلامية انتهكت حقوق الأخوة الإسلامية، وانتهت إلى قطع العلاقات بين الدول الإسلامية الجارة والشقيقة في الخليج، ما تسبب في قطع الأرحام بين المسلمين". 

وشدد على أن هذا الأمر "منهي عنه شرعًا"، مضيفا أن الأزمة "رافقتها اتهامات وتصنيفات بالجملة لشخصيات علمية ومؤسسات خيرية وإغاثية، دون بينة ولا برهان". 


 سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة

وفي السياق ذاته، دعا سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة، إيفان سوركوش، كلاً من مصر والسعودية والإمارات والبحرين، إلى حل أزمتها مع قطر بالحوار، قائلاً، خلال كلمة له، الأحد، عقب حفل الإفطار السنوي للصحافيين، بمقر مكتب الاتحاد في القاهرة، إن "الممثلة العليا فيديريكا موغريني تحدثت للشركاء في دول الخليج، وفي غير دول الخليج، واستقبلت وزير الخارجية القطري في بروكسل، حول الأزمة، وقالت إن هذه الأزمة يجب أن يتم حلها من خلال الحوار".

وتابع سوركوش: "نشجع الأطراف المشتركين في الأزمة، لمناقشتها بشكل مباشر"، موضحاً: "نحن دعمنا وساطة دولة الكويت، ولها منا كل الدعم ونثمّن مبادرتها، ونتمنى أن تجد السعودية ومصر والإمارات والبحرين حلا".

وكان وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الصباح، الذي تقود بلاده الوساطة عقب أزمة قطع العلاقات، قد ذكر أن قطر مستعدة لـ"تفهّم هواجس أشقائها، والتجاوب مع مساعي تعزيز الأمن والاستقرار". 

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) تصريحات الوزير الكويتي، التي شدد فيها على "حتمية" حل الخلاف بين الدول الخليجية من خلال الحوار المباشر "في إطار البيت الخليجي". 

ولم يشر الوزير إلى مصر، الدولة الرابعة التي أعلنت في بيان، الإثنين الماضي، قطع علاقاتها مع قطر، مؤكدا أن بلاده لن تتخلى عن مساعيها في سبيل رأب الصدع، مشيراً إلى "استعداد الأشقاء في قطر لتفهّم حقيقة هواجس ومشاغل أشقائهم، والتجاوب مع المساعي السامية تعزيزاً للأمن والاستقرار". 

ويعد هذا أول التصريحات التي تخرج من الكويت التي يقود أميرها وساطة لحل الأزمة. 

وأعلنت، الإثنين الماضي، السعودية والإمارات والبحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، قبل أن تلحقها عدة دول، متهمة إياها بـ"دعم الإرهاب"، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات، بينما لم تقطع الدولتان الخليجيتان الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة. 

وتسعى السعودية والإمارات إلى توجيه السياسة الخارجية لقطر، تحت ستار اتهامها بدعم وتمويل الإرهاب، وهي الاتهامات التي ترفضها الدوحة، كما ترفض التنازل عن قرارها المستقل وفرض الوصاية عليها. 

(العربي الجديد)

المساهمون