مصر: تململ في وزارات حيوية بسبب هيمنة الجيش عليها

05 مايو 2017
الاستخبارات الحربية اليد الطولى للسيسي في الدولة(خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
تسيطر حالة من الغضب على العاملين والقيادات في عدد من الوزارات الحيوية في الحكومة المصرية بعد سيطرة مجموعة من لواءات الجيش على العمل في تلك الوزارات بشكلٍ حوَّل قياداتها المدنية إلى مجرد واجهات فقط، لدرجة دفعت بعض المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إلى وصفهم بدواوين الوزارات بالمعسكرات. وقال مصدر بارز في ديوان عام وزارة الصحة المصرية، إن الفترة الماضية شهدت سيطرة قيادات في القوات المسلحة على العمل بالوزارة بشكل شبه كامل. وكشف المصدر عن حالة من الغضب التي تسيطر على الوزير أحمد عماد الدين وعدد من مساعديه والقيادات الذين باتوا مجرد صورة فقط، في وقت يقوم فيه عدد من لواءات الجيش المصري بإدارة العمل في كافة قطاعات الوزارة الحيوية تحت إشراف مسؤول كبير في جهاز الاستخبارات الحربية.

وأضاف المصدر أن مسؤولاً كبيراً في جهاز الاستخبارات الحربية برتبة لواء اجتمع بممثلي عدد من شركات الأدوية الدولية العاملة في مصر، بعد توجيه الدعوة لهم باسم وزارة الصحة، وأخبرهم خلال اللقاء بأنه سيكون هو المسؤول عن هذا الملف بدءاً من هذه اللحظة، مطالباً إياهم بعرض مطالبهم من الدولة للعمل على حل أزمة الدواء وتوفيره، بحسب المصدر الذي شارك في التنظيم للقاء. وأوضح المصدر: "اللواء قال لممثلي الشركات: لا علاقة لكم بالوزير ومساعديه، أنا هنا القائم بكل شيء"، وطالبهم بتقديم مقترحات لإخراج قطاع الدواء المصري من تعثره.

الأمر نفسه أكده مصدر في ديوان عام وزارة العدل، كاشفاً أن هناك لواء جيش بات هو "الآمر الناهي" في مقر الوزارة، على حد تعبير المصدر، الذي كشف أن "أحد اللواءات اجتمع أخيراً بالعاملين في ديوان عام الوزارة وأبلغهم بأنه مكلف بمتابعة سير العمل في الوزارة لضمان عدم تسلل أي ممن وصفهم بالعناصر المخربة لمرفق هام من مرافق الدولة".


وفي وزارة التربية والتعليم، قال مسؤول سابق أحيل أخيراً للمعاش: "في الأيام الأخيرة لعملي في الوزارة كان لواءات في جهازي الاستخبارات العامة والاستخبارات الحربية هم من يمسكون بزمام العمل داخل الوزارة"، مضيفاً: "الأمر في البداية كان متمثلاً في الهيئات الاقتصادية، مثل الأبنية التعليمية التي باتت بالكامل تحت إمرتهم وتصرفهم، إلا أن الأمر سرعان ما انتقل إلى كافة الهيئات التابعة للوزارة، بما في ذلك الهيئات المسؤولة عن الجوانب الفنية المتعلقة بالعملية التعليمية".

وتصاعدت في الآونة الأخيرة حدّة الانتقادات الموجّهة للنظام المصري، بعد سيطرة "أصحاب الخلفيات العسكرية" على كافة التعيينات، سواء في الوزارات والمحافظات المختلفة، في ما وُصف إعلامياً بعسكرة مرافق الدولة، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت متغيراً جديداً بسيطرة جهاز الاستخبارات الحربية على العمل في دواوين الوزارات والمحافظات، من دون الاكتفاء بكون أن هناك أحد قيادات الجيش السابقين على رأس تلك الأماكن.

وزارة الكهرباء لم تكن بعيدة هي الأخرى عن أيدي الجهاز الذي بات هو ذراع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الطولى في إحكام قبضته على البلاد، بحكم قيادته له في السابق، إذ كشف مسؤول مدني في إحدى شركات التوزيع التابعة للوزارة، عن هيمنة "قيادات عسكرية" على كافة الأعمال في الوزارة، مضيفاً: "المهندسون وقيادات الوزارة تحوّلوا لسكرتارية لهم فقط، وبات دورنا أن نعمل تحت أيديهم وتنفيذ توجيهاتهم".